الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢٤ مساءً

ثقافة النسب في اليمن تكبح جماح الثورة

عبدالحميد جريد
الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٣٠ مساءً


ثمة مقولة متعلقة بالحكم الرشيد والتطور الديمقراطي تقول بان ( الرجل المناسب في المكان المناسب )) لكن سرعان ماحولها (الفطاحلة ) اليمنيين إلى مقولة مفادها " النسب في المكان الأنسب "" .
وقد كانت صفة مرافقة للنظام السياسي السابق حيث كان كل مسؤول في الدولة من الرئيس الى مسؤول عمال النظافة يضع مكان النسب نصب عينيه سرعان ماتاتيه الفرصة للوظائف الشاغرة وهكذا ظل الفساد ينهش في لحم المواطنين البسطاء الذين يمتلكون الكفاءة ولكنهم لا يملكون نسب من العيار الثقيل واستمر بهم الحال حتى أذن الله بقيام ثورة يثأرون من الفساد وزمرته ومع كل ذلك وبالرغم من مرور سنتين ونيف من قيام الثورة لا زالت ثقافة النسب موجودة في نصب عين كل مسؤول في هذه الحكومة وليس ببعيد ما يحدث في مكتب رئاسة الجمهورية من تعميد مقولة النسب في المكان الأنسب وبالمثل ماحدث في اختيار أعضاء مؤتمر الحوار الوطني .

وهكذا تستمر الحكاية مع الفطاحلة الملاعين الذين افسدوا حياة كل الناس من اجل حياة اسرهم ومن خلال ماسبق انصح الكثير من الشباب الباحثين عن الوظيفة ان مهمتهم أصبحت سهلة ماعاد يحتاجون إلى مؤهل أكاديمي عالي مع شهادة التوفل في الانجليزي وغيرها الكثير من المعجزات أصبحت المهمة أسهل وهي أن تبحث عن شريكة حياتك من بنات الوزراء والجنرالات في البلاد وبعد زواجتك ببنت المسئول الفلاني ستصبح بعدها مديرا حتى وان كان معك شهادة الإعدادية فقط وبهذا تختصر المسافة بالعيش الكريم والحياة السعيدة بدلا من البحث عن دولة المدنية والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية الذي تدعوا لها الثورة وبهذا ستصبح حياتك كلها نسب النسب نسب وبرع يامؤهل ......... وبهذا ستكون نصر للطرفين إن الشاب حصل على عمل من دون تعب وبنت المسئول حصلت على زوج ينقذها من العنوسة ... وهكذا تسعد اليمن ..