الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠١ صباحاً

كيف تفرض هيبة الدولة؟؟

خالد الصرابي
الاثنين ، ١٣ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
سؤلا لطالما شكل كتل من الحيرة والترددات المتفاوتة في اعماق كل نفس يمنية ليس من اللحظة بل منذ عقود زمنية طويلة ,والمقصود بهيبة الدولة ليس من خلال فرض الحواجز وكبت الحريات وممارسة الظلم والتعسف ضد المواطن بل في ظل تدفق الحريات والمحافظة على مجمل الحقوق الانسانية لتبقى عملية متكافئة يسودها النظام والقانون وعدالة المواطنة المتساوية ,وللاجابة على ذلك السؤال الذي يضع وبصورة دائمة حوله اكبر علامات التعجب في كيف ومتى تتمكن الدولة من فرض هيبتها كعامل هام وضروري توافره في عملية البناء فقد تمت وبطريقة حقيقية وانموذجية وذلك من خلال مستجدات احداث اللواء الثالث مشاه جبلي التابع للمنطقة العسكرية الوسطى والموجودة في اطار محافظة مارب ,وبالرغم من اعتباره لدى البعض بالفوضى الا انه وخلال فترة وجيزة تمكن من ضرب اروع الامثلة الحية والواقعية لقدرة الدولة على فرض هيبتها المفقودة شكلا ومضمونا يغرد بها كل مواطن خيم عليه الياس بامكانية القضاء على ظاهرة التسلح ليس فقط من احشاء التكتلات القبلية وحسب بل وفي عواصم المحافظات التي باتت تصرخ وبشدة لنجدتها من تفاقم معدل الجريمة نتيجة التعامل الرسمي بلغة البارود .اما المناطق الوعرة فكرا وتربتا – كالجوف ومارب وصعده فقد ساد اعتقاد تام باستحالة نزع السلاح من ايدي مواطنيها وهو بلاشك اعتقاد خاطئ جدا والدليل ما انجزه افراد هذا اللواء عقب انتشارهم في طرقات ومداخل المنطقة المتواجد فيها وتمكنهم من منع السلاح اثناء عملية الخروج او الدخول اليها.

ربما يترك ذلك اثرا في نفوس ابنا المحافظة قد يصل الى نتيجة عدائية لكن حتمية الامر لاشك ستخلق نوعا من التعايش في ظل تلاشي معتقدات حل النزاعات والصراعات القبلية بوسيلة الدمار والشتات ساعدتها تفشي ظاهرة التسلح ومعتقدات الهيمنة الغجرية في اقتناءها ليبدأ البحث الاجباري عن البديل الانسب حيث لبد من الارساء على شواطئ الحوار كابرز الوسائل حفاظا على الارواح البشرية .خطوة بكل تاكيد جريئة ومن خلالها يمكن التوصل للقضاء على العديد من الهموم والقضاياء الشائكة ومجمل الظواهر السلبية ,ولكن هل تدركون كيف تحققت تلك النتائج التي وصلت على مستوى المشايخ وكبار الشخصيات والاعيان !!فقط عند عدم وجود المحسوبية والوساطة والمصلحة الشخصية التي يتبادلها القادة والمسؤلين في كل منطقة ومحافظة مع الشخصيات البارزة والمشايخ كون قيادة اللواء مضت تحت امرة احد افراده ممن هو بعيد عن الاضواء والعلاقات ,وفي كل الاحوال وبعيدا عن نتائج تلك الاحداث فهي مجرد استشهاد على قدرة الدولة الكاملة في فرض هيبتها لكن المشكلة الاساسية والكبرى تكمن في عدم وجود النوايا الحقيقية والصادقة لتحقيق الهيبة المفترضة ...