الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٥ مساءً

ويبقى الحمار

نشوان صادق حسن
الاربعاء ، ١٧ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
في طريق عودتي إلى المنزل ، التقيت أحدهم – صديق – جالسا على الرصيف ، يشتمُّ بعض الهواء على حد تعبيره ، جلست إليه وبدأنا نتبادل أطراف الحديث ، فحدثني عن الإبداع وعن قدرتنا على الوصول إلى ما رسمناه لأنفسنا من أهداف عليا وتحمس أكثر فأكثر وبدأ – بطريقة غير مباشرة – يقنعني بأنه شخص مبدع وذكي وعنده من المهارات ما لو قُدّرت حق تقدير لعاش ملكا في زمانه ، صمتَََََ قليلا ثم تنهّد بقوة وقال : "يلعن أبيه البلاد هذي" ، ثم قهقه بسخرية .

لم أعلّق بكلمة واحدة ، لكني أردت أن أصرخ حينها بكل ما أوتيت من قوة : "يا ناس ، يا عالم .. هذا هو المبدع الذكي صاحب المهارات عندنا ، فماذا عن أصحاب المستوى المتدني للذكاء ، ماذا عن من لم تتح لهم فرصة لإيجاد مهاراتهم فضلا عن تنميتها ؟!

للأسف ، المقياس لتحقيق الأهداف يصير " أن تكون حمارا " عندما تكون العوامل الخارجية ومتطلبات الحياة التي تصنعها هذه العوامل (الدولة ، المجتمع ...) تهد الإنسان في أحدنا هدّا ، فإذلال الإنسان في مجتمعاتنا بلغ مداه ، والواجبات حمل ثقيل تتساقط عليه كالمطر ، وهي لا تعرف "أليس الصبح بقريب" ، وحتى الحقوق صارت تجلب علينا الكثير من الواجبات التي نؤديها تحت مسميات عدة (حق القات ، حق تسهيل أمور ، حق معاملة ..) والفقيه من يترك حقوقه لدرء المفاسد المترتبة على جلبها .. ويموت الإنسان فينا ويبقى الحمار.

لا أخفيكم أني اختتمت تفكيري بتمتمة " يلعن أبيه البلاد هذي" ، فأنبني ضميري ، فألحقتها بـ "يحيا الوطن".