الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠٢ مساءً

البيض بين الشرعية و البلطجة السياسية

رضوان سعيد العتيق
الاثنين ، ٠٦ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
النزعة الذاتية و الهوس على الزعامة لدي البيض يجعلاه يلجاء لكل الأساليب فالغاية تبرر الوسيلة لإثبات شرعيته كزعيم وقائد أوحد لشعب الجنوب وتوصيل تلك الصورة للرأي العالمي. هذه المحاولات كلها تصب في مسار واحد هو الالتفاف على قرارات أممية قادمة كمعرقل للتسويات السياسية و الحلول السلمية للقضية الجنوبية.

بعد المحاولات الأولى والتي لم تكلل بالنجاح ورفض الأطراف الجنوبية الأخرى توقيع وثيقة تعطيه ذلك الاعتراف وبالإضافة إلى فشل المساعي التي قام بها باعوم في مبادرته لتقريب وجهات النظر بينه وبين القيادات الأخرى برؤية موحدة. الاستراتيجية الجديدة للبيض خلق تغييرات في الداخل واستحداث معارك بالوكالة لتمرير مشاريعه الخاصة بالعمل على شق الصف الجنوبي بحيث يلغي مكونات الحراك وبالتالي تحل محلها شرعيته. البلطجة السياسية والإعلامية أساليب أخرى لتنفيد ذلك. الشواهد ما حصل خلال فعالية ومهرجان 27 أبريل ذكرى الحرب على الجنوب من احتكار أنصار البيض الفعالية ورفع صوره من قبل عناصر مسلحة بالقوة بدلاً من رفع صور الشهداء والضحايا وهو ما ترفضه المكونات الأخرى إلى جانب الأسلوب الإقصائي للتيارات الأخرى من خلال الاعتداء والهجوم على مؤسس الحراك السلمي الجنوبي العميد ناصر النوبة الذي له شعبيته الكبيرة بين العسكريين والمدنيين وكل فئات الشعب الجنوبي ومكونات حراكه سبق ذلك الاعتداء على الطواقم الإعلامية لشبكة الجزيرة وسكاي نيوز التي جاءت لتغطية المهرجان.

في هذا السياق قناة عدن لايف عبر نشاطها الإعلامي تلعب الدور الموازي من تسفيف إعلامي وضجيج صوتي دون فعل حقيقي كفقاعة هواء مستغلة خلو الساحة الجنوبية من منابر إعلامية فضائية صادقة ودون مراعاة لشعور وتضحيات الجنوبيين في مياديين نضالاته في الداخل ومن اجل ذلك تم تأسيس مكون يسمى مجموعة 33 الجنوبية. هذه المجموعة خرجت عن إطار الهدف الأساسي التي تأسست من اجله وانسحاب الأعضاء الأساسيين من مؤسسيها لعدم الشفافية وغموض أهدافها وعدم تقديم البيض بأي أموال أولية لفتح صندوق دعم كحسن نية ولإقناع الناس بالمصداقية تجاه اسر الشهداء والضحايا بل تم توجيها إلى ابتزاز عواطف أبناء الجنوب في الخارج من اجل جمع التبرعات للشهداء والجرحى والعكس صحيح لم يتم تقديم أي دعم لهم وإنما الأموال تذهب لصالح هذه القناة وأعمال مشبوهة أخرى.

دعوني اسرد بعض الوقائع والحقائق عن البيض، فهو من المهروليين سياسياً وليس لديه خريطة سياسية واضحة المعالم، ذهب إلى الوحدة لوحده دون دراسة مسبقة وهو سبب المأساة والهزيمة في الماضي والتي ادخلت الجنوب في متاهات ونفق مسدود ولم يكن أبدا سنداً بالدعم المالي للجراحى واسر الشهداء. بل بعد أن صحا من سبات طويل يريد حرف مسار سلمية الثورة والقضية الجنوبية وشق الصفوف وخلق البلابل والقلاقل ويسبب انقسام وفشل وإخفاق للحراك الجنوبي وكل هذه الممارسات إساءة كبيرة للتضحيات ونضال الشعب الجنوبي.

على شباب الجنوب وشباب الحراك الواعية التخلص من تبعية البيض والإخلاص للقضية فالساحات هي من تصنع القادة، والحراك انطلق وابتداء بدونه ويستطيع المواصلة بدونه وأتمنى أن يكون ما حدث بمثابة جرس إنذار من اجل أن يتوحد الجميع لإعادة روح الثورة والاعتدال في العمل السياسي وإعادة الفعل الثوري إلى نصاعته وصفائه الأول بوصفه احتجاجاً سياسياً سلمياً من اجل حل عادل للقضية الجنوبية يرتضيه ويقبل به شعب الجنوب.