الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٠ مساءً

شكراً أثلجت صدر شعبك سيدي الرئيس

عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي
الأحد ، ١٤ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
إثر سماعي للقرارات الرئاسية الصادرة بالأمس من القناة الفضائية اليمنية التاسعة مساءًا شعرت بنشوة الثوار وهم يقطفون ثمار صيحاتهم الهادرة في شوارع مدنهم الرئيسية يطالبون الرئيس هادي بتصفية الجيش والأمن من الرموز والأيادي العابثة المستبدة وإنهاء الانقسام العسكري والأمني الذي يوفر الغطاء التخريبي والفوضوي لذوي المنافع والمصالح المنتهية بانتهاء المنظومة الفاسدة الناهبة للأرض والإنسان . . وتذكرت الأيام والليالي التي عاشها شباب الساحات وهم يحلمون بثورة تغيرية شاملة تتمخض منها دولة مدنية دستورية تحترم الإنسان والدين والأخلاق والمبادئ والقيم ، وكنت يومها أثق أن هذه الجهود وكل التضحيات والشهداء والجرحى لن تذهب هدراً أو سدى ولكن .. متى ؟ وكأن متى هذه الزر الذي يعيد إلي الأمل ويفتح باباً من الرجاء فأرى الآية الكريمة بين عيني كلما قلت متى ( ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً ) وسبحان الله الذي يقرب البعيد لكن الإنسان بالتركيبة البشرية التي خلقه الله عليها يتعجل الثمرة قبل نضوجها ، قال تعالى ( خلق الإنسان من عجلٍ سأرويكم آياتي فلا تستعجلون ) ونبي الله لوط لما جاءه رسل ربه من الملائكة وضاق بهم ذرعاً مما يجده من انحراف قومه وشذوذهم وما كان ليعرفهم أنهم رسل الله جاءوه بالعذاب لقومه قال الله عنه ( ولما جاءت رسلنا لوطاً سيئ بهم وضاق بهم ذرعاً وقال هذا يومٌ عصيب ، وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات ...) إلى أن قالت الملائكة للوط كما في الآية الكريمة ( قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطعٍ من الليل ولا يلتفت منكم أحدٌ إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ) وهنا الشاهد ( أليس الصبح بقريب ) أتصور لو أن صوتاً قوياً يتردد صداه في طول البلاد وعرضها : أبشروا أيها اليمنيون عما قريب سيرحل الظلام .. وسترحل معه كل الخفافيش .. وسينجلي الفجر عن صبح يماني جميل نسمع معه زقزقة العصافير وهديل الحمام وصوت الكناري والعندليب .. إن موعدنا جميعاً الصبح أليس الصبح بقريب .. أليس الصبح بقريب .

هكذا هي الأنباء السارة تذكي العقول وتشحذ الأرواح والهمم وتنشط الأجساد وتذهب الأحزان والغم والهم ، إنها الفرحة الغامرة العارمة التي ألهمتني لأسطر هذه الكلمات ، كيف لا وأنا أشاطر بني قومي نشوة النصر المبين .

صحيح أن القتلة ومن عبثت أيديهم لا يزالون خارج الأسوار ولم تصلهم يد العقوبة والقانون والعدالة ، وصحيح أن هذه القرارات التي أفرحتنا وحققت مطالبنا الأساسية في تجنيب البلاد ويلات الانقسام الأمني والعسكري واستردت الأجهزة الأمنية والعسكرية من قبضة العائلة إلا أن مطلبنا جميعاً في القصاص للشهداء والجرحى لا يزال بحاجة إلى مزيد من الوقت . . وسيكون قريباً إن شاء الله وكما حررنا الوطن وكان لابد من الشهداء والجرحى كضريبة حتمية أرادنا الظالمون أن ندفعها فكذلك لابد من دفع ضريبة الانتظار لليوم الذي نحاكم فيه جميع المجرمين دون استثناء ، ولأننا نؤمن بالله ونؤمن بعدالته على أرضه في الدنيا وعدله يوم يجمع الناس ويقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء فإن من لم تطله عدالة الأرض لن يفلت من عدالة الله يوم العرض عليه . وموعدهم له صبحه القريب ( أليس الصبح بقريب ) بلى والله . آمنا بالله والحمد لله .