الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢٤ مساءً

المؤتمر يكشر عن أنيابه في السر والعلن!

برهان أبوبكر
السبت ، ٠٦ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٦:١٧ مساءً
من يراقب عن كثب ما يجري هذه الأيام من قبل قبيلة وعائلة ما يسمى بـ "المؤتمر الشعبي العام" من تحركات معلنة وغير معلنة - داخلية وخارجية - يدرك أنهم قد ذاقوا ذرعاً بما آلت إليه الأمور في الأيام الأخيرة بعد أن كانوا قد اطمئنوا أن المبادرة قد مدتهم بطوق نجاة وعودة مظفرة عما قريب – بعد أقل من عام – إلى واجهة الأحداث والجاه والسلطان والنهب والسلب وتزوير إرادة المواطنين من خلال الانتخابات الرئاسية القادمة في العام 2014، وهو ما يعبرعنه أفراد العائلة من وقت لآخر في إعلامهم وعبر أبواقهم الإعلامية الذين لا ازالوا يقتاتون من الفتات الذي يرمى لهم به بين الحين والآخر من مقدرات الشعب المنهوبة.

كما يعرف الجميع، حاول المؤتمريون وعلى رأسهم كبيرهم الذي علمهم السحر منذ بدء الثورة الشبابية الشعبية السلمية استخدام كافة الأساليب، وبخاصة غير المشروعة منها مثل الترهيب والترغيب والإبتزاز والقتل والإعتقال والإخفاء قسراً وإشاعة الفوضى والتخريب وتخويف وترهيب الداخل والخارج مما هو قادم في اليمن عبر إعلامهم المسموم المرئي والمقروء والمسموع وكذلك عبر خفافيشهم المندسين في كل مكان دون جدوى، وأتت المبادرة الخليجية أو بالأحرى المبادرة السعودية لتمدهم بوقود للإستمرار ومحاولة إفشال الثورة الشبابية الشعبية السلمية وإخمادها للحفاظ على الوضع كما هو عليه في الأخير لخدمة أهل المصلحة في الداخل ممن يسمون بـ "المؤتمر الشعبي العام" والأسرة المالكة له وفي الخارج لمن فرضوا على الشعب اليمني مبادرة أبقت على القتلة والفاسدين وناهبي قوت الشعب اليمني شركاء ومعطلين للحياة السياسية والاستمرار في غيهم منذ توقيع المبادرة الخليجية حتى الآن.

وفيما يلي إليكم بعضاً مما دأب عليه "زعيم" مؤتمر التخريب العام في الأسابيع القليلة الماضية فقط لتروا كيف أن مسألة المد والجزر في سياسة هذا "الزعيم" التي لا تخفى على كل حصيف ومن يستطيع أن يتذكر الأحداث ويربطها ببعضها بصورة صحيحة ومنطقية هي السمة الغالبة على تحركاته العلنية والسرية:

- قبل الاجتماع الأخير لمجلس الأمن الدولي الشهر فبل الماضي كان "زعيم" قبيلة مؤتمر التخريب العام ينتقد كل شيء ويشطح وينطح ويمارس الحكم والمعارضة في آنِ معاً متناسياً أومستغبياً أن حزبه - قبيلة التخريب العام - يشارك بخمسين في المئة في حكومة الوفاق الوطني ويعمل كل ما في وسعه على تخريب ما يقوم به الخمسون بالمئة الآخرون إلى أن حلت الطامة الكبرى على رأس "الزعيم" ورفاقه الأشرار حين ورد اسمه علناً واسم رفيقه "الزعيم" الآخر- البيض- الذي لديه استعداد فطري أن يدمر الشمال والجنوب معاً ليحقق حلمه بالإنفصال حتى وإن كان بالتحالف مع من قضى عليه وعلى دولة بأكملها في شمالها وجنوبها. لا يخفى على أحد أن الدول الراعية للمبادرة الخليجية والأمم المتحدة كانت قد دأبت منذ توقيع المبادرة الخليجية على إرسال رسائل مشفرة عن طريق التلميح والتلويح لعل وعسى أن يلتقطها "زعيم" مؤتمر التخريب العام ومن على شاكلته ويفهموا المغزى منها ولكن لقد أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لاحياة لمن تنادي. بل على العكس من ذلك تماماً، فقد كان يستفزهم "الزعيم" ويطالب بتسمية معرقلي التسوية صراحة بالاسم والصورة ظناً منه أنهم لا يعرفون ولن يفعلوا، وحين سموه بالاسم والصورة جن جنونه وطالب مؤتمر التخريب العام بتوضيحات حول مضامين هذه التسمية التي لم تكن متوقعة! لا ندري عن أي توضيحات يتحدث هؤلاء البلهاء!

