الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٣ مساءً

رسالة من الشعب اليمني إلى رئيس الجمهورية

إبراهيم القيسي
السبت ، ١٣ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
إنني أنا الشعب اليمني الذي توليتم رئاسته في الفترة الانتقالية وأنا فخور جدا برئاستكم كونها جاءت بعد الثورة الشبابية الباسلة وأنا آمل فيك أن تلبي لهذا الشعب مطالبه بعيدا عن نخب الأحزاب وتكتل القبائل وأطماع الطامعين من حراك في الجنوب وحوثية في الشمال إن هذه القوى لا تفكر إلا في مصالحها ومصالح أتباعها ولا تعي دورها المنشود في تحقيق العدالة والحرية والازدهار لهذا الشعب وعليه فإني أناشدك بدينك وأمانتك وما تحمل من عقيدة وإيمان أن تنظر إلي نظرة المشفق وأن تضع مشكلتي من أولويات المشاكل وأن تضع لها الحلول الناجعة بعيدا عن الإهمال والتسويف .

سيادة الرئيس
إني أنا الشعب اليمني الذي انتهكت حرمته وسلبت حقوقه وبقي يتلظى بنار الفقر ويحسو حميم القهر ويلبس أسمال مرقعة من فتات المانحين وغدا أضحوكة بين الأمم لتخلفه وجهله وأصبح منحسرا عن قصب السبق ومتأخرا عن ارتياد الحضارة لقد ضقت ضرعا بحالي وكسوف شمس حضارتي التي أضاءت العالم وشغلت العقول وفتحت للعالم الحيران طرق السمو وسبيل الرقي وهاأنا ذا أسقط من علو قمتي إلى سفوح التخلف والجهل فاعمل اللازم من أجل إنقاذ ما بقي من كرامتي حتى يتسنى لي اللحوق بركب الحضارة .

سيادة الرئيس
إني أعيش على مقلاة كبيرة مساحتها هي مساحة الوطن اليمني من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه إني يا سيادة الرئيس أعذب في هذه المقلاة على مدى دهور متتالية أرتقب من يقدم لي الحل فقد طال انتظاري ولم أجد ذلك البطل الذي أتخيله في ذاكرتي ليقدم لي الحلول الناجعة لأنجو من هذه المقلاة التي أحترق في أتونها ولعلك يا سيدي الرئيس أنت الفارس الذي أنتظره فيحقق لي الأماني الحالمة والتي لم تحققها لي ثورتي أكتوبر وسبتمبر.

سيادة الرئيس
إني أعاني من مشاكل كبيرة وأفتقر إلى أبسط الحقوق وأحرم من أبسط الواجبات وأتعرض للابتزاز من سادة هذا الوطن وقيادته لمنحي إياهم الثقة كوني أنا السلم الحقيقي لهؤلاء فيرتقون فوق كاهلي حتى يصلون إلى السلطة وبعدها أنسى فأعيش عرضة للفقر والجهل والمرض فلا أجد الرعاية الصحية في مستشفيات الدولة فيبتزني أصحاب المشتفيات الخاصة وأتعرض للظلم في المحاكم القضائية وأظل نهبا للسادة العظماء والتجار المحتكرين فلا تعليم لأولادي ولامشاريع خدمية تتوفر لي ولاضمان اجتماعي يفي بحال ضعفائي .


سيادة الرئيس
إني أنا الشعب الوحيد من بين شعوب الجزيرة أعيش الفقر والتخلف والجهل رغم تعدد مصادر الخيرات وذلك لأن من سبقوا من زعمائي يهتمون بأنفسهم ويبنون أسرهم اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وعسكريا على حساب حالي يعيشون في القصور وأعيش في العراء يأكلون ألوان الطعام وأقتات من كسر الفتات وبقايا المزابل يتعلمون وأجهل يتمتعون بالصحة وأبتلى بالمرض يتلقون العلاج في أرقى المستشفيات وأنا أموت بدون دواء لأني لا أملك قيمة الدواء ولا رسوم التعليم الخاص ولذا يا سيادة الرئيس أملي كبير بأن تحقق لي السعادة وترسم لي طريق الفجر وترتقي بي إلى تنسم سلم الحضارة لأخرج من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة ومن ثكنات المرض إلى سبيل الصحة ومن الفقر إلى الغنى ومن ضيق العيش إلى رحاب الخيرات .

سيادة الرئيس
إن فلذات كبدي قد خرجوا في ثورة شبابية عارمة فتعرضوا للضرب والقتل والسجن والتعذيب كل هذه التضحيات من أجل طلب الحرية والعدالة ونشدان الكرامة الإنسانية التي تعرضت للإهانة والابتزاز فاحرس سيدي الرئيس على تحقيق أهداف ثورتهم ورعاية أسر شهدائهم وعلاج جرحاهم حتى يتحقق الهدف المنشود من عدالة قضيتهم التي ضحوا بالغالي والرخيص من أجلها فتكتسب بذلك الذكر الحسن في الدنيا والأجر والثواب في الآخرة . سدد الله خطاك وأعانك على تحقيق ما أصبو إليه والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه .

التوقيع : الشعب اليمني المغلوب
12/4/2013م