الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٨ مساءً

الحوار الوطني وأيدلوجية التغيير

إبراهيم القيسي
الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
المنتظر من مؤتمر الحوار نتائج مذهلة ذات إيجابية تتكئ على كرازمية معطاءة تبني قواعد صلبة لتكون أساس الأيدلوجيات التي ستنبثق من الأطر الإستراتيجية للأفكار المتوازنة والتي نأمل أن تكون في القريب العاجل تعطي بزخم المواثيق انفراجا ناجحا يخرج الوطن من مأزق الاحتقان والتفجر إلى ساحة الاستقرار والأمان لأنه في حالة فشل المؤتمر سيترتب على ذلك انتكاسة سياسية مزمنة من الصعب بعدها لملمت المشاكل والسيطرة على الانفجار الأمر الذي يؤكد تؤثر مستقبل اليمن السياسي والاقتصادي والأمني ...الخ .

إن هؤلاء المؤتمرين تقع عليهم مسئولية دينية ووطنية وتاريخية يجب أن يضطلعوا بها بامتياز وأن يحملوها بجدارة بعيدا عن دخن المناكفات وزئبق التقلبات السياسية فالأمر لا يتحمل مناورات ولا كر ولا فر بمقدار ما يحتاج إلى تنازل عن حظوظ آنية ومكاسب سياسية يجب أن يعمل هؤلاء بروح الفريق الواحد يجعلون من مجموع الآراء رأيا واحدا ومن مجموع الأهداف هدفا واحدا ينطلقون من مبدأ الشورى ويبنون أعمالهم على قاعدة الحب يحدو بهم حماس الجهود وروابط القلوب إلى حرارة التفاعل المتولد من الأسى المحتدم والغيرة على هذا الوطن وهذا الأمر يتحقق بالتغلب على دواعي الأثرة والمحسوبية وترك التعصب للمشاريع الآنية المتجاذبة مع هوى الحزبية والمناطقية والو لاءات الضيقة .

يجدر بهؤلاء أن يضعوا اللبنات الأساسية لأيدلوجية الأفكار والبنى الإستراتجية والتي لابد أن تتكئ على مبادئ ديننا وأعرافنا الوطنية ولابد من أن تتناسب هذه الرؤى والأفكار مع انطلاقة التغيير المنشودة وتربط بين مسار الدولة والمواطن وتحمل أمل الارتقاء بمستوى المسئولية وتنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم بفعل صياغة مواد قانونية تحقق ضمانة العدالة والحرية وتصنع ظروف إيجابية تضمن الحقوق والواجبات بين ثنائية الدولة والمواطن حتى الوصول إلى دولة مدنية تتضح فيها مؤسسات الدولة على ضوء الاستقلال المنضبط البعيد عن قوى التأثير والهيمنة وحتى نصل إلى جيش وطني مستقل يختص بالوطن اليمني ولاء وتضحية وقضاء نزيها بعيدا عن التدخل والرشوة ونظاما اقتصاديا يحقق طموحات المواطن اليمني رفاهية وازدهارا.

إن اليمن اليوم يقف على مفترق الطرق يعيش حالة من الفوضى الأمنية والاقتصادية يفتقد إلى الاستقرار ويستند إلى الخارج دوليا وإقليميا لأنه فقد ثقة الإجماع بالداخل وهذا أمر فيه إيجابية وسلبية يجب على مؤتمر الحوار أن يرتق جانب السلبية ويستفيد من الإيجابية التي ستساعد على توازن القوى المتصارعة في الداخل لتنصاع بالطواعية المثلى في تنفيذ بنود المبادرة بعيدا عن استخدام اللف النائي عن محور الدوران وترفعا عن المناكفات التي تعمل على لي الأذرع وبذر نيران الخلاف .

إن كل يمني اليوم في ربوع الوطن في شماله وجنوبه في الداخل والخارج ينتظر من مؤتمر الحوار أن يضطلع بمسئوليته التاريخية للخروج بهذا الوطن إلى واحة الاستقرار والأمان عليه أن يرتق الثغرات ويطفئ الحرائق ويداوي الجراح وأن يبحث عن أماكن الاحتقان فيحاول تفريغها وأن يضع البلسم الشافي على الجروح المتقيحة وان يضمد الطعنات المفتوحة وأن يسعى لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء ويحاول بعث روح التفاؤل والأمل للخروج من عنق الزجاجة إلى العالم الفسيح المتسم برحاب الحرية والعدل والكرامة ليتفيء هذا الشعب في مناخ خصب تسود فيه عناصر الاتزان ويغدق فيه التعامل الحر وتنمو فيه الثقة ويعشب فيه الخير ويزدهر العطاء .

ونحن نتسآل هل يعي المؤتمرون المسئولية الملقاة على عواتقهم إنها مسئولية كبيرة تستحق التضحية والنضال فالتاريخ ينظر إليهم عن كثب وأقلامه ودفاتره معدة للتدوين لكل الأحداث التي ستنبثق عن المؤتمر ولاشك أن هناك تحديات كبيرة أمام النجاح ومسألة التعامل مع هذه التحديات يحتاج إلى مرونة في التعامل وثقة كبيرة بالآخرين في نطاق المؤتمر بالإضافة إلى الخبرات الواسعة في التعامل مع الوثائق والبيانات المتعلقة بالقضايا المطروحة على طاولة المؤتمر فمسألة النصوص القانونية تحتاج إلى وعي فكري يمت باتصال إلى التخصص الذي يعطي أفراد المؤتمر رؤية إستراتجية مدعومة بكرازمية فائقة في العطاء غير المحدود والذي من خلاله تصاغ كل المواد الدستورية والقانونية وإعداد اللوائح التنظيمية المفسرة لما أجمل من تلك المواد والتي نأمل منها أن تحقق الطموح المطلوب لحل كل القضايا الآنية المتعلقة بكل الملفات الساخنة .

ومن هنا نرسل إلى المؤتمرين رسائل عاجلة تحض هؤلاء أن يضطلعوا بالمسئولية لإخراج الوطن إلى حياة رحبة ينعم فيها الشعب اليمني بالعيش الرخي والأمن السائد والاقتصاد المزدهر والاستقرار السياسي القائم على احترام المواطنة وتبادل السلطة بالطرق الديمقراطية وإرساء دعائم الحرية والعدل والسعي به إلى دولة ذات نظام مؤسسي بعيدا عن الفوضى الموروثة والتي عملت على تعليق صلاحيات تلك المؤسسات وتفريغها من محتواها الحقيقي نأمل أن تنتهي تلك الممارسات الخاطئة والتي عملت على تشويه الحياة السياسية وفخخت مدلول السلطة بألغام الطبقية والمحسوبية والإقطاع وعممت كل المشاريع لصالح الفئوية والفردية أملنا أن نعي الدرس جيدا وألا نكرر تلك الأخطاء ولنحقق أهداف الثورة الشبابية الرائدة على أسس ديمقراطية عادلة تنمحي في ظلها عوامل الفوارق الطبقية ونسعى نحو المستقبل وكلنا يقين بأننا نسعى إلى تحقيق مشروع واقعي يعمل كل فرد في الوطن لتحقيقه واقعا ملموسا في واقع الحياة بعيدا عن الكذب والخداع الإعلامي الممجوج .