الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٧ مساءً

يوم الديمقراطية يوم الانقضاض عليها

سمير المعمري
الأحد ، ٢٨ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
أطلقت القوى السياسية - التي خاضت الانتخابات البرلمانية في عام 1993م - اسم يوم الديمقراطية على يوم السابع والعشرين من ابريل باعتباره اليوم الذي شهد أول انتخابات برلمانية يمنية بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990م ولن نخوض في نتائج هذه الانتخابات ومآلاتها ولكننا سنطرح سؤالاً واحداً لماذا بدأت شرارة الحرب بين قوات ما كان يُسمى بالشمال والجنوب قبل الوحدة – التي لم تُدمج في جيش واحد خلال أربع سنوات من الوحدة - في 27ابريل وبعد عام واحد فقط من الانتخابات البرلمانية ؟ قد لا يُعير البعض هذا التوافق أي اهتمام باعتبار انه جاء من باب الصدفة ولكني اعتقد أنها لم تكن مصادفة وان اختيار هذا اليوم لبدء الحرب كان مخططاً له استناداً إلى أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح اعتلى منصة السبعين أمام حشد جماهيري كبير من أنصاره والقي خطاباً نارياً ، أي متابع له يشتم بين طياته رائحة البارود وفعلاً استعرت الحرب بين الأخ وأخيه ولم يكن لها أي هدف إلا إرضاءً للنزوات السلطوية الديكتاتورية وحب الرياسة والحكم الانفرادي ،وكما مثل يوم 27 ابريل 1993م يوماً للديمقراطية فقد صار في عام 1994 م يوم الانقضاض على الديمقراطية ، لان الحاكم ممثلاً بالرئيس السابق علي عبد الله صالح لم يرق له الجلد الجديد الذي ارتداه حينما حاول تقمص دور راعي الديمقراطية ومحققها في اليمن لكنه انسلخ من جلده الجديد ليعود إلى جلده السابق، وكما يقول المثل الطبع غلب التطبع ومن شبّ على شيء شاب عليه ، فقد تعود على الحكم الانفرادي في شمال اليمن والعبث فيه كما يشاء ،فوسوست له نفسه أن الديمقراطية جاءت لتقيد من حركته وصلاحياته وحجمت من تطلعات فما كان منه إلا أن انقض عليها وسببَ جرحاً في جسد الوحدة اليمنية ما زال ينزف حتى الآن .....