الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٥ صباحاً

براءة القتلة و نهاية الثورة ! (1-3)

أحمد مصطفى الغر
الأحد ، ٢١ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
قالوا إنها مجرد خطوة لمحاكمات ستأتى لاحقاً تشمل كل من مارس فساداً بحق البلاد والعباد ، وقلنا هى معجزة لم تكن لتتحقق لولا فضل الله علينا بالثورة المجيدة التى خلعت الفرعون و أدخلته القفص رغماً عن محاولات الدولة العميقة من خلال التعنت حيناً وتوجيه أبواقها الاعلامية المأجورة فى أحاين أخرى كى لا تتم محاكمته ـ وطن يحاكم رئيسه فى محكمة مدنية غير استثنائية في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم العربي ، هى مصر إذن .. أما هو فمبارك الأب ، وحتى لا تأخذك عزة التقاليد والأصول بالآثم فتنسيك حديث النبى الكريم : إنما هلك الذين من قبلكم ، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها .

أما بخصوص دخوله القفص .. فأذكرك بقصة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، حيث تخاصم عمر مع أبيّ بن كعب، فرد من الرعية، ولم يصلا الى حل للمشكلة فقال لأبيّ : اجعل بيني وبينك حكماً . فاختار ابن كعب أن يحتكما الى زيد بن ثابت ، بعث عمر غلامه الى زيد بن ثابت وكان يعمل قاضياً بالمدينة يسأل إن كان عنده وقت لحل هذه القضية ، فعرض زيد القدوم الى مكان عمر ، رفض عمر واصطحب خصمه الى مكان وجود القاضي ، وصل عمر مع أبيّ بن كعب الى مكان القاضي ،قال عمر: أتيناك لتحكم بيننا وفي بيته يؤتى الحكم ، وسع زيد لعمر مكاناً بجانبه ثم قال: إجلس ها هنا يا أمير المؤمنين ، قال عمر: هذا أول جور في حكمك ، ولكن أجلس مع خصمي ، وادعى أبيّ على عمر وقدّم البينة على ما أدعى، فأنكر عمر وأستعد لحلف اليمين وذلك طبقاً للقاعدة القانونية : البينة على من ادعى، واليمين على من أنكر ، قال زيد: يا أبيّ إعف أمير المؤمنين من اليمين ، غضب عمر وحلف وقال لزيد ، لن تكون قاضياً عادلاً حتى يستوي عندك أمير المؤمنين وسائر الناس.

فى 3 أغسطس من عام ثورة 25 يناير المجيدة ، يدخل مبارك القفص على سرير متحرك ويمثل معه في القفص أيضا نجلاه علاء و جمال و وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و ستة من مساعدي الوزير ، أذكر ذاك اليوم جيداً حيث كادت شوارع مصر تقريبا أن تكون خالية من المارة ، الجميع يرقب لحظة دخول الديكتاتور ، ولما لا نسميه ديكتاتوراً ؟ ولما لا يدخل القفص كى تتم محاكمته ؟ .. أعتقد أن إجابات على هذه الأسئلة قد تأخذ سلسلات أخرى من المقالات ــ نحن فى غنى عنها ألان ــ ويكفى فقط أن ثلاثين عاما من الحكم هى مدة كفيلة بأن تحدث كوارث و جرائم فى عهد الحاكم مهما كان حريصا أو واعيا او عادلاً . من لحظة لأخرى تكثر الأحاديث وتطول عن صحة مبارك .. سواء رئيساً أومخلوعاً أو مسجوناً بتهمة جنائية ، هو المصرى الوحيد الذى كانت صحته دائما مسار جدل و موضعاً مفضلاً للشائعات ، بل اننى سمعت ذات مرة أن أكثر من 200 شائعة عن وفاته قد تداولت منذ لحظة توليه الحكم قبل 30 عاما إلى ألان حيث يرقد مريضاً ، صحته دائما كان يتم التعامل معها على أنها سر قومى لا يمكن الحديث عنه كثيراً ، هو أمر يختلف كثيراً عن طريقة التعامل مع صحة الرؤساء فى دول العالم المتحضرة ، وبالتالى فإنه ليس أمراً مستغرباً أن تنهار البورصة المصرية فى أحد الأيام سابقاً فقط لمجرد أن أحد رؤساء التحرير قد تناول صحة الرئيس فى أحد مقالاته ، فى دولة يحكمها شخص واحد يلعب فيها كل الادوار لم يكن الأمر مستغرباً على الاطلاق ، فالمخلوع كان رئيسا للجمهورية باستفتاءات الــ 99.9 % ثم بانتخابات مزورة لصالحه فى 2005 حصل فيها على 88.5 % من اصوات الناخبين بينما حصل أقرب منافسيه على 7 % فقط .

نكمل الجزء القادم ..