السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢٦ صباحاً

المغتربون!!

خالد الصرابي
الاربعاء ، ١٠ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
سواء كنا ممن ذاق مرارة عناء الغربة او ممن لم توطئ قدمه ارضا غير تربة وطنه الا ان المفهوم العام والسائد لدى الجميع انها أي الغربة ليس لها سوى معنى واحد هي الكربة وتصاعد لهيب نيران الشوق القابع جمرها بين الضلوع لفراق الاهل والخلان وشذرات النسيم الفواح لذرات الرمل في ربوع الوطن مهما بلغت النفس من درجات الرقي وايقونات السعادة فلا بدلها من النواح .لكنها سنة الله في خلقة المنتشر في الارض بحثا عن مصادر الرزق ,وحتى وان كان لنا نحن اليمانيون تاريخ طويل في الهجرة الخارجية لمختلف دول العالم فأن ذلك لايعني عدم قدرتنا على العيش في كنانة ارض الوطن الواسعة والمتميزة باستواء مناخها وطيب ثمارها ,ولعل ميناء برلين البحري لايزال شاهدا على كرمها وجود عطائها .ما يواجهه مغتربونا اليوم ليست مجرد مشكلة عابرة قد تزول لحظة التوهم بمعالجتها تحت بند اتفاقي بقدر كونها ناتج حصيلة متراكمة من الاهمال وعدم الاهتمام بالرعايا اليمنيين في شتى بقاع العالم .يتسائل احد الزملاء وهو من الكتاب المغمورين عن ما الذي يمكننا تقديمه للمغتربين كمساعدة ؟غير مدرك بان المغترب لايحتاج منا سوى كيف نجعل منه انسان يحترم لدى الشعوب الاخرى !! ومن رحم المعاناة يقول احد المغتربين ممن قضى مدة لاباس بها في سجون واحدة من دول الخليج العربي بان نوع معاناته ورفاقه اليمنيين تجسدت في الاهمال وعدم المتابعة من قبل من يمثلنا في تلك الدول وقد بلغت ذروتها بوصولها الى مستوى الزيارة ولو من باب الشفقة مما جعلتهم يعتبرون انفسهم – مقطوعين من شجرة- وكل ذلك مقابل مشاهدتهم للرعاية الدؤبة لمختلف الجاليات من قبل سفاراتهم حتى دول من يعتبرها العالم غير مستقرة امنيا ومعيشيا مثل – الصومال والبنغال – وغيرها يحضون ابناءها باهتمام ومتابعة مستمرة ممن يمثل بلدانهم .فكيف نطمح حصول المغترب اليمني على مكانة خاصة لدى الغير قبل ان نبادر نحن في سعيا جاد الى ذلك !!وفي مكامن الم اخر حتى معتقلي اسرى الحروب لا يقبعون لبشاعة تلك المعاملة التي يتجرع مرارتها أبنائنا في سجون الغربة وذلك حسبما بثته احد المواقع الالكترونية ,والاكثر الما انها في واحدة من الدول العربية والاسلامية .انها مشاهد بالفعل رمزت بل وكشفت عن حقائق قلوب تجردت من كافة معاني القيم والمبادئ الانسانية والاسلامية لعدم اعارتها اشياء كثيرة منها عدم الاهتمام لجرح مشاعر شعب اليمن الاصيل وكذا التمعن والتقدير لما يتكبده هذا المواطن من عناء الغربة بعيدا عن اهله وبلده ,ولما نلوم الاخرين ونطلب منهم الشفقة لسوء نتائجهم ازانا ونحن من اسقط من عيون رعاياه في الخارج كيان دولة بحالها !!.