الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٤ مساءً

دور الزعماء في قيادة الجماهير والثورات

محمد الحميدي
الأحد ، ٠٥ مايو ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
من خلال دراستنا لتطور مراحل المجتمعات البشرية نجد إن الإفراد قد لعبوا بشكل أو بأخر دوراً ايجابياً في تطور هذه المجتمعات وذالك بسبب الشخصية الكاريزمية أو التفضيل الإلهي الذين حبوا به فجعلهم يمتلكون صفات من الجاذبية وسحر الشخصية في اجتذاب الآخرين على النحو الغير معتاد والارتباط بهم ثقافياً وعاطفيا لامتلاكهم سلطة فوق العادة، وقدرات غير طبيعية في القيادة والإقناع والأسر والتميز بالقدرة على إلا لهام وجذب انتباههم عند الاتصال بهم، وبالتالي قيادة الكثير من التحولات التاريخية في مجتمعاتهم .

والباحث في مجريات التاريخ سيدرك أيضا إن وراء كل منجزاً عظيم حدث هناء أو هناك في أصقاع المعمورة وراءه زعيم أو قائد ساهم بشكل أو بأخر في توجيه قوة أو فكر ونشاط مجتمعه لانجازه أو لبلوغ هذا الأمر ما لم يكون صنيع إرادته
إنا هنا لا أحاول تمجيد الزعماء والقادة وإنما أحب إن أؤكد على دورهم التاريخي في قيادة المجتمعات البشرية و تحقيق طموحاتها وتطلعاتها الحياتية لكي نصحح الفهم الخاطئ لدى من ينكرون دور الزعماء في قيادة الجماهير.

لذالك نقول إن ثورتنا في الجنوب بحاجة لمثل هذه القيادات لاستكمال مهام المرحلة التحررية طالما وقناعتها تتوافق مع قناعات شعبنا بهدف التحرير والاستقلال كشخص الرئيس البيض الذي يشن عليه بعض الكتاب والمثقفين الجنوبيين مع الأسف حمله غير مبرره متجاهلين التأييد الشعبي الذي يحضى به الرجل في مختلف مناطق الجنوب ومتناسين انه من يمثل الشرعية الدستورية والثورية والشعبية منذ إعلان فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية واستعادة ألدوله الجنوبية في 21مايو 1994م وانه رفض كل التسويات السياسية لنظام الاحتلال وفضل المنفى وتحمل الإحكام الجائرة والملاحقات وإعمال الإرهاب الذي مارسها ويمارسها بحقه نظام صنعاء منذ 19 عام بما فيها الكثير من محاولات الاغتيال.

يا قوم الرئيس البيض لم يبكي على ملك أو يبحث عنه لأنه من عامة الشعب وتنازل عنه السلطة من اجل الوحدة وعندما شعر بالخيانة والغدر حاول تدارك الأمر وانقاذ شعبه ولم يغمد سيفه ويضع صولجانه إلا عندما الكثير منا تخلى عن قيمه وواجبه وخان وطنه وشعبه وعندما رأى إن استمراره في مقاومة المستعمر لايجدي لأننا بصريح العبارة تركنا سلاحنا وأدرنا له ظهورنا.

ولكن عندما أدرك شعبنا خطاه ونهض من غفوته للدفاع عن عرضه وأرضه واستعادة كرامته خرج هذا الفارس من عرينه وكسر صمته ليلبي نداء شعبه ويلحق بركب الثورة كجند ياً مقاتلاً وليس قائداً كما قال في أول خطاب له عند ظهوره في منتصف عام 2009م
ولوفائه وصدقه التفت ثورتنا وشعبنا حوله وبايعناه في قائداً للثورة ورئيساً للدولة
ولتوضيح الأمر أكثر عن دور القادة والزعماء نقول إن الشعوب.. حاجات، و حاجاتها هي التي تشكل قضاياها، التي تتخذ أشكال متعددة، و متنوعة، اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً.... إلخ.. بشكل عام
وان حياتها هي التي تقودها، و هي المحور الذي تدور عليه ما نسميه اليوم اصطلاحاً بالمطالب وان لكل مرحلة ، زمنيه من عمر الشعوب، مطالب، تختلف عن المرحلة السابقة، و لكل مرحلة زمنيه قوانينها الخاصة، و بالتالي رجالها و قياداتها ويكمن دور هذه القيادات في اكتشاف تلك القوانين و اكتشاف تلك ( المطالب الحاجات) ، ثم صياغتها في مشروع اجتماعي يكون عبارة عن المرشد النظري و العملي الذي يقود الشعب، والرئيس علي سالم البيض هو قائد المرحلة القديمة الجديدة فهو رجل استثنائي بلا منازع وهو الأجدر بإكمال هذا التجربة التاريخية في حياة شعبنا الذي لا يعرف سواه فك طلاسمها والتعامل مع شياطينها في نظام الاحتلال ولن يخوض أي تجربة لمراهقة أخرى كالتي ينظر لها الآخرين ومع رئيسنا الشرعي البيض فقط ستكتمل وحدة الاراده والهدف والقيادة وهذا لا يعني التقليل من دور الآخرين وإنما التوافق عليه مطلوب لتجاوز هذه المرحلة.

ونذكر هنا إن في مرحلة، الاستعمار البريطاني كان مطلب الشعب في الجنوب هو خروج المستعمر الانجلو سكسوني.. والذي كان حينذاك لم يستعمر عدن فقط و يترك باقي سلطنات وإمارات الجنوب, بل أستعمر كل الوطن.

وبالتالي لم يكن من الممكن أن تخرج جماعه طائفية، أو مناطقيه أو قومية شوفينية لمقاومته فحسب بل خرج كل شعب الجنوب لطرده عمال وفلاحين ومثقفين وصيادين وباراده ثوريه واحده وتحت راية وهدف واحد فتحقق لنا بذالك النصر وهذا ما نفتقده اليوم في الجنوب!!

وإجمالا نقول أن قوانين المرحلة تقتضي إن نوحد إرادتنا وهدفنا وقبلها قيادتنا إن أردنا النصر واستعادة دولتنا فلا يمكن إن ننتصر في ضل الوضع القائم الذي نبحث فيه جميعاُ عن الزعامات وتركنا شعبنا وثورته جانباً لنمارس مع بعضنا البعض مصارعة الديوك وتحولت بعض فصائل الثورة إلى أجنحه متناحرة وقادتها إلى أمراء حرب يبحثون عن ذاتهم ومنافعهم وآخرين يتسولون بالثورة في بلاط سلطة الاحتلال وغيرهم يتآمرون لزفها إلى من يمنحهم الجاه أو يدفع لهم المال.