الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٢ مساءً

إلتقيت الحمدي وعبدالناصر في شاطي جولد مور - عدن

سمير الشرجبي
السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
عدت من زيارة قصيرة الى عدن , فبرغم الحزن الذي تكتسي به عدن فقد تركت هذه الزيارة عندي إنطباعات عديدة احب إشراككم معي فيها:-

- وصلت الى مطار عدن الصغير والمتواضع ولكنه نظيف ورحب ...إستنشقت فيه رائحة الفل والمشموم.

- وجدت أصدقائي القدامى من ابناء الجنوب والذي عرفتهم من قبل الوحدة وبعدها اوفياً لقيم الحرية والعدالة والوحدة...لم يتغيروا ولم يسقطوا في وحل التفكير العنصري او الانفصالي بل تعززت عندهم قيم الحرية ومفاهيم العدل والمساوة والدولة اليمنية الحديثة التي ترتكز على العدل والتنمية وإعادة الحقوق ومحاسبة المجرمين.

- لقيت ترحيباً في كل مكان ذهبت اليه والبسمة لا تفارق من أحادثهم..

- لم أشعر لحظة في أن هناك فكر إنفصالي ممهنج ..أكلت بمطعم الشيباني وحاورت مدير المختبر الحكيمي ورافقت إبن مودية وسامرت إبن الضالع وسكنت في فندق الشعيبي وتغديت الزربيان عند البيحاني.

- المرة الوحيدة التي سمعت فيها كلمت دحباشي ترمى الى الهواء لكي يلتقطها من يلتقط...عندما ذهبت مرافقاً صديقي (الجنوبي) الى سوق القات (انا لا أخزن) وكان ذلك الصوت أتي من شاب صغير لم يتجاوز عمره ال15 عاماً ..حافي القدمين متسخ الثياب ويسير حافياً وكأنه رمزاً للبؤس والظلم والحرمان وبيده بعض الفل يريد ان يبيعه على وعسى يجني منه بعض المال ليسد به رمقه في الوقت الذي يخرج من هذا السوق العشرات محملين بربط القات المكتنزة سماً وهوساً وإسرافاُ يعاقب عليه رب العالمين .

- أصاب ذلك السلوك صديقي وحاول ان يبرر ان هذا جاهل ولا يفهم ..ولكني فهمت ...الفقر وغياب العدل يدفع الناس للشوراع يبحثوا عن سبب او مسبب يحملونه مأسيهم وهمومهم...

- ذهبت الى شاطي جولدمور بعد ما تمنيت على صديقي أن ياخذني في تلك اليلة لاشتم ريحة البحر في عدن واخترق الطرقات من المنصورة بين مباني المعلا وشوارع التواهي وصخور جولد مور,,,ولم يستوقفنا احد سوى سيارات عرس عند العودة تسد الطريق ويخرج منها الشباب ليغنوا ويصرخوا ويفرحوا بجنون فرائحي وكانهم يستنجدون بالفرح ليخفف عنهم الامهم.

- قررت ان اشرب عصير على شاطي جولدمور الذي زرته من قبل مع أسرتي وترك عندي إنطباعات جميلة لانه كان دائماً مليئاً بالزوار حتى الفجر....هذه المرة كان شبه خالياً وزاد الطين بله إنقطاع التيار الكهربائي الذي زاد الليل سواداً ....

- أكثر المشاهد تأثيراً هي تلك اللوحة التي رئيتها في البقالة التي شربت العصير عندها...لوحة مصممة بعناية معبرة ...إسمها بقالة الشهداء ..وزينت هذه اللوحة بصورتين..للرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي في إحدى زواياها....وفي الزاوية الاخرى صورة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر.

- حينها أيقنت ان شعباً يخلد هؤلاء العظماء ليس شعباً إنفصالياً ...بل ذلك الذي يخلد القتلة والمجرمين ويدافع عنهم هو إلانفصالي.

تحية اليك شعب الجنوب الحر.