الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٩ صباحاً

تعز . محافظة الثورة ..لماذا انتهت عندها الثورة

صلاح عبد الرب
الاثنين ، ٠٨ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
في هذا الأسبوع أعطاني المؤجر إخطارا بإخلاء بيته بحجة خلافه مع أخيه لحيث وهم يسكنون في شقة واحدة واجروا لي شقة , وأخيه يريد أن يسكن في الشقة التي انأ فيها فانا احد ابناء محافظة تعز ووظيفتي في خارجها فأشغل دماغي بمشاكل الإيجار والبحث عن السكن والنقل وغيرها , فمكثت مليا أفكر في أوضاعنا ومالذي جعلنا مغتربين في داخل وطننا, فانا مغترب في وطني وبعيدا عن أهلي لما يقرب من عامين, وما هو وضع محافظتي التي ولدت فيها فراودتني قريحتي ان اكتب على هذه المحافظة والي أين وصلت أوضاعها ولكن قلت في نفسي مالذي سأقوله في هذه المحافظة وماذا سأتناول من إحداثها في ضل زحمة احداثها ولكن لابد أن نعطي هذه المحافظة الجميلة ولو الجزء اليسير مما اعطتنا.

هذه المحافظة الجميلة تعز الثورة عاصمة الثقافة ومنبع المبدعين والتي هي غنية بأبنائها المتصدرين لجميع جوانب السياسة والاقتصاد والفن والثقافة المحافظة التي قررت أن تشارك في بناء هذا الوطن بكل ما تملك حتى بأبنائها والتي وزعتهم في جميع ربوع الوطن والتي لا ينكر فضلها الا جاحد
فأعطيني مجتمعا متعلما مبدعا أعطيك شعبا حرا يرفض الذل والعبودية , فعندما تحسنت الديمقراطية نوعا ما في بلادنا وأجريت الانتخابات في العام 2006م والتي كانوا يعلمون أنها انتخابات شكلية لكنهم وجدوها فرصة في توصيل رسالة للحاكم بأننا شعب نريد التغيير فالتفوا التفافا رهيبا حول رائد التغيير فيصل بن شملان رحمه الله وأعطوه أصواتهم برغم الملاين التي ضخت والتزوير واخفاء الصناديق وعدم فرزها لكنه حقق نجاحا كاسحا حينها .

حينها ادرك الحاكم خطورة هذه المحافظة على نظامه وعلى مشروعه التوريثي , فبداء بإعداد خطته ورسم سياسة ممنهجة لتدمير هذه المحافظة , فرمى اليها بكل فاسد وظالم وفاشل وولاهم شئون إدارتها فاهلكوا فيها الحرث والنسل وعطلوا كل مناحي الحياة فيها ودمروا كل جميل , ولم يكن ابنائها يجهلون هذه السياسة فكانوا كجمرا تحت الرماد ينتظرون اللحظة المناسبة , فعندما هبت رياح الربيع العربي ووصل نسيمها إلي اليمن انتفضت هذه المحافظة وخرجت عن بكرة ابيها تريد رحيل النظام ورحيل الفساد والمفسدين فقادوا الثورة واشعلوها في ربوع الوطن ونصبوا أول خيمة على مستوى الثورة وغنوا وانشدوا وحركوا المسيرات وتقدموا الصفوف وارتوت الارض بدمائهم حالهم كحال شاعرهم وهبناك الدم الغالي وهل يغلى عليك دم , فلم يرتكب النظام مجزرة في أي جزء من الوطن إلا ولها النصيب الأكبر من الشهداء والجرحى , فكانوا قادة للثورة بامتياز فخرجوا حين يرجع الناس وصاحوا حين يسكت الثوارحتى بحت اصواتهم بترديد الشعارات والهتافات فا التاريخ لن ينسى مسيرة الحياة والتي أعادت للثورة رونقها وهيبتها عندما بداءت تفقده نوعا ما بسبب العملية السياسية والتوقيع على المبادرة الخليجية والتي أوصلت الرئيس هادي إلى سدة الحكم فادرك الرئيس ان تلبية مطالب هذه المحافظة شيئ لا بد منه والتي كان يتركز في اقالة الفاسدين ابتداء من المحافظ وحتى اصغر فاسد في قسم الشرطه , فاصدر قرارا بتغيير المحافظ وتعين شوقي هائل والذي حظي بتاييد واسع من ابناء المحافظه كونه ينتمي إليها والي أسرة لها رصيد كبير في المحافظة , حينها طبل المطبلون وصفق المصفقون واستل اصحاب الاقلام اقلامهم فكتبوا العبارات ومدحوا و كانه تولى عليهم مهاتير ومنديلا وغيرهم من جهابذة النهضات كما كتب البعض, حتى حققت بعض الصحف من الإيرادات مالم تحققه إلا عند عودة علي صالح إلى السلطة عام 2006م بسبب التهاني والتبريكات من كل من له مطالب ومارب اخرى .