- وبعد أن سماه مجلس الأمن بوضوح وعلى الملأ، قام "زعيم" مؤتمر التخريب العام بغباء بتغيير استراتيجيته وجمع ما سماه إعلامُه بمليونية مؤتمر التخريب العام في ميدان السبعين يوم 27 فبراير 2013 ليرسل رسائل مختلفة لأطراف مختلفة ظناً منه أن الناس أغبياء مثله ومثل الرعاع الذين يتبعونه ويتغنون ويرددون مقولاته وتراهاته كالببغاوات. فقد أراد أن يقول للرئيس الحالي عبدر به منصور هادي أنه ما زال موجود وله أتباع وبلاطجة ورعاع، وللمجتمع الدولي ومجلس الأمن أنه يدعم التسوية السياسية في اليمن وأنه يحتفل بتسليم السلطة طواعية وهذا غير صحيح، وإنما أراد فقط أن يتجنب صدور قرار أممي ملزم في المستقبل يقضي بحجز أمواله المنهوبة من أقوات الشعب ومنعه من السفر وإلغاء الحصانة عنه وعن حثالته وتمكين الشعب اليمني يوماً ما من تقديمه للمحاكمة جراء جميع الجرائم التي ارتكبها هو ونظامه على مدى أكثر من 33 عاماً بحق الوطن والمواطنين. ثم أتْبع ذلك بما روجت له آلته وأبواقه الإعلامية بأنه قرر أن يدخل المدرسة الإبتدائية ويتعلم القراءة والكتابة، ومن ثم يعتكف ليكتب مذكراته أثناء فترة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل مع فريق من "مستشاريه الإعلاميين"، ولكنه كعادته لم يستطع أن يحتمل عدم إثارة اشمئزاز اليمنيين كل يوم بأحاديثه وتصريحاته البلهاء التي يلقيها بمناسبة وبغير مناسبة وكما هو معروف عنه أنه يقول الشيء ويفعل نقيضه، فظهر بعد افتتاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل في حالة بائسة يائسة يحتفل بعيد ميلاده الذي لم يكن يعرف عنه شيء في الماضي ولا في أي يوم ولد بالتحديد ولا يحتفل به على الإطلاق.

- ظهرت على السطح في الآونة الأخيرة قضية المغتربين اليمنيين في الجارة السعودية فوجدها "زعيم" مؤتمر التخريب العام فرصة لاستغلالها ودق إسفين بين المملكة واليمن –إن لم يكن هو وراءها في الأصل مع بعضٍ من أرباب نعمته في المملكة- لفركشة مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي بدى أنه يسير على عكس ما تشتهيه سفن المملكة وعصابة مؤتمر التخريب العام. لذا، وبحجة العلاج، ذهب "زعيم" التدمير والتخريب إلى المملكة ليُستَقبَل استقبال الأبطال الفاتحين من قبل أسياده ومن باع لهم اليمن أرضاً وإنسان في حين أن المغترب اليمني - بعيداً عن الدبلوماسية وتسمية الأشياء بمسمياتها - يُمْسح بكرامته الأرض ويُعتقل ويُرحل دون أن يُسمح له حتى بالعودة إلى منزله ليأخذ أغراضه الشخصية وأوراقه الثبوتية ويصطحب أسرته معه إلى بلده وهو أمر لا يقره لا عرف ولا شرع ولا دين في أي مكان في العالم!

- بدأت يوم الأربعاء الماضي مكنة إعلام "زعيم" مؤتمر التخريب العام تتطالب بعدم إدخال البيان الختامي الصادر عن الجلسة الأولى العامة ضمن محاضر مؤتمر الحوار الوطني الشامل لأن مؤتمر التخريب العام غير راضٍ عن ذلك البيان. ثم تَبِع ذلك مقترح من شخص يَدعى أنه محام اسمه محمد علي علاو، وهو بالمناسبة عضو في اللجنة العامة في مؤتمر التخريب العام، جاء فيه أنه يريد أن يبدأ مؤتمر حوار وطني آخر على غرار مؤتمر الحوار الوطني الشامل. بالمناسبة، هذا المحامي كان أحد المحامين الذين احتفلت بهم قناة المخلوع، قناة اليمن الأمس، وهم ذاهبون إلى النرويج ليعملوا بغباء على إثناء لجنة جائزة نوبل عن منح جائزتها للسلام لتوكل كرمان وعاد هو وفريقه القانوني يجرون أذيال الخيبة والخسران بعد أن تندر عليهم أهل النرويج ولجنة الجائزة على حمقهم وسخافاتهم. على فكرة مؤتمر الحوار الذي يقترحه هذا المحامي الجُهْبُذ هو على غرار "سنبوا لهم في السبعين كما سنبوا لكم في الستين"!

