الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٥ مساءً

الثـــــــورة وعلاج (صالح)!

محمد سعيد الجبري
الثلاثاء ، ٣٠ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
هكذا كانت خاتمة الفصل الأول من المشهد الدرامي الذي تعيشه اليمن، ارتفعت أيدي «الزعيم» عالية بالتحية، بينما كان بعض أنصاره يهللون بطريقة مُباشرة أوغير مباشرة سواءاً في داخل اليمن أو خارجها أثناء الزيارة ألأخيره لــ (صالح) للعلاج كما روجت له بعض قنواته ، وعلت وجهه(صالح) ابتسامة عريضة إيذاناً بلحظة الإفراج عن اللُعبة التي يعتقدها هو ومن أصاغها!! بينما كان ذوو الشهداء غارقين في دموعهم، بعد أن انكفؤوا على أنفسهم، وكأن (صالح) لم يكن مجرماً، ولم تقُم عليه ثورة، وكأنه كان في رحلة علاجية، أو رحلة استجمام، ثم يتأهب للعودة! تلك كانت خاتمة لسيناريو محبوك، شارك في طبخه وإدارته كل قوى الشر داخل (اليمن وحولها) من مشائخ ورجال أعمال ومنتفعين وغيرهم ,، وأُنفق عليه المليارات للعمل والحيلولة دون نجاح الثورة، ومازالت الجعبة مستعدة لدفع المزيد.. سيناريو تكفير اليمنيين بالثورة، وتكريههم في اليوم الذي قامت فيه، بعد أن بسطت «الدول الراعية للمُبادرة» بكل أركانها وجبروتها سيطرتها على البلاد، وتلاعبت بكل شيء.. تصنيع للأزمات الطاحنة التي فرمت البسطاء فرماً.. إشاعة للرعب والفوضى؛ ما جعل الناس يلتفتون حول أنفسهم طوال الوقت خوفاً من المجهول.. ترويج للإشاعات على أوسع نطاق، ويخدِّم على ذلك كله «مُرتزقة الاعــــلام» الذي يسيطر بكل وضوح على مسامع وعقول المشاهدين.. سيطر على الساحة، واختطف الحقيقة وتلاعب بها، وقلب معظم الحقائق.


لقد شوَّه إعلام المُرتزقة كل شيء حتى لم يعد أكثر الناس يتحملون سماع كلمة «ثورة».. وأصبحت المنظومة تخدِّم على بعضها بعضاً.. مخربون وفوضويون ومجرمون يعيثون فساداً،. رغم مرور عام أو يزيد علي ثورتنا ماالذي تحقق!! وذلك ما يوقد نارين في قلوب ذوي الشهداء والمصابين؛ نار الشعور بالظلم، ونار الحسرة على ثورة خلعت الفرعون ولكنها مازالت عاجزة عن انتزاع حقوقهم بفعل سحرة الفرعون وزبانيته، والآن يهنأ المجرمون بالأمان في بيوتهم أو زنازينهم الفندقية! ويبقى أهالي الشهداء يكفكفون دموعهم التي تحولت إلى دماء غزيرة، ويبقى المصابون يلعقون جراحهم بعد أن كاد الشعب أن ينساهم؛ لأن سيف عدل السلطان تأخر عن اقتطاف حقوقهم.وهاهم جرحي ثورتنا سواءاً في مصر أوغيرها يناشدون الدولة عن متطلبات علاجهم فهل سمع اصحاب الدفع المُسبق من الثوار الذين إنظموا اليها في وقتٍ مُبكر !


نحنوا في دنيا عجيبة ليس للشريف والنزيه أي مكانة ولله درُك يـــ (باسندوة) سيُخلدك التاريخ وستُخلدك الاجيال الواعية التي تدرك حجم ألمك ومُعاناتك ومالذي جعلك تقرر ما فعلته! فهل يُكتَب هذا المشهد كاملاً بيد الرئيس فيشفي صدور قوم مازالت نيران الظلم تشبّ في صدورهم، أم يتأنى ويتمهل ويصبر ويحلم حتى يأتي ما لم نتوقعه - لا قدر الله - !
والسلام ختام