الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٠ مساءً

رسالة سلام إلى الشعب الأمريكي

حميد منصور القطواني
السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
بدايةً اغتنمها فرصة في التعبير عن بالغ أسانا و حزننا وعظيم مواساتنا لذوي ضحايا التفجير الارهابي الذي حدث في مدينة بوسطن ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل كما ندين ونستنكر ونجرم تلك الجريمة الارهابية بأشد المعاني .

فاليوم كنت أفكر في مستقبل العلاقات بين شعوب الدول النامية مع الشعب الامريكي في ظل كثير من الظروف والعوامل التي حاولت خلق صورة متطرفة وعدائية لتلك الشعوب امام الشعب الامريكي من خلال صنع جماعات متطرفة تؤمن بالعنف وكذلك العكس بتصوير الشعب الأمريكي في صورة متسلطين و رأسماليين و متعجرفين وأنانيين ومتغطرسين و عدوانيين امام تلك الشعوب من خلال انتهاج الادارة الامريكية سياسية متعجرفة وتفكير أناني وسلوك تسلطي و عدواني و متغطرس تجاهها .

وكنت في حيرة من امري كيف اوصل رسالتي الى الشعب الامريكي فانا لا اجيد اللغة الانجليزية لترجمة رسالتي الى لغة المعنين بالرسالة وايضا ليس لي علاقات صحفية بالصحف والمواقع الخاصة بالقارئ الامريكي ولكن شعوري بأهمية هذه الرسالة ومتغيرات المرحلة دفعني الى كتابة المقال هذا بالعربية وترك امر توصيلها وترجمتها الى مبادرات الشباب اليمني المتفاعل والى الاحرار من الشعب الامريكي المهتمين بالمواقع اليمنية .

فقد تلقيت خبر التفجير الارهابي الذي حصل في مدينة بوسطن الامريكية و استهدف الأبرياء خلال المرتون السنوي بحزن بالغ ،ولكنه لم يصدمني ذلك الخبر لأنني اسمع كل يوم اخبار عن عشرات التفجيرات الارهابي في مختلف ارجاء الوطن العربي و التي تذهب ضحيتها مئات من الابرياء ما بين شهيد وجريح ففي اليوم الذي حدث فيه التفجير الإرهابي في مدينة بوسطن حصل خمسة و عشرون تفجير ارهابي في بغداد و اكثر من تفجير في سوريا والذي استهدفت غالبيتها الاماكن العامة والاسواق الشعبية المكتظة بالناس ولكم ان تتخيلوا حجم الكوارث الانسانية الناتجة عن تلك التفجيرات الارهابية.

كما ان خبر التفجير الارهابي في مدينة بوسطن لم يفاجئاني فلم يكن غريبا او بعيد الحدوث لا سباب كثيرة منها السلوك العدائي والنهج المتغطرس للإدارة الامريكية تجاه الشعوب المستضعفة من خلال استخدام هيمنتها تارة في فرض حكومات فاشلة ودعمها باسم دعم الاستقرار و تارة تعمل على تبديد قدرات وطاقات الشعب الامريكي في اثارة الفوضى والنزاعات باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان كل ذلك من اجل وصول الشركات الاستثمارية الامريكية الى تحقيق مصالح انانية وغير مشروعة على جثث ومعاناة و ألآم تلك الشعوب وهذا لا يعطي احد اي مبرر لاستهداف المواطنين الامريكيين الابرياء بالعنف والارهاب والتفجيرات ولكنه في نفس الوقت يوضح لنا ان الادارة الامريكية وسياساتها وسلوكياتها العدائية هي من خلقت الظروف والمناخات المناسبة لظهور تيارات ارهابية ومتطرفة ..
ولنا ان نتأمل قليلا في الواقع من عدة زوايا لتظهر الحقيقة كاملة ليس ما تظهره وسائل الاعلام التابعة لمطبخ الادارة الامريكية التي عكست المشهد وشوهت الحقيقية عن تنظيم القاعدة والداعم والمسهل لتحركاته في العالم .
فمن الذي دعم الجماعات المتطرفة والارهابية في ليبيا ،الذين قاموا بقتل السفير الامريكي وقاموا بتنفيذ عمليات عنف وارهاب على المجتمع الليبي بمختلف أطيافه أليس ما الإدارة الأمريكية و الاستخبارات التابعة لها هي من سهلت ودعمت تلك الشخصيات والجماعات الارهابية من المتهمين والمطلوبين امنينا للإدارة الامريكية واوصلتهم الى مواقع نافذه وقيادية بارزة في قيادة جيش الثورة الليبية .

من يسهل ويدعم ويمول الجماعات الارهابية والمتطرفة التي تقوم بتنفيذ التفجيرات والعمليات الارهابية يوميا في سوريا والعراق والصومال و التي تستهدف المواطنين الأبرياء أليس ما هي مملكة آل سعود و دولة قطر حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية هما من قاموا بذلك و الغريب في الأمر أن لم الإدارة الأمريكية لم تصدر على الأقل بيان واحد تدين فيه تلك التفجيرات وهذا يؤكد رضاها ومباركتها .
من يسهل ويدعم ويبارك الجرائم الاسرائيلية والارهاب الصهيوني من يستهدف الشعب الفلسطيني الاعزل الذي يدافع عن ارضه وعرضه وكرامته في وقت لم تلتزم الحكومة الصهيونية بتنفيذ اي استحقاق برعاية الادارة الامريكية .

