الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٠ صباحاً

هذا هو الشهيد منير حيدر

احمد علي الزبيدي
الثلاثاء ، ٣٠ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
إلى من أحب الشهيد منير حيدر ولم يعرفه عن قرب..


قد يستغرب البعض من مدى حزننا وأسانا لفقدان الشهيد منير حيدر, فيا ليتهم عرفوه ليزول ذلك الاستغراب:
لست مبالغاً أبداً إن قلت عنه أباً روحيا, وأستاذاً موجها, ومرجعاً مرشدا.

ما أروعك يا منير وأنت تأسر القلوب وتعلمها معنى الأخوة في الله في أرقى صور الحب, ما أروعك يا منير وأنت لم تفكر يوماً بنفسك قبل أن تفكر بإخوانك ووطنك وما شهدنا عليك يوماً انتصرت فيه لنفسك.

كان الشهيد منير إذا دخل مجلساً تهللت الوجوه وتتابعت الأصوات المرحبة والمازحة بسعادة غامرة, إذا تكلم أنصت الجميع بلهفة وتشوق لسماع عبارات يصيغها القلب ويسطرها عقل لا يماثله عقل..

الشهيد منير حيدر مثل لنا الإنسانية في أرقى صورها.. يستمع لك بإنصات ويكلمك برحمة ورفق.

لقد كان الشهيد منير شخصية قيادية جماهيرية متميزة يقود بالحب والحزم فيمزج الشدة بالحلم لترى نفسك تنقاد له وأنت راغب محب, إذا دخل منير حيدر ميداناً التفت القلوب حوله وتسابقت إليه الأبدان.. لم يطلب يوماً شهره ولو أرادها لكانت اقرب له من أن تُطلب.

لم تكن شخصيته القيادية لتُنقص من ثقافته وعلمه بل وفقهه فكان يحلو لي أن أسميه (عالم بلا عمامة), ما أشكلني شيء إلا ووجدت عنده إجابة تريح قلبي وتفتح مداركي, ولربما ساعده على ذلك ذكائه المتميز وحفظه المنقطع النظير.

قضى الشهيد أيام الثورة في ساحة التغيير بصنعاء, فهاهو في خيمته ليلاً يكتب فكرته الناضجة وفلسفته الرائعة عن حلمه بالدولة المدنية العادلة.. بينما يجول الساحة نهاراً من خيمة إلى خيمة يجمع القلوب ويرشد العقول, يرفع الهمم ويزرع الأمل..

كل من عرفه أعتقد انه أقرب الناس له, فقسمات وجهه البشوش وتراحيب قلبه الصادق ترسل لك عبارات الحب والفرحة بوجودك معه فلا يدخر وسعاً في اختراق أعماق قلبك لتجدك قد أحببته وتعاظم احترامك له.

يتفق معك في الحوار فتحبه ويختلف معك فتزيد حباً له لما يمنحك من أدب في الاختلاف ورقي في التعامل واحترام لرؤيتك.
لطالما اعتبرته مدرسة بذاته يحمل فكرته الفريدة, فقد كانت فكره إسلامية تجديدية منفتحة على المجتمع, يشجع التعايش مع الجميع والقبول بالآخر, يؤمن بالتكامل وينفر من التصادم والإقصاء, يحب الشراكة ويكره الانعزالية والخندقه الفكرية المتقوقعة.