الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٩ مساءً

مؤتمر الحوار الوطني بين المحاصصة والمراضاة

محمد علي وهان
الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
من قراءة أولية إلى ما سيؤول إليه مؤتمر الحوار الوطني من نتائج سيرى المتابع أن مقترح الفيدرالية هو أقرب الحلول الذي سيضمن بقاء اليمن موحدا في حدوده الدنيا وأحد المقترحات المطروحة على مؤتمر الحوار هو تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم بدلا من إقليمين شمالي وجنوبي ويتحمس الكثيرون لهذه الفكرة حيث غاب عن خلدهم أن مثل هذا التقسيم في بلد مثل اليمن ستكون له نتائج سلبية إذ سيكرس لمفهوم النظام الإقطاعي الأسري لأرباب الثروة وأصحاب النفوذ في تلك الأقاليم وهي نفس المعضلة التي عانى منها اليمن منذ عقود ولكنها ستتجسد أكثر مع حصول الأقاليم المقترحة على حكم واسع الصلاحيات وهو ما يعني مزيد من الإقصاء والتهميش لأصحاب الكفاءات لحساب ذوي النفوذ والثروة ولذلك يسعى هؤلاء للخروج بالنصيب الأكبر من الكعكة والظفر بمناطق الثروة دون مراعاة لأي عوامل أخرى اجتماعية وسياسية وتضاريسية....إلخ
خيار الأقلمة سيضع المزيد من الهموم والمشاكل أمام مؤتمر الحوار الوطني الأمر الذي سيدفع بالنهاية إلى ممارسة أسلوبي المراضاة والمحاصصة حتى ينجح مؤتمر الحوار الوطني شكليا وأمام انظار العالم الذي لا يعرف أي شيء عن طبيعة المجتمع اليمني أو خارطته الجيوسياسية.

بينما يختلف الأمر تماما على الأرض وأن تلك النتائج أو الحلول هي حلول مؤقتة تجر إلى مزيد من الاحتقان المرشح للانفجار في أية لحظة.

الكثير من المشاركين في المؤتمر من القوى التقليدية وغير التقليدية يتسابقون على خطب ود الإخوة في الجنوب والبعض منهم ممن تلطخت أيديهم بدماء الجنوبيين يرفعون قميص عثمان منددين بالمظالم التي تعرض لها أبناء الجنوب متناسين أنهم كانوا في طليعة الأبطال الأشاوس الذين بسطوا أيديهم على الأراضي في جنوب الوطن وأوصلوا الوطن إلى ما أوصلوه إليه
أظن أن الإخوة في الجنوب هذه المرة على قدر من المسئولية تجعل من المستحيل أن تنطلي عليهم لعب الماضي العتيق مهما حاول البعض التزلف على حساب القضية الجنوبية التي لابد من حلها حلا عادلا يضمن عودة الحقوق لأصحابها دون انتقاص أو اجتزاء وعلى تلك القوى أن تعيد النظر في سياستها وأن تعي أن الخطب الرنانة لم تعد كافية لحل مشاكل الوطن وأن الناس بحاجة إلى الأفعال والعمل الجاد وليس إلى الخطب.