- في الأسبوع الماضي، بدأت تُروِّج الأبواق والمَكَنة الإعلامية للأسرة وحزبها، مؤتمر التخريب العام، أحَقية أحمد وِلد المخلوع علي بالترشح للرئاسة في العام 2014 وأحَقية المخلوع بالترشح للرئاسة هو شخصياً لأنه لا يوجد نص صريح في المبادرة الخليجية يحول دون ذلك ونسي هؤلاء الحمقى أن الشعب الذي أخرج المخلوع بالقوة من خلال مبادرة حَدَّت كثيراً من حريته قادر على أن يجعل منه ومن جميع أفراد عائلته بلا استثناء أضحكوكة إن هم استمروا في غيهم وفي محاولة استهبال واستغفال الشعب بهذا الغباء المستفحل لأنه، ببساطة وبنقس المنطق إن جاز لنا استخدام هذه الحجة، لا يوجد نص صريح في المبادرة الخليجة يفرض على الشعب اليمني مصادرة حريته وتسليم دفة الحكم مرة أخرى إلى من ساموه سوء العذاب على مدى أكثر من ثلاثة عقود.

إذاً يبدو أن مؤتمر التخريب العام قد كشر عن أنيابه في السر والعلن مرة أخرى من خلال بعض الشواهد وبدأ يشعر بالنشوة حين لاح له بصيص أمل أن "الشقيقة" السعودية بدأت هي الأخرى - بقصد أو بغير قصد - بوضع العراقيل في طريق إيجاد حلول ليمن جديد يأتي بـ يمنيين شرفاء بعيداً عن العملاء المعروفين إلى سُدة الحكم ويجعل المملكة تتعامل مع اليمن على قدم المساواة بحيث تحترم كل بلد منهما الأخرى بعيداً عن كل أشكال الهيمنة والوصاية والنظرة الدونية والتعالي، ومن ثم فتح أفاق جديدة للتعاون الإقتصادي والتجاري والتعليمي والسياسي والامني والإستفادة مما لدى كل بلد من مزايا إقتصادية واستراتيجية وموارد هامة تخدم البلدين والشعبين الشقيقين.

من الواضح أيضاً من خلال الوقائع المذكورة أعلاه وغيرها الكثير والكثير أن مؤتمر التخريب العام وزعيمه حاولوا التواري عن الأنظار والعمل من خلف الكواليس في الفترة الأخيرة لتفادي العقوبات الدولية وعملوا على إفشال حكومة الوفاق، التي يشارك فيها مؤتمر التخريب بالنصف المعطل، من خلال إشاعة الفوضى والتشكيك بمستقبل مختلف بعيداً عنهم وقاموا بالتحريض على القتل والتخريب في كل شبر من أرض اليمن والتحالف مع الجماعات التي يهمها تعطيل الحياة السياسية سواءً كانت تلك الجماعات في الداخل أو في الخارج وإفشال المبادرة الخليجية التي لا يبدو أنها تسير كما تشتهيه سفن أصحاب المصالح في الداخل والخارج.

وبما أننا بدأنا الآن نشهد عمل محموم خلف الكواليس وآخر في العلن، ينبغي على شباب الثورة الشبابية الشعبية السلمية والثوار والأحرار في كل مكان في اليمن وخارج اليمن اليقضة وفضح هذه المؤامرات من خلال الإعلام المرئي والمسموع والمقروء ووسائل التواصل الإجتماعي المختلفة المتاحة لأنه يبدو أن القادم قد يكون أصعب بكثير مما قد مضي وقد نعود إلى المربع الأول في أي لحظة إذا لم نعي تماماً ما يجري في السر والعلن من عمل دؤوب ومحموم من قبل هذه العصابة التي لن يهدأ لها بال حتى تتمكن من استمرار النهب والسلب والفساد والعبث السياسي والإقتصادي والجغرافي والإنساني الذي أرست له قواعد ومدارس أصبح مسلم بها عند البعض من ضعفاء النفوس وأصحاب الكروش التي لا تشبع أبداً وبخاصة إذا تهيأت لها ظروف عن طريق أطراف مؤثرة خارجية.