الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥٨ مساءً

توضيح المغالطات والشك لديكارت

عبدالله محوري
الأحد ، ٢١ ابريل ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
اشتهر الفيلسوف وعالم الرياضيات والفيزيائي والمثقف الموسوعي الفرنسي ديكارت بنظريته المعروفة باسم Cartesian Theory of Fallacies (النظرية الديكارتية للمغالطات). ويمكن فهم هذه النظرية بصورة سهلة إذا قمنا بصياغتها في تلك الكلمات: "هذه العبارة خاطئة أو كاذبة." قالت المصادر وكشفت المصادر المقربه من الشيخ الصريمه أن انسحاب الصريمة جاء بعد رفض الرئيس هادي عرض سري تقدم به عن طريق احد القيادات الحكومية لإقناع هادي بتعيينه نائبا له مقابل فرصة التمديد لهادي بولاية رئاسية جديدة. ان الإشارة إلى هذه النظرية فى العبارة الموهمة للتناقض (بمعنى أن تكون العبارة متنافية مع العقل على المستوى الظاهري ومع ذلك تكون العبارة صحيحة) اذا كان الشيخ الصريمه يملك قرار فرصة التمديد للرئيس هادي ! فهو في هذه الحاله لا يحتاج لموافقة الرئيس هادي لتعيينه نائبا له. فإن النظرية الديكارتية للمغالطات تقرر أنه يمكن أن تكون عبارة ما صحيحة وخاطئة في آن واحد بسبب طبيعتها المتناقضة. وهكذا، تكون العبارة صحيحة في مغالطتها. وهكذا، يعود الفضل إلى ديكارت في توضيح النظرية الديكارتية للمغالطات التي تسيطر على مخيلة بعض الاخوه في المواقع الاخباريه اليمنيه شمالا وجنوبا بشكل عام ,والتي هي في الاساس تسريبات لخيالات مريضه لا تحترم المهنه ,بل همها الاثاره بأي ثمن. ولم يرض ديكارت عن منهج الفلسفة الكلامية الذي كان سائداً في عصره، وتلقَّنَه أيام طَلَبِهِ للعلم ولاحظ ديكارت اختلاف وجهات النظر وفوضى الآراء سواء في الفلسفة، أو في العلوم، أو في الدين.

ويرى ديكارت أن المنهج هو عبارة عن قواعد مؤكدة بسيطة إذا راعاها الإنسان مراعاة دقيقة، كان في مأمن أن يحسب صوابا ما هو خطأ، واستطاع -دون أن يستنفذ قواه في جهود ضائعة-أن يصل بذهنه إلى اليقين في جميع ما يستطيع معرفته. فالشك هو خطوة التأمل الفلسفي الأولى والأساسية عند ديكارت، وهو السبيل الأمثل للوصول إلى اليقين، إذ يقول: "الشك خطوة ضرورية لا بد من اتخاذها فخبرتي بالخطأ وتعرضي له منذ عهد بعيد واحتمال تجدده بفعل تلك الأحكام التي خضعت لها ولم أتبين صحتها، سواء كانت أحكاما فرضها الغير، من معلمين، أو مرشدين، أو من وكّل إليهم أمري، أم أحكاماً فرضها عليّ الحس أو الخيال-وتعرضها للخطأ معروف- إن كل هذا يدعوني إلى الشك.

ويقول أيضا: لقد كنا أطفالا قبل أن نصبح رجالا، وحيث أننا قد أصبنا أحياناً، وأخطأنا أحيانا أخرى في أحكامنا على الأشياء المعروضة لحواسنا، عندما كنا لم نصل بعد إلى تكوين عقولنا، فإن هناك ثمة أحكاما كثيرة، تسرعنا في إصدارها على الأشياء ربما تحول دون بلوغنا الحق، وعلقت بعقولنا قبل التيقن منها، حتى أنه لم يعد هناك أمل في التخلص منها إلا إذا شرعنا مرة أخرى في حياتنا إلى وضع جميع الأشياء التي قد تنطوي على أقل قسط من الريبة موضع الشك.

