الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٨ مساءً

عبادة الأصنام المستوردة في اليمن - شبيحة صنعاء نموذجا

طارق عثمان
الثلاثاء ، ٠٧ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٥٧ مساءً

ليس كل من كان ينتقد صالح كان حرا بل ربما كان عبدا لطاغية آخر وكان يرى أن صالح ينافس سيده الزعامة وهو من الموحدين الذين لا يرضون أن يشركوا مع معبودهم طاغية غيره .

البعض كانوا عبيدا لطغاةصغار محليين أما البعض فقد كان سادتهم خلف الحدود وفيما وراء البحار .

لم يكن أمرا نادر الحدوث أن تجد من يتهم صالح بالاستبداد والطغيان والديكتاتورية ثم هو يمتدح الأسد أو القذافي أو حتى ستالين أو صدام أو ماو أو أي طاغية آخر ويقول فيه أكثر مما يقوله أتباع هُبل المحلي الصنع إذ أنهم يستندون في مبالغاتهم إلى إنجازات لا نستطيع أن نقيمها ولا نحس بما تحس به تلك الشعوب من ضيم في مقابل الإنجازات الظاهرة أو أنهم جزء من تاريخ ولى لا نملك تقييمه إلا بمنقولات ليس إلا .

كان الصراع محتدما بين من يريد يمننة الأصنام وبين من يفضل الآلهة المستوردة ذات التقنيات العالية و الأكثر لمعانا ورونقا وبطشا .

في هذا الصراع استمال صالح الكثيرين من سدنة معابد الشرق والغرب ليصبحوا كهنة في محرابه فأتقنوا أكثر من غيرهم وتفوقوا على خدام المنتج الوطني المحلي لما لهم من خبرات دولية ، وبقي البعض وفيا على ديدنه قابضا على الجمر رغم التضييق الذي قاساه .

لم يكن غريبا أن ترى عبده الجندي الناصري وقاسم سلام البعثي و بن دغر الاستاليني يتلون جميعا نفس التراتيل ويحملون نفس المباخر ويعملون كسدنة في محراب واحد .

و لم يكن مستغربا كما اسلفنا وقوف غيرهم ممن لم يصبأ مع أصنامهم وهم يرون الثورات تهوي على رؤوسهم بفأسها فتجعلهم جذاذا ومع هؤلاء وقف قوم صالح حين أدركوا أن سقوط أولئك يعني أن معابد الاصنام كلها ستهوي وتقام في إثرها برلمانات الشعوب .

أبدا ليس مستغربا أن تجد من وقف في وجه صالح الديكتاتوري المستبد الطاغية ينام ليله ساهر العينين يناجي طاغية آخر في مكان قصي في هذه الكرة الأرضية ولكن يصله خيره وبركاته بطريقة أو أخرى .

العبودية واحدة ولا تختلف باختلاف الصنم فما الفرق بين ( هبل) كنانة وقريش أو (مناة ) هذيل وخزاعة أو ( لات) ثقيف إلا مادة الصنع بين عقيق أو حجر نعم لا فرق بين عمرو بن لحي الخزاعي المستورد للأصنام أو عمرو ابن لحي الخزاعي المصنع لها محليا .
وهكذا لا أرى شبيحة صنعاء المساندين لبشار إلا نسخة غير وطنية لأنصار الشرعية التابعين لصالح لافرق مثلا بين يحي العابد في محراب صالح ولا عبد الرحمن العابد في محراب بشار فرقتهم الآلهة وجمعتهم أخوة الدم والنسب .

خلال اليومين السابقين الذين أعقبا عدوان اسرائيل على مواقع في سوريا قادني الفيس بوك إلى صفحات هؤلاء الشبيحة ، ويالهول مارأيت !!

لم يكن كلامهم مختلفا عن أي صفحة من صفحات أنصار صالح إبان الثورة بل فاقوهم بحسن المنطق وجزيل العبارة وبهرجة القول فالجريمة الكاملة في سوريا تحتاج قدرة فائقة للتعمية عليها فقد كانت المذابح في بانياس تختفي خلف الغبار المتطاير من نبش قبر الصحابي عدي ابن حجر مثلما توارت جريمة المدينة الرياضية خلف قصة ( مدسعي الشيوبة) واختفت مذابح الحولة والبيضاء وجسر الشغور وإدلب وغيرها خلف الدخان المتصاعد من العدوان الاسرائيلي الذي كان يشبه إلى حد بعيد عملية إغاثة عاجلة بقنابل دخانية تغطي عملية اعادة التموضع الاعلامي كما توارت مجازر اخرى في اليمن خلف تغطية على مدار الساعة للسان الشاعر وليد الرميش المقطوعة في محاولة لجعل الناس تنسى عشرات الأعضاء الممزقة لشباب اليمن في صنعاء وتعز وعدن والحديدة وحجة .

الذين خرجوا اليوم من جولة كنتاكي لتأييد بشار لا يختلفون بالمرة عن الذين كانوا يخرجون في السبعين لتأييد صالح في المجزرة التي ارتكبها في ذات الجولة
الفارق أن العلم المرفوع صار مرصعا بنجمتين والصور المرفوعة لبشار بدلا عن صالح والهتافات نفسها مع تغيير بعض المفردات .

لم تكن صفحة الخيواني أو المقالح أو علي جاحز او القانص بالامس تختلف عن صفحة أي مطبل مغمور من شباب الشرعية وهم يتحدثون عن الغرفة التي في تل أبيب .