الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٨ مساءً

نداء عاجل إلى أمة الإسلام الخالدة

إبراهيم القيسي
الخميس ، ٠٩ مايو ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
عودوا إلى ربكم أيها المسلمون ,واعتصموا بكتابكم,واستنوا بسنة نبيكم,واعتزوا بهذا الدين يعزكم الله ,وارشفوا من معينه ثبات القلوب,وآيات النصر,وسماوات العزة ,وشموخ الإيمان,اسقوا الصحاري القاحلة من القلوب ,وازرعوا غراس الكرامة على الدروب ,افتحوا مغاليق النفوس , وافتحوا شلالات الإسلام تنساح على سهول الحق الظامئة,أخصبوا العقول العقيمة بجداول الآيات ,وافتحوا الصدور الضيقة ببلسم الرحمات,فالحياة بغير الإيمان ظلام دامس ,فلا قيمة لمخلوق إلا بخالقه ,ولا شرف له إلا باعتقاده , ولا فخر إلا بالإيمان ,ولا مجد إلا بالإسلام.

يا أمة الإسلام : استيقظوا من النوم الطويل ,واصحوا من التيه الكبير ,أزيلوا الغشاوة عن أعينكم ,والأكنة عن قلوبكم ,والجهل عن عقولكم,انظروا بعين البصيرة والعقل ما حل بدينكم وبأوطانكم وبكرامتكم ,فقد أحاطت بكم الأعاصير ,وغشيتكم فتن الأنام ,وعلت عليكم سحب كهام,فصرتم بين غبش الدعوات الضالة,والنحل الخاسرة , ,من اثني عشرية ضالة,وباطنية حاقدة ,وعقلانية منكرة,وعلمانية ملحدة ,وليبرالية زائفة , تظهر الباطل في صورة الحق , والانحطاط في ثوب التمدن ,ميعت المدلولات ,وأباحت المحظورات,وكشفت العورات, جعلت النفاق سياسة ,والمكر دهاء,والكذب لباقة ,والإسلام ضلال لقد صرتم مائدة للآكلين وموئلا للمستعمرين تتربص بكم قوى الشر من صهيونية حاقدة وصليبية ماكرة فقد تمكن منكم الأمريكان وأحلافهم فابتزوا ثرواتكم وقتلوا رجالكم وأحرقوا شعوبكم .

يا أمة الإسلام :أزيحوا تلك الأغشية المتراكمة على دينكم ,انفضوا عنه غبار الشبهات,انظروا إليه عن كثب,تصفحوا في آفاقه المشرقة,وخمائله الغناء,وجداوله المتدفقة,اكشفوا عن ألماسه الغالية,وجواهره الثمينة,اجعلوه يشرق على العالم بشموسه المضيئة, اجعلوه يسفر بفجر جديد,وصبح باه, ينبئ بمستقبل واعد وبحياة جميلة,وبأمل مشرق بالخيرات .

إن ديننا هو بلسم الحياة المكفهرة,ودواء الجراح المزمنة , والقسطاس المستقيم والعدالة الفيحاء , والنسيم العليل وحقل الحرية المعطاء , و كوثرها الزلال الداعي إلى المساواة المطلقة ,والشافي من داء الأمم ,فهو الروح التي تحيا بها الشعوب بعيدا عن الاستبداد والظلم ,وهو النفس للأمة بعيدا عن الأنانية وحب الذات ,وهو الواحات الخضراء التي تفئ ظلالها على رمضاء الحياة القاسية,وهو العيش الرغيد , والمجد التليد ,والحلم الحقيقي,إنه الروح الوثابة إلى معالي الأمور,والدولة الناجحة في الوفاء بالحقوق ,والروض الباسم في وجه الحياة ,والطير الغاني في رياض الأنام ,والحدائق المثمرة بالعزة والكرامة ,إنه أمل الغد ,وروح الحاضر ,وثمرة المستقبل .

يا أمة الإسلام:إن الحسرات متوالية,والأنات متتالية,أصبح أعداء الإسلام كثر,وأشد أعدائه من يدعيه ولا يتمثله حقيقة ,ولا يعيشه دينا ودنيا وخلقا ودستورا ,ولا يعطي القدوة الحسنة,ولا يسير على صراطه المستقيم ,لقد شوهنا الإسلام بادعائه قولا باللسان , لاعملا بالجوارح, لم تتطابق أفعالنا مع الأقوال ,ولقد زاده علة ,تلك الدعوات التي تنتسب إلى الإسلام ,فما هي إلا باطل وهراء,جعلت أعداء الإسلام ينشرون الشبهات حوله ,ويتتبعون تلك الضلالات وينسبونها إليه وهو منها براء.

يا أمة الإسلام : لقد صرنا أضحوكة الأمم,بعد السقوط من القمم, والانحدار إلى القيعان ,والانغماس في الشهوات الفانية , ابتعدنا عن التسامي بالروح واستلهام الأمجاد والطموح , تعاطينا المحرمات ,وأحللنا الحرام وحرمنا الحلال ,فأطبق علينا إبليس بزنده , وأجلب علينا بخيله وجنده ,فصرنا على الشمال أصفارا,ونحن من بنى المجد السامي ,والشرف العالي,كنا قادة الأمم ,ورمز الشمم, كتبنا التاريخ في صفحات من ذهب,أخرجنا العالم الحائر من الظلمات إلى النور,علمنا الجهلاء وأدبنا السفهاء واكتشفنا العلوم وأسسنا مبادئ المعارف , ,وسهلنا الغايات,وحققنا المنجزات ,وكانت لنا المعجزات.

يا أمة الإسلام: يكفينا بعدا عن الله ,ويكفينا سخرية بين الأمم ,يكفينا جهلا في العقول ,يكفينا ذلة خانعة , فقد أصبح أدنى يهودي أو نصراني له قيمته ,وله حقوقه ,وله دولته التي ترعاه وتحميه,ونحن لا قيمة ولا حقوق ولا دولة لقد أفلسنا كثيرا,أفرادا,ودولا وجماعات,تركنا أرصدتنا من القيم والأخلاق,وصرنا وراء السراب السياسي , ,بعنا الثروات من الأمم,وصرنا قصعة للآكلين والناهبين, لقد افتقرنا أخلاقا وعلما واقتصادا ودينا وتقدما وحضارة ,فوقفنا فوق أبواب الأعداء, نطلب معروفهم,ونستجدي عطاءهم,فيعطونا حثالة ما أخذوا ,ورديء ما سرقوا, فتحملناه قرضا مضاعفا بأرباح ربوية ,على توالي السنين ,فكنا نهبا للأمم,ومحورا للابتزاز.

يا أمة الإسلام:ما أجمل الحياة في جنب الله,نعيش مع نهجه أعزة ,ونغرد في حقله أحرارا,نكون جسدا واحدا,وقلبا نابضا,وفكرا موحدا,نستضيء بالهدي القرآني,ونستوحي معانيه بإتقان ,ونقطف من رياضه الغناء ثمرات الإيمان,فإذا بنا جبال عالية,وبحار طامية,نعود إلى مجدنا التالد ,وعزنا الخالد,فنقود العالم على شريعة الخالق,وندعوه إلى الحق ,ونحميه من الباطل .