الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠١ مساءً

الووو الزعيم !!!

بندر الحميري
الاربعاء ، ٠١ مايو ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
قف !! انت الان في شارع صخرسابقا ــ مقديشو ـ حاليا بعد أن سكنه الزعيم آن لك أن تعد خطواتك وأن تنظر بدقة الى ماحولك من متحركات وجمادات. إحسب انفاسك صح واكتمها قدر الامكان حتى لاتؤذي ضريح الزعيم بشهيق وزفير يتردد في صدرك .
زن كلماتك واحذر ان تخونك لفظة او ترفع صوتك فتبدد سكون المكان الحرام.

امش برجلك إن اردت فليكن لمسا ,وشفتيك ان حركت فليكن همسا . شرط ان لا يخرج مع كلماتك زفير ولا يتبعها شهيق .

قــدِّر قدسية المكان واعلم انك تحت أعين المراقبة فاحسب كل حركاتك وسكناتك ونظراتك وخطراتك واياك وخطراتك الشيطانية فإنها بمجرد وقوعها في بالك قد تهوي بك في هاوية.

كان ذلك ماقننه الزعيم وما شرعته سماحة المخلوع .
لو هممت الاقتراب من ثكنته المتربعة في شارع مقديشو على طوله وعرضه فلم يـُـكتب على مداخل الشوارع والحارات المؤدية للثكنة "ابتعد عن المكان مائة قدم " كما معروف مع اخطر امر وهي ناقة الغاز .

بل كان الامر أعظم من ذلك إذ كان القانون المعمول به في شريعة المخلوع ابتعد عن المكان مليون قدم ولو ابتعدت عن المكان 999999فقط وخانتك خطوة واحدة فاعلم انك وقعت في شباك الاخطبوط صاحب الثلاثة القلوب وربما السبع الانفس اذ لا يمكن الخروج الا اذا تدخلت العناية الالهية وحالفك القدر.
كان ذلك ما حصل معي بالضبط اذ زلت بي قدمي نصف خطوة فقط الى احد المداخل القريبة مليون متر الى منزل المخلوع عندما كنت مستغرقا في مكالمة هاتفية لأتفاجئ بفوهات البنادق تحلق وتحملق لإسكات شعوري المتدفق نحو الطرف الآخر على الهاتف " والدتي العزيزة " وسمعهتم يصيحون الزعيم الزعيم مما جعل بي اردد معهم ألوووو !! الووو!! الزعيم ,, الزعيم ,,

الوووووو ,, الوووو !! الووو !! انا الآآآآن بالقرب من منزل الزعيم سأضطر لقطع الاتصال بك لأضمن بقاء اتصالي بالحياة

عذرا والدتي هو الزعيم الذي عرفتيه كان سببا في حرماني من القرب منك بعد ان احرمني كل مقومات البقاء مما اضطرني الى الاغتراب ,

ها هو اليوم يعودبعد ان ظننت انت واعتقدت انا انه ذهب , هاهو يعود اليوم ليحرمني سماع صوتك المليئ عطفا وحنا , المشحون حبا ودعاء .

عفوا والدتي شريعة الزعيم لا تزال مشرعة , وعروش الزعيم لا تزال متربعة , فلا امان ولا اطمئنان ولا اتصال بسلام مادام للزعيم حق في منع اليمنيين من الكلام في الشوارع الرئيسية .
واننا بحاجة الى فبراير آخر يعيد لنا حريتنا شرط ان يجتمع معه ديسمبر العظيم لا فبراير الرحيم .