الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣١ مساءً

عاد المراحل طوال

عبدالرزاق السريحي
السبت ، ١٣ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
قرارات الرئاسه بالإستحداث والتعيين في المناصب القياديه في وزارة الدفاع تُمثل لبنه هامه من لبنات بناء مؤسسه عسكريه وطنيه ( جيش وطني ) . خطوه إنتظرناها طويلاً . ولكنها وفي حال نُفذت فعلاً دون إلتفاف أو إحتيال ، فإنها بلا قيمه مالم تُستبق وتتبع بـ وتترافق مع عدد من الإجراءات –اللبنات – الأخرى الهامه ، ومالم توضع جميع الإجراءات – اللبنات – على أساس وطني محدد بوضوح ومن أجل هدف وطني محدد بوضوح .

وأنا أرى أن الأساس الوطني يتمثل في أن اليمنيين شركاء في الوطن (الثروه والسلطه ومختلف الفرص في مختلف المجالات ) أحرار ومتساوون . والهدف يتمثل في حماية أفراد المجتمع اليمني وحماية مصالح كل فرد منهم والدفاع عنهم وعنها . وبالتالي السعي الجاد من أجل قيام ديمقراطيه ووجود الحريه والحفاظ عليهما وتعزيزهما (حماية الأساس الوطني ) . ومالم يكن ذلك كذلك فإن طرف (فرد جماعه مجموعه ) أو أكثر ، قادر وبإسم الله الدين الوطن القوميه المذهب الأغلبيه الأقليه – قادر – على إستخدام الجيش ضد أفراد المجتمع اليمني أو بعضهم أو أياً منهم ، بوصفهم حوثيين إصلاحيين مؤتمريين إشتراكيين بعثيين ناصريين متشددين متطرفين سلفيين علمانيين شوعيين ، سنه شوافع زيود شيعه بهائيين إسماعيليين يهود مرتدين صناعنه تعزيين عدنيين حضارمه براغله لغالغه دحابشه يساريين جنوبيين شماليين مولدين سنافر وغيرها من الهويات والصفات التي لا حصر لها،وبإعتبارهم أشرار شياطين مجرمين كفار مخربين جهنميين ظلاميين أعداء خونه عملاء لـ (أمريكا إيران السعوديه إسرائيل الشرق الغرب الإمبرياليه الرجعيه التقدميه النصارى كائنات في الفضاء أو في باطن الأرض ).

فحتى في حال نُفذت القرارات سالفت الذكر فإن الجيش يظل خاضع أو عرضه للخضوع ، لهيمنة طرف ما، مالم تتخذ المزيد من الإجراءات الموضوعيه والضروريه واللازمه لضمان وجود جيش يمني وطني مستقل ومحايد بشكل مستمر ودائم.

هذا لا يعني تقليلي من أهمية القرارات سالفت الذكر ، بل على العكس من ذلك فأنا أُشدد على أهميتها وقد طال إنتظاري لها وما أن سمعتها حتى غمرتني السعاده بدرجه وشكل يصعب تحديدها ووصفها . ولكني أعرف تمام المعرفه أن وجود جيش وطني مسأله مازالت بعيدة المنال ومازالت بحاجه إلى الكثير والكثير من الإجراءات والخطوات الهامه والضروريه.

وما نغص فرحتي وأثار سخطي هو إرتفاع أصوات البعض قائلين أن عملية بناء جيش وطني تحققت وإكتملت تماماً، بل بلغت الوقاحه بهم إلى حد الصراخ والزعيق بالقول أن أهم أهداف الثوره الشبابيه تحقق مادفع بعضهم إلى تسمية الجمعه بـ" جمعة النصر ". وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على أن هم هاؤلاء الوحيد هو الإستئثار بالسلطه والثروه عن طريق التخلص من خصومهم . أما بناء جيش وطني وقيام ديمقراطيه ووجود الحريه فأمور يرفضونها ويناهضونها .

أقول لهاؤلاء أن بناء جيش وطني مستقل ومحايد وسيله أداه هامه لتحقيق أهداف الثوره الشبابيه وليس هدفاً من أهدافها ؛ فبناء جيش وطني مستقل ومحايد -في حال بناءه – يمثل خطوه هامه على طريق السير نحو الديمقراطيه والحريه ( أهم أهداف الثوره) ولكن وحتى إن تحقق ذلك فمازالنا بحاجه للقيام بالمزيد والمزيد من الخطوات الكثيره والصعبه والضروريه للوصول إلى الديمقراطيه والحريه ، فمازالت المسافه طويله وشاقه ومليئه بالتحديات والصعوبات الكبيره .

وعليه أقول للأخ الرئيس عبدربه منصور هادي سر إلى الأمام ولا تلتفت لمثل هذه الأصوات التي طالما غنت وطبلت لسلفك وكثيراً ما زينت له الباطل بل ودفعته لذلك دفعاً . تقدم واثقاً فنحن اليمنييون أمامك وخلفك وإلى جوارك ومعك سائرون نحو الديمقراطيه والحريه . هذا إذا كنت مهتم برفع الظلم عن الناس والتخفيف من معاناتهم الحرمان والبؤس وإذا كنت مهتم بأن يذكرك الناس والتأريخ بخير وإذا كنت مهتم بنيل رضا الله وثوابه . أما نحن وفي كل الأحوال فعازمون على المضي قدماً و لن نسير أو نتراجع إلى الخلف من الآن وصاعداً سواءً كنت معنا أو لم تكن.