السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٧ صباحاً
السبت ، ٠٤ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
كان ..بمجرد دخولها على الجمل الاسمية والفعلية واذا بها تشقلب الموازين ليصبح كل جزء منها في الماضي الذي لم يعد يربطه بالحاضر سوى الذكرى ,ومن يدري ففي احيان كثيرة لاتكون مجرد الذكرى كفيلة بأيفاء الحق لسلسة من الانجازات في شتى المجالات تمت خلال حاضرها الذي اصبح ماضي فور ان حلت عليه "كان" والتي يفترض بها ان تظل قابعة على ابواب مجلدات التاريخ كرفيق لحظة التصفح بين اوراقه .لكن ماتؤكده افرازات الواقع هو العكس تماما حيث ان " كان " ترافقنا طوال حياتنا بشكل مخفي نسعى للبحث عنها من خلال ما يقدمه الكثير من اعمال وانجازات وادوار بطولية وكل ما يستحق الاشارة الى صاحبها فلانجدها ,وقد تاتي احيانا ولكن في الوقت الضائع الذي لم نعد بحاجه اليها عند"مفارقة الحياة" كونها لم تعد ذاقيمة .يقول احد مشاهير الادب العالمي في القرون الماضية "ان احصل على كلمة شكر وانا ما زلت حيا خيرا من تكريمات وكلمات تهل بعد وفاتي " اعتقد بان الصورة هنا بدأت تتضح جليا .الكثير من المبدعين والمبرزين في مختلف المجالات لم يعرفهم احد الا بعد رحيلهم !لماذا هذه المفارقات العكسية؟ وكان حلاوة ما يقدموه تكون مفقودة اثناء وجودهم وبمجرد ان تغمض العينان تبدأ طبول المدح والتهليل بالقرع وتحمل على الاكتاف الثنايا والمفاخر وجميعها بالعنوان البارز دوما "كان" ربما تسيطر علينا العاطفة كليا وتغلبنا مواقف الحزن والم الفراق فينتج عنها ذلك الاعتراف الذي هو بمثابة المواساة ومن باب العطف ,وفي احيان كثيرة تنتهي متزامنة مع انتهاء مدة الحزن وفترة العزاء .فاذا كان استعراض الماثر وكل ما يحدث حولها من شهب مضيئة ومعلقات المجد بجملتها مجرد ردة فعل عاطفي فاجزم القول والكثير مثلي بان لا حاجة لها مهما تعاظمت وبلغت ذروتها في محاولة يأسة للتعويض فلن تحل محل الانصاف الحقيقي الذي يريح النفس التي ان كانت ما تزال قادرة على العطاء كان لها حافزا معنويا يدفعها الى الاستمرار والتجديد ,وان كانت مختلف الظروف ومداهمة العمر قد اوقفتها نوع ما فسيشعرها بمدى قيمة ما قدمه صاحبها ليرحل وهو راض عن نفسه ومجتمعه ,وهي من جانب اخر أي الاعترافات والتكريم اللائق وتدوين سطور المدح والثناء في حق كل من سعى جاهدا لترك بصمات لها مردودها الفعلي والعملي والخدمي ينتفع بها ومن خلالها المجتمع وابناه حتما ستشكل دفعة قوية امام الاجيال كاسرة في نفوسهم حاجز اليأس الذي دائما ما يسيطر عليهم عقب الانتهاء من تصفح تاريخ هامات ورايات كانت خفاقة رحلت تاركة رصيدا كبيرا من البصمات الرائعة ابداعا وانجازا وادوار بطولية ومع ذلك لم توضع في المكان الملائم لها كونها لم تعر أي اهتمام .منهم من ساعدته اعماله الملموسة لتفرض نفسها بالبقاء حتى عرفه الناس ,ومنهم من كانت اعمالهم روحية كفاحية أي مجردة من اللمس فتاهو خلف اسوار الذوات .الحقيقة وما يفترض فعله ليست غائبة عن الفكر بل متجاهلة .عندما يعطى لكل ذي حقا حقه سنكون قد وصلنا الى القضاء المبرم على "كان" لتحل بدلا عنها " فعل وقدم ..فحصل على .."وبهذا نكون قد رصدنا على ملامحهم قبل الرحيل فرحة مجتمع يسير الى فوج العلا.