الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٢ مساءً

حذاري أيها الحالمون

يحيى القباطي
الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
هل من المقرر على تعز ألا يحل الاستقرار فيها؟!.. تعز التي همشت طوال الفترات السابقة تتعرض اليوم لهجمة شرسة وللأسف ممن يحسبون على الثورة. لكنني أشعر بالندم الأكبر عندما أرى من يحرك شباب الثورة في تعز ليست الحقوق ولكنها التبعية.

كان من المقرر عقد حوار محلي في هذا المحافظة لكنه فشل بسبب مشاركة قتلة الثوار التي اعترض عليهم شباب الثورة, هذه ليست المشكلة, لكن المشكلة الأعظم أنها حدثت في تعز في الوقت الذي يتم محاورة القتلة العظام في صنعاء.. فلماذا لم يتم الاعتراض على الحوار في صنعاء وحدثت في تعز؟!!

تعز عاصمة الثورة.. هذا اللقب الذي أطلق على هذه المحافظة فأكسبها بريقاً لامعاً لكنه في الوقت نفسه عرضها لعدم الاستقرار, ففي الوقت الذي تشهد فيه اليمن جلها للانفلات الأمني وقلة الخدمات لكن هذه الموضوعات لا تظهر إلا في تعز وذلك لأنها عاصمة الثورة.. أصبح أبناء تعز يشعرون بالإحراج عندما يلاحظون مدينتهم تتعرض لهذه الأمور.

في الأيام الأخيرة يهاجم بطريقة لا أخلاقية ولا ثورية محافظ هذه المحافظة شوقي هائل الذي صعد على هرم السلطة في تعز منذ عام واحد, لا لسبب إلا لأنه ... (أنا شخصياً لم أدرك السبب).

أبرز التهم التي تلاحق شوقي هائل هي أنه لم يلق القبض على قتلة الثوار في تعز, وكأن بقية القتلة قد زجوا خلف القضبان, متناسين في نفس الوقت محافظ المحويت المتهم الأول في جمعة الكرامة.. شوقي متهم أيضاً بدمار المحافظة وكأن بقية المحافظين قد جعلوا من محافظاتهم مدن أفلاطونية, كذلك هو متهم بأنه من أنصار النظام السابق ولم ينظم للثورة في حين أن بيت هائل من أكبر الداعمين للثورة وهو جزء لا يتجزأ من هذه المجموعة, وأيضاً كما قال أستاذي محمود ياسين أن المعيار الثوري لم يعد بيد الثورة أولاً, وليس صالحاً للاستخدام في تقييم الخير والشر في أحداث تعز الآن.

كان خطأ شوقي بعد توليه زمام المحافظة في أنه أسرف في الوعود بتحويل تعز إلى دبي أخرى, كان عليه ألا يقول مثل هذا الكلام وأن يكون صادقاً مع نفسه ومع المواطنين, كذلك كان متناسياً أنه في اليمن والساعيين لتدمير تعز وتهميشها كثر, وهذا فعلاً ما حصل بعد عام من توليه المنصب فقد خرج المناهضون له للمطالبة بإسقاطه ورحيله عن المحافظة, والكل بالتأكيد يعلم من المستفيد من ترحيل شوقي ومن هم الداعيين لهذه المسيرات, فقد جاءت الأوامر لتنظيم المسيرات من خارج تعز يعني ممن يريدون السيطرة على تعز كما في السابق بعد ملاحظهم أن تعز قد أصبحت عصية عليهم بعد الثورة الشبابية فهم الآن يسعون للسيطرة عليها باسم الثورة بعد أن أدركوا ألا مناص لهم في تعز بعدها.. على شباب تعز أن يعون تماماً أن الحملة التي تقاد ضد محافظهم شوقي تستهدف محافظتهم وليست محافظهم, شوقي هائل الذي لاقى ترحيباً واسعاً من أبناء تعز لكنه لم يكن مرغوب فيه من أصحاب العقول الرجعية التي ترى فيه نهضة تعز.

اليوم على شباب اليمن الثائر وخصوصاً في تعز أن يدرك أن من نصعدهم على مقاعد السلطة لم نصعدهم كي نسقطهم سنعطيعهم الفرصة كي يصلحوا أوضاعنا لا يهم سرعة العمل بقدر ما يهمنا العمل.. إذا كان جدير بنا الخروج ضد شوقي هائل كان الأجدر بنا الخروج لإسقاط بعض الوزراء في حكومة الوفاق هذا إن لم نبالغ ونقول الحكومة عموماً.. أصبحت أكره هذه العادة المقيتة التي سببت لنا الفوضى, لكن يجب علينا الخروج والضغط عليهم للعمل لا لنسقطهم فبعملنا هذا سنظل ندور في نفس الدوامة التي لن نخرج منها فكل شخص سيأتي بعدها سيقول أن سيصلح مفاسد من قبله وهكذا سنظل في التأخر محملين المسؤولية على عاتق المسؤول السابق.. كذلك علينا أن نلتزم بأخلاق الثورة عند خروجنا للتظاهر ضد شخص ما, فما يحدث في تعز هو ذاك العهر السياسي الذي يمارس ضد مجموعة هائل سعيد ومنتجاته والسبب هي قضية سياسية, لكن هذا إن دل فإنما يدل على إفلاس الجماعات التي خرجت مناهضة له كذلك الدعوة لمقاطعة منتجات هائل سعيد( شيء مقرف بالتأكيد).

على السلطة في صنعاء إلغاء المركزية وإعطاء المحافظ سلطاته الكاملة في المحافظة لأداء عمله بأكمل وجه.. كذلك على شباب تعز أن يدركوا خطورة الهجمة التي تحاك على محافظهم والتي هي في الأساس تستهدف محافظتهم, عليكم أن تراهنوا على بقاء شوقي هائل فهو يمثل الحل الأنسب لمدينة تعز لن نعود إلى المربع الأول الذي عشنا فيه طويلاً علينا الصبر وتحمل المسؤولية كأفراد وجماعات وعلينا ألا نقع في الخطأ الفادح الذي يعني (بغينا الفائدة وضيعنا راس المال).