الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٨ مساءً

الوضع في الحديدة كارثي سيدي الرئيس

عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي
الاثنين ، ٠٨ ابريل ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ مساءً
كيفما حسبناها نجدها مؤشراتٍ لا تبشر بخير فعلى الرغم من تواجد الرجل الأول رئيس البلاد رئيس الجمهورية منذ ليلة الخميس وعقده الاجتماع الموسع بكافة القيادات السياسية والأمنية والوجاهات واطلع على مجريات الأحداث ووجه القيادات الأمنية بضبط المتلاعبين والعابثين بالأمن والسلم الاجتماعي بالمحافظة إلا أن الوضع لا يزال ينذر بكارثة لا تحمد عواقبها إذا ما غادر رئيس الجمهورية دون أن يقطع دابر الفتنة ويضع المعالجات النهائية الصحيحة !. فالذين تبنوا الكفاح المسلح باسم أبناء تهامة لا تزال خيامهم منصوبة عند القلعة التي يفترض إنها موقع أثري تاريخي وتحميهم قوة من الحرس الجمهوري ( سابقاً ) ويتفاخرون علناً أن قائد الحرس الجمهوري تكفل بحمايتهم ، مع أنهم هؤلاء المعتصمين ينتسبون للحرس بلباس مدني !! . مما يعني التخطيط المسبق لإثارة الفوضى في المحافظة واستلاب أمنها وإخراجها تماماً من سيطرة الدولة ليتم من خلال بسط السيطرة الكاملة على الميناء والحدود البحرية الساحلية إذا ما تم لهم ذلك التحكم وفرض الهيمنة على اقتصاد البلاد وتجارتها التي تمثل الحديدة بالنسبة للجمهورية الشريان الذي تتدفق منه 70% من الواردات الهامة والضرورية من غذاء ودواء وغير ذلك ، والتواجد لقوات الحرس لحماية مثيري الشغب خروج عن المهام المناط بها كمؤسسة عسكرية تحمي أمن البلاد لا أن تحمي من يزعزع الأمن والاستقرار !! وهل يعني كذلك أن الأجهزة الأمنية إذا وجهت لاعتقال من ثبت تورطه من هؤلاء تعترضهم هذه القوات من الحرس وقد تشتبك معهم ليصبح المشهد مأساوياً ومثيراً للقلق والارتياب .. وهل القبائل الذين تقاطروا بأسلحتهم والمتوعدين باقتحام حارة اليمن معقل الحراك التهامي الذين ينطلقون منها بأسلحتهم وهم من قتلوا أولياء لهم بدم بارد منهم الضابط وجندي أو جنديين بلباسهم المدني تم الاعتداء عليهم !! بماذا يا ترى سيعدهم الرئيس ليقنعهم بالعودة من حيث أتو وأن القتلة لأوليائهم سيتم القبض عليهم ومحاكمتهم بينما تحرسهم وتحميهم قوات من الحرس الجمهوري والغالب من الحراك ينتسبون للحرس ولكن بلباسهم المدني ؟! وهل إذا لم يتم إقناع القبائل بعدالة القانون والاتفاق على فترة زمنية يتم فيها اعتقال الأجهزة الأمنية لقتلة أولياءهم ومحاكمتهم أن نتوقع مواجهات مسلحة تحقق للمتربصين ببلادنا منالهم ومرادهم .. سترك يا ألله .

من المؤشرات المقلقة تعطيل مدارس مديرية الحوك ليوم السبت ويشاع أنه إضراب مفتوح الهدف منه التضامن مع مدير المديرية المتهم بقيادة وإدارة الحراك المسلح المتهم بارتكاب القتل والاعتداءات وترويع الأهالي والتقطعات في الأماكن الواقعة تحت سيطرتهم . . وبحسب ما تناولته بعض الوسائل الإعلامية فإن المحافظ إثر وصول رئيس الجمهورية في زيارته المفاجئة للحديدة وجه بالقبض على الهندي مدير مديرية الحوك وقيادات أخرى متهمة بالتحريض والدعم والمشاركة للمسلحين في الحراك . . و يتداول الشارع تواطؤ المحافظ معهم ! ويشعرهم هذا بخوف وإحباطٍ شديدين
يتناقل الناس تباشير الانفراج لأزمة قد يراد منها أن تكون طاحنة بعد وصول الرئيس هادي وكعادة البسطاء يتفاءلون باسمه وبزيارته ويقولون سيهديه الهادي إن شاء الله ويخلصنا من شرهم ويعنون المسلحين ويأملون أن يقيل المحافظ ويحسن اختيار من يخاف الله فيهم ، ومع هذا التفاؤل يتخوفون أن يغادر رئيس الجمهورية المحافظة دون أن يعالج جميع الإشكالات ويدعها عالقة .. وتخوفهم في الصميم .. لأن الرقع إذا اتسع صعب على الراقع إصلاحه ورتقه وسيكون كارثياً بكل المقاييس .