فبداء بدخلة قوبة واشترط بان يكون له من الصلاحيات كان يتصرف كرئيس كما قيل مما جعلنا نزداد تفاؤلا بالتغيير ,ومع البدء بمزاولة مهامه لم يغير حتى متهبش من متهبشي البلدية والضرائب بل اكتفى بالتهديد للفساد والفاسدين وترك المهلة لهم لتصحيح أوضاعهم فقلنا عله متاني وغير متسرع بقراراته فلندعه يرتب أوضاعه.

ومع انتهاء فرصته للفساد والشارع للمحافظ ,الوضع هو لم يتغير اذا لم يزداد سوء فالقتلة والمجرمون ومن تلطخت أيديهم بالدماء كما يصفهم الثوار لازالوا محيطين به وفي مصدر القرار ويتحكمون به , في تصرف استفزازي للشارع الذي قدم الدماء من اجل تغييرهم مما أشعل الثورة من جديد ولكن الرئيس هادي كعادته تنبه لمطلبهم وأقال جميع وكلاء المحافظ وان كان كلعبة الشطرنج.

وألان ولما يقرب من عام على تعينه لا زال كل شيئ على ما كان عليه ولم يتغير لا فاسد ولا صالح ولا حتى عسكري بباب قسم شرطه بل اكتفى بالتبريرات بان التغير مركزي من العاصمة وعندما سمع رئيس الوزراء وحكومته لمطالبهم وقاموا ببعض التغيرات إذا به يعرقلها في الكهرباء والتربية والأشغال وغيرها بحجة التدخل بصلاحيات السلطة المحلية , فمن وجهة نظري انه فشل في عملية التغيير لسببين كلاهما مر فهو اما ان يقف في صف النظام السابق ولا يحدث أي تغيير فيبقى الفساد والمفسدون ومن نهب نهب ومن أكل أكل كما كان عليه أيام نظام صالح ولكن هذا سيجعله فاشلا في ادارة المحافظة لان من رماهم علي صالح الى المحافظة كما اشرنا لم يرتدع منهم واحد فيكون قد وقف ضد احد أهداف الثورة له ا ولكنه سيكسب مصالحه الشخصية فتجارته وأمواله لن يمسها احد , وإما أن يقف في صف الثورة ويحدث تغيرات فتنتعش الثورة المضادة إلى أن تصل إلى تجارته ومصانعه فهو يرى أن مصلحته أبقى ,.

فالآن الجامعة مغلقة لأكثر من ثلاثة أشهر وهذا سبب كفيل لتقديم استقالته واعترافه بفشله , والأمن بعيدا كل البعد عن الأمن والصحة في اسواء أحوالها والعملية التعليمية مهددة بالتوقف الكهرباء تنقطع لساعات والفساد ينخر في المحافظة بسبب عرقلته القرارات واحتضانه الفاسدين , فمن المخجل ان ترى المواطن يخرج ليطالب السلطه بتنفيذ القرارات وتطبيق القانون كما هو امام مكتب التربية
ومن العيب ان يهدد ا الاكاديميون والبرفسورات بالمشي على الاقدام الى العاصمه للمطالبة بالتغيير ,فنخشى أن يكون هو قائدا للثورة المضادة التي يخاف منها حتى يقال رحم الله النباش الاول.

فمالذي بقى اذا ومالذي فعل , قاد حملة للنظافة وكنس بقايا الطعام فهذا لانريده ,بل نريد حملة لتنظيف الفاسدين وكنس بقايا النظام.

اننا نخشى ان نكون نمر في هذه الايام بالمرحلة الثانية من عملية التدمير للمحافظه ولكن هذه المرة على يد ابنائها ومن ائئتمنتهم المحافظه لتولي وتسيير امورها.

فكيف قتلت الثورة في محافظة الثورة وكيف توقف التغييرعند من قاد عملية المطالبة بالتغيير؟

فمالذي يريده بعد كل هذا هل يريد ان تنصب الخيام من جديد وعودة المليونيات للساحه فقد كسر حاجز الخوف وقد اجتثوا من جثم على صدورهم ثلاثه وثلاثين عام فعليه مراجعة حساباته وتغيير سياسته فليس كل من نجح في الاقتصاد ينجح في السياسة فالسياسة نجاسة ورحم الله امرء عرف قدر نفسه.