لقد توصل ديكارت إلى مبدأ واحد وهو أن: الفكر موجود، ولا يمكن فصل الفكر عني. لذلك، أنا موجود (وهو الرأي الذي عرضه في كتابيه مقال عن المنهج ومبادئ الفلسفة . وقد عَبّر ديكارت عن هذا المفهوم بالعبارة اللاتينية التي نالت حظًا وافرا من الشهرة وهي cogito ergo sum (والتي تعني: "أنا أفكر، إذا أنا موجود"). ولذلك، خلص ديكارت إلى الفكرة التي تقول بإنه إذا كان يشك، فلا بد من وجود شيء ما أو شخص ما تساوره هذه الشكوك. وهكذا، تكون حقيقة الشك في حد ذاتها إثباتا لوجوده. "والمعنى البسيط لهذه العبارة هو إنه إذا كان هناك شخص يتشكك في وجوده يكون هذا دليلا في حد ذاته على وجوده .

نظر بعض الفلاسفة إلى المسبقات التي توارثوها على أنها "حقائق" لأنهم يعتبرون الآراء العامة السائدة بين الناس غير قابلة للنقاش، وبعضهم الآخر اعتبر أفلاطون وأرسطو مرجعَين لا يخطئان. فما هو المنهج الذي ينبغي لنا اتباعه لبلوغ الحقيقة؟ لا يملك الإنسان إلا وسيلتين للمعرفة اليقينية: الحدس والاستنتاج:

أ‌. الحدس: هو الذي يدرك، مباشرةً ويقينًا، بعض الأمور: كالقول مثلاً إن المثلث صورة، وإنه يتألف من ثلاث زوايا وثلاثة أضلاع. هذه المعلومات تشكل مبادئ بسيطة ومنطلقات موروثة.
ب‌. الاستنتاج: هو استخلاص نتائج ثابتة من بعض الطروحات، كمحاولة العثور، مثلاً، على حلٍّ للمسألة التالية: كيف يكون مجموع زوايا المثلث معادلا لزاويتين قائمتين؟

بذا يعتقد ديكارت أن الحدس يدرك المبادئ الأولى والمباشرة في العلم والفلسفة، وأن الاستنتاج العقلي يضبط المحصلات المنطقية التي تنتج عن تركيب المبادئ السابقة الذكر. وبما أن الحدس والاستنتاج يعطيان نتائج تتحول إلى معتقدات مبهمة إذا لم تقترن بالتجربة، يجعل ديكارت التجربة شرطًا ثالثًا للحصول على اليقين في المعرفة. وهو يلاحظ في كتابه خطاب المنهج أن بعض القواعد الأخرى ضرورية لحسن استعمال المبادئ الثلاثة الآنفة الذكر:

القاعدة الأولى: ينبغي لنا السلوك في حذر، بتفادي التسرع والتهور، وعدمُ الركون إلى أمر ما بوصفه حقيقةً إلا إذا بدا لنا يقينًا أنه كذلك استنادا إلى الموضوع في أفكارنا وإلى قدرتنا على التمييز بين الصحة والخطأ. ولا يتم هذا العمل إلا بممارسة الشك المنهجي. ويعني هذا النوع من الشك أن ننزع من تفكيرنا كلَّ ما لا يضبطه اليقين ضبطا كاملا، كل ما يحتمل قدرا، وإن قليل، من الشك. هذه العمليات تهبنا إدراكا واعيا شديد الوضوح للمفاهيم والأفكار الثابتة غير المشكوك فيها. ينبغي أن نجري عملية الفحص عن محتويات أفكارنا، فنهمل ما هو مشكوك فيه ولا نتخذ إلا المفاهيم والأفكار التي نتيقن منها.

القاعدة الثانية: تقضي بإجراء تحليل دقيق للمسائل، وصولا إلى الأفكار البسيطة فالأبسط منها.

القاعدة الثالثة: هي التركيب أو المؤالفة بين الأفكار البسيطة التي كشفها التحليل انطلاقا نحو المفاهيم المركبة الأعقد في تدرُّج منطقي ينتج فيه المركب عن البسيط.

القاعدة الرابعة: هي القدرة على إعادة النظر في كل ما سبق وحصلنا عليه عبر الحدس والاستنتاج، كما وعبر القواعد الثلاث الأولى. وهناك لا يكون للتجربة دورُ إثبات صحة ما وصلنا إليه وحسب، بل والتوصل إلى تتويج هذه الحصيلة بكشف لأسرار عالمنا في الحقول كلِّها.مع تحياتي لكل من قرأ هذا الموضوع حتى نهايته.