السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥١ مساءً

اليمن ...والدوامة الظالمة

إبراهيم القيسي
الثلاثاء ، ٠٩ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
يعيش اليمن اليوم في حالة من الدوران غير المتناهي في دوامة سياسية تكونت بفعل الأحداث المتراكمة عبر التاريخ القديم والحديث وتستمد هذه الدوامة طاقتها من أفعال متلاحقة تنتمي إلى صراع سياسي ممقوت تولد من الحب الأسطوري للسلطة والتشبث المكروه بقوائم الكرسي المتشبع بأطياف من السحر الذي ترسله تدفقات متتالية من الشعوذة والكهنوت المتكئة على أحلام مشبعة بصهير الأطماع والشذوذ .

وحينما ننظر عن كثب نشاهد تلك الدوامة التي تسير بسرعة زاوية حول محور الارتكاز في بؤرة مشحونة بجواذب متوازية تعمل على تعقيد المشهد بروافد آلية تنتج من لفات دائرية حول مغناطيس السلطة فتولد تيارات متعددة تعطي طاقة تتزايد طرديا مع محور الدوران الواقع تحت تأثيرات متعددة من أسلاك النشاط السياسي المأزوم .

فهناك استقطاب كلي يجري على مركزية العموم واستقطاب جزئي يجري على مستويات الخصوص استقطاب شمال الشمال واستقطاب جنوب الجنوب فحراك الجنوب يتوازى مع حراك الشمال المتمثل في راديكالية الحوثي مع استقطابات التجزؤ داخل التحالفات الحزبية في ركام النسيج السياسي في كيان المشترك والمؤتمر الشعبي العام وهذا التبؤر أحدث أزمة مستفحلة داخل إطار الدوامة الهائلة والتي تتحرك في مسار كارثي متسارع مع نسبة التبؤر وتجسيد الاستقطاب .

ومع ابتداء الحوار الوطني زادت حدة الصراع بين فرقاء العمل السياسي كما عمل الحوار على بعث بؤر جديدة تندب حظها في التمثيل السلبي في إطار المؤتمر الوطني وفي كل يوم تزيد هذه البؤر من الظهور بفعل عوامل تحريضية فوضوية أو بإدراك متأخر لبعض القوى التي ترى تعثر حظها إذ فاتها التمثيل داخل المؤتمر الوطني لأنها حسب اعتقادها ستحرم من تقسيم الكعكات الصالحة على فرقاء العمل السياسي .

إن هذه الدوامة الظالمة من الصعب معالجتها لأنها واقعة تحت تأثير جبار يلقي عليها بمؤثرات تحمل طاقة جبارة من القوى الخارقة حيث من الصعب السيطرة عليها لأنها خارجة عن نطاق الشعب اليمني تدار من خلال روافد دولية وقطرية قدرت لها السير تحت برمجة خاصة تملك من الذكاء مالا يمتلكها أساطين القرصنة في العالم أجمع .

ومن هنا نعرف قدر المحنة المفروضة على هذا الشعب المسكين الذي وقع تحت سيطرة الشيطان فهو يتلاعب به نتيجة ضعفه السياسي والاقتصادي والأمني فقد استغل ظروفه المعقدة في حالة انتقاله السلمي فدخل على الخط مستغلا الوضع الخلافي بين قوى الاستقطاب المتعاركة ففرخ في جوها مدعيا الوساطة والمصالحة بين الفرقاء الذين رأوا هذا الأمر أخف الضررين فقد فخخ الوضع في غياب للوعي الجمعي الغائب تحت تأثيرات الأحقاد الآنية في ربوع الوطن المجروح .

إن هذه الدوامة تسكب شلالات متسارعة من العمل السياسي في مكان مشقوق يصب تحت أرضية الوفاق المخروقة بدسائس ممنهجة من الصعب التحدث عنها أو الإعلان عن طبيعتها لأنها تتخلق من روافد العمل الكيدي المندس وراء سقوف الحيل السياسية المدعومة بتغطية دولية وقطرية .8/4/2013م