ان الشباب اليمني يؤمن بالسلام والعدالة والحقوق المتساوية والحرية والحياة الكريمة وبناء علاقات صداقة بين الامم بصفة شعبية ورسمية قائمة على الاحترام و المحبة و عدم الاعتداء و عدم استغلال الظروف و تفاوت القوى لنهب ثروات الشعوب المستضعفة و السيطرة على ارادتها وتحديد مصيرها ومستقبلها بما يتحقق للأمم العيش بسلام و تفاهم وانسجام وتكامل ومودة كما إن الشباب اليمني يمتلك الرؤية والقدرة والثقة للإسهام في تجسيد ما يؤمن به و خلق معادلة انسانية جديدة وراقية .

و رغم انتهاكات الادارة الامريكية للسيادة الوطنية واجرامها في حق الشعب اليمني بقصف المنازل وهدمها على رؤوس ساكنيها وقتل الأطفال والنساء الابرياء اليمنين باستخدام طيارات التجسس بدون طيار وكذلك النهج الاستفزازي والمتعجرف للسفير جيرالد فايرستاين و سعيه المتعجرف لفرض سياسات تسلطية على الحكومة وتجاوزاته في الأوضاع والشؤون اليمنية الداخلية والخارجية إلا إننا نؤكد على ان الشباب اليمني ينظر الى الشعب الامريكي الرائع بنظرة مودة واحترام لأننا نثق أن الشعب الامريكي لطيف وجميل ونحترم كل ما قدمه شعبيا في خدمة البشرية واثرى به العصر من انجازات وابتكارات واكتشافات و إبداعات و تجارب انسانية جميلة و التي حاكى بها الحضارات الانسانية .
اننا ندرك جليا ابعاد ومخططات المشاريع الخبيثة التي تهدف الى خلق واقع متطرف يدفع كلا من الشعبين الى اتخاذ مواقف عدائية وتعزيز ثقافة الاحقاد والعنف ضد الاخر ونحن نراهن على افشال تلك المشاريع التدميرية بالوعي بالحقوق الخاصة والعامة للجميع وقداسة الصداقة بين الشعبين .
ولكن في المقابل يحتاج العالم إلى موقف صارم وجدي من الشعب الأمريكي نخباً ومواطنين على حدا سواء لتصحيح وتصويب وتقويم التفكير الاناني والنهج العدواني للإدارة الامريكية وسياساتها الخارجية بما يظهر الشعب الامريكي الجميل بصورته الحقيقة الرائعة ويحرر القرار الامريكي من سطوة التيار المتطرف ونفوذ الرأسماليين الجشعين و يمنعهم من تبيد قدرات وطاقات وثروات الشعب الامريكي في خلق الفوضى والنزاعات ودعم الانظمة الفاسدة والمستبدة والذي اوصل الشعب الامريكي الى واقع من الديون والازمات الاقتصادية .

نعلم ان الشعب الامريكي قلقون على مستقبل اليمن وفعلا اليمن يعيش مخاض وولادة مستقبله المشرق و امام الشباب اليمني موروث ثقيل وسيء من ملفات الفساد والمظالم والتخلف والفقر واحتلال سياسي خارجي للقرار اليمني واستمرار اركان النظام الفاسد في عرقلة مسيرة التغيير والنهضة اليمنية الا اننا نمتلك من الايمان بعون الله وبعزيمتنا و بقدراتنا وثقتنا بأنفسنا ما يجعلنا واثقين من استطاعتنا في تجاوز ذلك الموروث الثقيل ومعالجة قضايانا وتحرير القرار اليمني و حماية السيادة الوطنية وتحقيق النهضة المنشودة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وعلميا بمايخدم امتنا و يخدم الأمم الأخرى ، فنحن ننظر إلى الحاضر بحزم وهمة وجد وحكمة وننظر للماضي بتسامح وتقدير ايجابي لتلك التجارب السابقة كما ننظر الى المستقبل بتفال وثقة وامل .

ختاماً اكرر مواساتي وتضامني مع ذوي ضحايا التفجير الإرهابي و إدانته وكل من يقف وراءه كما ارغب في التعبير عن الرغبة التي تجتاحني لمصافحة ومعانقة الشعب الأمريكي الجميل فردا فردا اناثا ورجال اطفالا وشيوخ فقراء وأغنياء على بساط من الورود و أريج الياسمين تعبيرا عن رسالة الصداقة الخالدة التي كتبتها بوجدان شعبي اليمني بدايتها الازلية وخاتمتها الابدية متضمنتاً ابلغ واجمل وارق وادفئ معاني المودة والمحبة والاحترام ومنتهى الامنيات والابتهالات لكم ولكل شعوب العالم بالرفاه والسعادة .