السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢١ مساءً

أشك وأقطع 8 .. حرف الجنوب بلا نقطة !!

اسكندر شاهر
السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
أشك في أن المشاركين الجنوبيين في مؤتمر الحوار (الشمالي) لا الشامل قد فهموا أن حرف الجنوب بلا نقطة ، وأن هذه النقطة تكمن في استفتاء شعب الجنوب ذلك لأني أقطع بأن نقاط مسدوس الشهيرة على نقاط الصريمة المشهورة ونقاط سواهم توضع فوق حروف ليست لها تماماً كالذي يريد وضع نقطة لحرف الحاء .. وانه يكفي أن يقر مؤتمر الشمال بحضور الجنوبيين أن كل ماسيتم مداولته ومناقشته فيما يخص القضية الجنوبية من الجذور إلى المحتوى إلى الحلول فالمصير لابد أن يسبقه الإقرار بنقطة استفتاء (شعب الجنوب) .

وأشك تبعاً لذلك أن القوى المتنفذة التي ترعى المؤتمر الشمالي لا الشامل ستقبل بالموافقة على هذه النقطة ابتداءًا ، ذلك لأني أعلم ويعلم الجميع أن النتيجة ستكون لمصلحة فك الارتباط وفق المزاج الشعبي العام في الشارع الجنوبي .
وأشك أيضاّ أن ثمة نخبة جنوبية مثقفة قد حسمت أمر هذه النقطة من حيث تحديد من هو (الجنوبي) الذي يحق له المشاركة في الاستفتاء ومن هو (اليمني!!!) الذي لا يحق له ذلك وفق الهوية التي تشظّت خلال عقود ؟! ، ذلك لأني أقطع بأن الجنوبيين بهم من البراءة ما تكفي لأن (يزيد) عليهم الشماليون مجدداً كما زادوا عليهم في مشروع الوحدة وحرب 94م وحتى مؤتمر الحوار الشمالي الراهن برعاية السعودية التي زادت عليهم في ذات الحرب حينما دعمت الانفصال وتريد أن تزيد عليهم اليوم بالحوار على طريق تقسيم المقسم من خلال استحداث أكثر من شمال وأكثر من جنوب وكما قال الرئيس علي ناصر : "لن يكون الشمال شمالا ولا الجنوب جنوباً" ، وفوق هذا أشك في أن أي مخترع للكراهية أو دافع نحوها بقصد أو عن غير قصد وخاصة في عدن يمكن أن يخترع حلاً للقضية الجنوبية لأني أقطع بأنه حتى الآن لا يعرف هوية عدن ولا يعترف بأن لها قضية لا تقل شأنا عن بنت عمها الحضرمية .

وأشك في أن قادة جنوبيين يقودهم الشارع لا يقودونه يمكن أن يتعرّفوا على شفرة الحل أو يكونوا جزءاً من فريق اكتشافها لا سيما أولئك الذين كانوا جزءا من المشكلة ، ذلك لأني أقطع بأن أزمة القيادة جنوباً كافية وحدها لانتصار الإرادة الأخرى لقوى الاحتلال الذين يجمعهم في الأخير شعار أطلقه المرحوم عبد الرحمن أحمد نعمان ( أمة حاشدية واحدة ذات رسالة حاقدة ) ومن المؤسف أن ينطوي تحت هذا الشعار كثيرون من أمة بكيل ومذحج ممن صدّقوا أن ثمة حزبية في صنعاء .
كما أشك في أن جنوبياً كالصريمة وغيره يروق له في الشمال موائد الأحمر ولا يلتفت لأهمية الثورة في تعز المنتهكة أحمرياً يمكن أن يسهم في حل قضية الجنوب الشائكة ، ذلك لأني أقطع بأن كل المؤشرات تؤكد عدم توافرهم على رؤية مرحلية أو استراتيجية صائبة لمصلحة الجنوب القريب من تعز والبعيد عن الحصبة وعمران تلك التي تهدي الموائد من لحم الحمير ، كما أهدى الإغريق حصان طروادة ، وأقطع هنا بأن الصريمة يعرف أكثر من غيره أنه مقاول يعرف مايريده المقاولون الذين تهمهم معايير المناقصات وبدون مزايدات !! .

وأشك في أن الجنوبيين في مؤتمر الحوار الشمالي سيقومون بإحراج الرئاسة التي لم تطبق النقاط العشرين ويقولون لها فقط نريد الإقرار مبدئياً باستفتاء شعب الجنوب على كل الخيارات بمافي ذلك فك الارتباط ذلك لأني أقطع بأن فاقد الشيء لا يعطيه ، ولو فعلوا لأدركت أن ديكارت قد ألهم عقولهم فأحيا وجودهم وهو القائل : (أنا أشك .. إذاً، أنا موجود) .

لــكزة
عندما كانت جحافل الجنود الحمر تجتاح عدن في صيف 94م كان الأمن السياسي يلاحق اشتراكيي تعز ويزجهم في السجون وتضرر الاشتراكيون الشماليون لانتمائهم السياسي لا المناطقي فمن سيعوض هؤلاء ممن لا تشملهم القضية الجنوبية الصرفة ؟! ، ثم ألا تكفي رؤية المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح شريكي الحرب على الجنوب حول جذور القضية الجنوبية للفصل بأن مؤتمر الحوار ليس أكثر من مسرحية ذات نهاية مقررة سلفاً ؟! .