الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٧ مساءً

الحوار بمفهوم مُسِنْ تهامي !!!

جبران محمد سهيل
السبت ، ١١ مايو ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
في الحوار ما لا تشتهيه أنفس الشعب،وفي الحوار ومؤتمره أوجه لعملة واحدة وجدناها في السوق منذ عرفناه وتداولها الكبار فتداولت عليهم حتى وصلت للأحفاد وعفى عليها الزمن ولا جديد إلا من بعض الشخصيات التي تطمع في تحقيق المزيد.وفي كلمة "حوار" ألف سؤال وسؤال يتردد على لسان مواطن بسيط لا يفقه في هذه الكلمه الكثير ولا يعرف في معانيها إلا الشيء البسيط إنما بحاجه لحلول سريعة تنتشله من وضع كارثي ومحزن للغاية وبحاجه لمعالجة عاجله غير آجلة لوضعيه أسوأ وأسوأ من ذي قبل و واقع ليس هو كل تلك الأماني التي تمناها الشعب مع سماع صيحات التغيير.

رغم أن الطبقة المثقفه رَكُنت وتأمل في مؤتمر الحوار وأعضاءه الكَثُر الشيء الكبير ولكن في حال توفرت الشفافية والإرادة والصدق والمصداقية وعدم استئثار أي طرف على الآخر وحب السيطرة إنما يؤثرون ما تتمناه أنفسهم الأمارة بالطمع لصالح وطن مليء بالهموم.

وجدت رجلاً مسناً في إحدى مناطق تهامة وبجواره ولده الذي كان يطالع صحيفة أُصدرت قبل أيام وموضوع "مؤتمر الحوار" أخذ مساحة وفيرة من مساحاتها والشاب يقرأ ذلك ووالده ينظر إليه وإلى الصور التي نُشِرت لإحدى جلسات مؤتمر الحوار،ويتساءل هذا الرجل البسيط عن جدوى المؤتمر وعن حجم التهويل وعن مفهوم الحوار وأهدافه ونتيجته وكان هذا الرجل يظن أن كل هذا من أجل معالجة مشكله وحيده يتخيل أنها الوحيدة التي يغرق فيها اليمن وهي القضاء على الفقر والبطالة أو تأمين البلاد من جشأ الُفسّادْ وأهله وإرساء الأمن والإستقرار...لا يعلم هذا الرجل البسيط أن هناك مشاكل أكثر مما يتوقع وبأن هناك طرف يريد الإنفصال وأطراف تريد البقاء للعيش في بحبوحة لفترة أكثر ولا يعرف أن هناك أطراف تريد الإعتراف بها كقوة ضاربة والعيش في وضعية دوله داخل دوله داخل دوله .

لا يعلم أنه حتى اللحظة لم يناقش المتحاورون أياً من همومه لكن الابن متفاءل ولا زال يحلم "بالغد المشرق" وعلى يقين تام أن هناك أعضاء في مؤتمر الحوار وهيئاته المتفرعة منها شخصيات نزيهة وهموم هذا المواطن هي همومها !! وهي على دراية تامة بكل معاناة الشعب المضطهد ,,ورأيت والد هذا الشاب يهز رأسه بعد سماعه لتفاصيل من المشاكل والتي صارت جزء من يوميات الوطن شرحها له الولد فهز الأب رأسه ورحل ، وكأنه يقول للأسف ! سأودع الحياة والهموم لا تزال شريكة حياتي رغم أنه كان يتوقع أن يقضي بقية أيامه في وضع أفضل يختتم به مسيرة من العناء خاصة أنه سمع كلمة "التغيير" كثيراً في آخر عاميين ماضيين .. أرحموا هذا المسن ولا تجعلوا الولد يفقد الأمل كما فقده والده وقد يأتي اليوم الذي يجلس فيه إبن هذا الشاب الذي سيصبح والداً ولم يتحقق من أمانيه الشيء الكثير والوضع ذاته من سيء إلى أسوأ ... فمن يحاور من ؟ والشعب لمن ؟