الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٥٠ صباحاً

الحراك كرت الخاسرون من الهيكلة

احلام القصاب
السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
شكلت صدور القرارات الرئاسية لإتمام اعادة هيكلة الجيش التي انتظرها الشعب بلهفة صدمة للبعض ، فوجد البعض انفسهم قد فقدوا الكثير من اوراق الضغط التي كانوا يعولون على استخدامها إلى اقصى مدى لتنفيذ مخططاتهم الضيقة بضيق افقهم فذهبوا يبحثون عن مداخل سياسية قد تكون نافعة ككرت يستخدموه لخلط الاوراق لكن بأيادي غيرهم فلجأوا لأسلوب التباكي على مصلحة ابناء المحافظات الجنوبية وتقديم النصح واظهار الحرص كآخر الاوراق التي تصوروا أن بإمكانهم التذاك والعب على قضيتهم الحقوقية العادلة ، ومحاولة التدليس في نفس الوقت بالقول أن ما يتناولونه في كتاباتهم بغرض الحرص على الوحدة بينما هو تحريض واضح وصريح على الانفصال إن استطاعوا استغلاله واخص هنا تحريض (الحراك) على عدم الانجرار وراء اي معالجات لا تلبي مطالبهم ، التحريض على المطالبة بفرض بعض النقاط التي بطبيعة الحال إن تم التوصل لحلول لكل القضايا في مؤتمر الحوار الوطني لن يكون احد بحاجة للمطالبة بالعشرين نقطة او غيرها من النقاط لان الاصل هو البحث عن حلول للقضايا وليس التشبث بنقاط قد يختلف عليها المتحاورون والدخول في متاهة القبول والرفض للنقاط وكأنها نقاط لها قدسية ينبغي تنفيذها بينما يتحدثون في تناقض صريح أن لا قدسية لشيء كالوحدة او الانفصال او وثيقة العهد والاتفاق او المشاركة في الحوار من عدمه ، فالبعض يحاول ان يأكل الثوم بفم غيره ظناً منه بمحاولة فرض تطبيق النقاط العشرين ستكون الورقة الاخيرة له لتنفيذ اجندته الخاصة اسوة بإخوته في المحافظات الجنوبية خاصة بعد ذهاب مراكز القوى التي ارتكز عليها في رسم سياسته لتنفيذ اجندته الخاصة ، يخطئ من يظن أن الذين خرجوا للمطالبة بإسقاط هادي وحكومته بعد القرارات الاخيرة سيكونون حريصون على اليمن ووحدته ويخطئ اكثر من يظن أن من قاتل ابناء القوات المسلحة لغرض اعادة عجلة التاريخ للماضي أنه يسعى للحفاظ على اليمن الجمهوري ووحدته ، ثم المطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط لغرض ضمان ترتيبات معينة بحسب زعمهم حتى لا يقع الجنوبيون في الفخ مرة اخرى ، الا يمكن أن تشكل حكومة تكنوقراط ووضع آليات لضمان تحقيق انتخابات حرة ونزيهة تخضع لإرادة الناخب وفق قناعاته الشخصية بعيداً عن اسلوب التحريض والتشكيك بنوايا الآخرين ؟! ، العمل السياسي في اطار الحوار الوطني يحتاج لضوابط عملية يتم التوافق عليها بعيداً عن سياسة زرع الشك بين ابناء الوطن الذين عانوا الكثير من هذه السياسات طيلة الفترة الماضية ودفع الاطراف بتحريض فاضح لاستخدام اساليب التفخيخ السياسي في الحوار بغرض نسف الحوار والعودة للمربع الاول طالما احس البعض أنه اول الخاسرين من قيام دولة يمنية حديثة يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات ولا قدسية فيها لطائفة او فئة او عرق دون اخرى ، مؤتمر الحوار الوطني يا هؤلاء جاء لمعالجة الاخطاء التي رافقت سياسات الانظمة السابقة وايجاد حلول لتلكم الاخطاء التي وجدت بسبب الاقصاء والتهميش والتعالي على الآخرين ومنطق السادة والعبيد الذي ثار عليه الشعب في ثورة سبتمبر واكتوبر وثورة فبراير 2011م فعليكم التعايش مع هذا الواقع الجديد والبحث عن حلول لكل القضايا عبر الحوار البناء والمسؤول وترك اسلوب الدسائس والتفخيخ التي ما عادت تنطلي على احد ، حلولاً تضمن للجميع العيش في وطن يسوده النظام والقانون ويحفظ للجميع حقوقه.