الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥١ صباحاً

الواقع المزيف وخداع الشعارات

إبراهيم القيسي
الأحد ، ٢٨ ابريل ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
بين القول والعمل مسافة كبيرة وهوة يقف في ظلامها أعاصير الخداع وعواصف المكر وتتحول الحقائق في أوهامها إلى أغاليط يحيط بها المكر ويلفها الزيف بأغلفة جوفاء مفرغة تماما من الحقائق فهي ترسو على قاعدة زئبقية لا تثبت على شيء تتحول بمقدور الممنهجين إلى فقاعات شائنة تتبخر مع ضوء الشمس إلى سراب واهم وتتحول في ظلمات الفساد إلى أشباح وخيالات مرعبة تفجر في أسماء الموهومين قنابلا صوتية تثير الرعود المفرغة من الحقائق وتعمل الجعجعة البعيدة عن الطحن وهكذا تظل دواليك تعيد مجترة لعك الأصوات في فورة إعلامية وصراخ كلامي باهت يصور الأمور في مجاز بلاغي يبعد كثيرا عن ماهية الحقيقة أو تمثلها .

ولقد أصبحت الشعارات سبيلا إعلاميا للإغواء والتزييف للحقائق حيث إنها تصدر من مؤسسات ذات تقنية متخصصة قد أخضعت للدراسة والتمحيص وهي تشكل في عبارات لبقة ومختصرة يستعار لها لمعان البرق ودمدمة الرعود وغالبا ما تختار بعناية من أجل إثارة المشاعر ودغدغة العواطف ليثور الجمهور متأثرا بمجالها المغناطيسي في إطار القوة التي أحدثتها الشعارات ارتفاعا وهبوطا على حسب الحدث المفروض في واقع الحياة المعاش .

وهذه الشعارات ليست ذات خصوصية محددة بل هي شائعة شيوع القضايا ومتعددة بتعدد الأغراض والاحتياجات فقد يستخدمها فئام الناس كل حسب غرضه فتغدو مؤطرة تأطيرا ينم عن الحاجة والظرف والمحيط فقد يستخدمها السياسي لتضليل خصومه والحزب لرفع أهدافه والتاجر لبيع تجارته والدكتاتوري لتغطية مظالمه والإقطاعي لتمويه الأنظار إليه قد يستخدمها أصحاب المشاريع الكبيرة وأصحاب المشاريع الصغيرة ...الخ .

ومن أفظع الشعارات شعارات النازية والفاشية التي حولت أروبا والعالم إلى حرب أهلية قتل فيها ما يربو على ثلث العالم وكذلك شعارات الماركسية الاشتراكية التي قتلت مائة مليون مسلم على حساب الشعار الزائف الداعي إلى الإلحاد والكفر بالخالق وجحود بالأديان السماوية وكذلك شعارات الماسونية التي ظاهرها الخير وباطنها الضلال والتي سعت ولازالت تسعى لمحاربة الإسلام والمسلمين واحتلال أرض المسلمين وكذلك الرأسمالية والإمبريالية واللبرالية والعلمانية والدولة المدنية ...الخ.

كل هذه الشعارات المرفوعة لو أضفنا إليها شعارات القومية العربية والشعارات الحوثية والاثني عشرية وشعارات حكام العرب الكاذبة من السعي إلى دولة مؤسسية ودولة النظام والقانون دولة العدل والحرية وهي شعارات مضى عليها قرن من الزمان وما زالت الأمور تسير من سيء إلى أسوأ .

ومن الشعارات الزائفة شعار تحرير المرأة وشعار حقوق الإنسان وشعار تجديد الدين وهي شعارات ذات أجندة خارجية الغرض منها إفتان المسلمين وإشغالهم بقضايا غير مصيرية من أجل أهداف استعمارية تصبو إلى إشغال المسلمين عن استلهام القضايا المصيرية الكبرى وهي فقاعات ذات مغزى سياسي استعماري تهدف إلى إرساء أمن إسرائيل وتكوين قاعدة عريضة تستقر عليها الدول الاستعمارية الكبرى .