الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٢ صباحاً

سوق صنعاء للأقنعة الملونة!!!

د . عبد الملك الضرعي
الاثنين ، ٢٩ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
غريبة هي السياسية تجعل من بعض روادها كالحرباء يغيرون الوانهم كلما استدعى الأمر لذلك ، في صنعاء ترى مشاهد غريبة تحدث كلما تحول نظام سياسي أو تغير وزير أو مدير ، ويبدوا ذلك واضحاً في التحولات الكبيرة مثل ظهور الحكومات التوافقية ، أو ضمور الأحزاب الكبيرة.

- إن الأمثلة كثيرة ومنها في مطلع 2011م ومع ما تعرض له المؤتمر الشعبي العام ، قابلت أحد الرموز التي امتصت من المؤتمر قدر استطاعتها خلال ذروة حكمه وهيمنته بل كان فاسداً بامتياز، وكان يحشد ويتملق للزعيم والحاشية ، ولكنه في لحظة معينة لبس قناعاً جديد معارضاً للمؤتمر الشعبي العام وفساده ، متجهاً إلى حيث يؤسس حزباً جديداً ، سئل حينها لماذا هذا التحول السريع قالها بالحرف الواحد مصالحنا مع الأقوى والمؤتمر أزف وغابت شمسه وأنه أصبح كأحزاب أوربا الشرقية مطلع التسعينات ، وفعلاً أصبح عضواً في حزبٍ جديد وعبر هذا الحزب جدد حضوره السياسي وأصبح من قياداته ، وكأنه بتحويل اسم الحزب أصبح طاهراً ونظيفاً ، والآن أصبح يدخل ضمن قوائم المحاصصة باسم الحزب الجديد .

- آخر كان يطبل صباحاً مساء للحزب الحاكم ، فما أن تقلصت مصالحه مع الحزب نتيجة زيادة عدد المتسلقين ، وجد في قيام الثورة الشبابية فرصته السانحة للانتقام من حزبه ، فلبس قناع الوطنية والشرف والثورة والتحق بالساحة ثائراً وقادحاً في فساد كان من هو من صناعه!!! ثم تسلل إلى كيانات الثورة ، وما أن أقرت المبادرة الخليجية والمحاصصة الحزبية حتى أصبح ممثلاً لقوى الثورة وحاملاً لطموحاتهم!!!

- وثالث كان يقود الاحتجاجات والمسيرات والاعتصامات والإضرابات ضد قيادة مؤسسته ، لابساً قناع النظام والقانون والمساواة والعدالة الاجتماعية ، والكل ملتف من حوله يرددون أقواله وشعاراته القانونية ، ويحلمون لو أدار فلان المؤسسة لنعمنا بالعدل والمساواة ولطبق النظام والقانون...إلخ ، ولكن المفاجأة تأتي سريعاً بعد تشكيل حكومة الوفاق والمحاصصة يحصل أخونا على مالم يكن يحلم به سابقاً من الجاه والسلطة والمال ، ماذا حدث عجباً لقد لبس قناع الديكتاتورية والفساد المركب ، وأصبح يفسد أكثر من سابقيه ، ما الذي حدث ولماذا غابت كلمات التحريض التي كان يحشد بها زملاء المهنة ، لماذا يمارس ما كان ينقده!!!

- رابع لم يلتحق بساحة ولم يشارك في مسيرة خلال عامي2011و2012م ، بل كان يعلن عن معارضته للثورة الشبابية بسبب كذا وكذا ، ولكنه لبس قناع الثورة في 2013م وأصبح في مقدمة المدعوين في حفل افتتاح مقر مجلس شباب الثورة!!! بينما غاب عن الاحتفال السواد الأعظم من المشاركين في فعاليات الثورة السلمية!!! بل واصبح يتلذذ بصور التقطها مع رموز الثورة ويقول مازحاً أين ذهب من شغلونا بالثورة ، حتى في حفلهم الرئيسي غاب الثوار وحضر الزوار.

أخيراً تلك كانت أمثلة بسيطة فمهرجي الأقنعة أعدادهم بلا حدود ، فهم منافقون تحركم مصالحهم ويجيدون التدليس على العامة ، يظهرون العدالة ويمارسون الظلم ، يظهرون الولاء ويمارسون الخيانة ، يظهرون الوطنية ويمارسون العمالة ، يظهرون الدفاع عن النظام والقانون ويمارسون الفساد ، هؤلاء زوار سوق الأقنعة لا خير فيهم لا لأنفسهم ولا لأوطانهم ولا لمجتمعاتهم ، ولكنهم للأسف متسلقون ومتحولون كثيراً ما يتصدرون المشهد السياسي والإداري.