الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠١ مساءً

بدونها يستحيل الوصول!

خالد الصرابي
الخميس ، ١٦ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
في الحقيقة لازلنا نسير في الطريق الخطاء متجهين نحو نقطة البداية لتمضي بنا السنون ونحن ندور حول انفسنا رغم بذل الجهود الكبيرة في سبيل ذلك الا انها حتما تذهب سدى ,ولم يعد احد يعرف متى ندرك بان خطواتنا فكرا واسلوبا انما تهرع الى المجهول الذي يعد الحاضر ابرز شاهدا نتيجة التخلي عنها "الثقافة "والتي اجزم القول على اننا من دونها لن نصل الى ما نرموا اليه مهما لعقنا المشقة في سعينا الطويل .فاذا كانت أي الثقافة هي البوابة الرئيسية للدخول الى ارقى دول العالم باعتبارها لغة البناء والتقدم الاساسية فاين هي منا مكانة سوى في الدرك الاسفل تقبع .ما نقصد بالثقافة ليست مجرد حمل الاقلام وفرفرة اوراق الكتب بل ثقافة الحياة برمتها ابتدأمن تعاملاتنا الانسانية واساليب نمط حياتنا المعيشية التي بمقدورها جملة ان تصوب السهم وسط قلب الهدف المنشود المنتشل لارواح التعثر من انحطاط نزعات التقوقع .قد يكون مشوار البلوغ طويل وشاق جدا لكن السير على دروبه اصبح غاية وامرا حتميا للخروج من دهاليز اوضاع الواقع المتشددة بظلامها الدامس على ان تكون نقطة البداية قد رصدت جموح رغبة الجماهير للولوج ضمن سياقاتها التهذيبية وتصدرت الثقافة قمة الهرم في قائمة اولويات حياتنا المعيشية واعمدة اساساتنا الصلبة لبناء وطن وامة تشرق على مستقبل يشيد لالاف السنين قادمة .بمعنى اشمل ما نعانيه هو مرض تتفاقم الامه نتيجة المنح التجسيمي لقضايانا السياسية وما يدور حولها من صراعات برغم بساطتها المعلنة كون صعوبتها الحقيقية ليست شعار يطوقها بقدر ما تكمن في اعماقنا روحا وفكرا كما ان مسافات حلولها الشاسعة سينطوي امدها من مخيلتنا فقط عند تشبعنا باجندة الثقافة المتعددة كافعال لامجرد شعارات تردد وبراويز خالية من الصور كما هو الحال بما تمر به ممثلة الثقافة في بلادنا "وزارة الثقافة"من اوضاع متردية تسببت فيها معتقداتنا السائدة في اوساط الجميع حكومة وشعبا بانها عنصر غير فعال ومجرد زاوية ترفيهية تنتسب اليها الطبقة الكادحة في البلاد من الشعراء والفنانين والادباء فكانت نتائج ذلك الاعتقاد الخاطئ هو ما تمر به هذه النخبة من اوضاع معيشية متردية للغاية ,ولمجرد عدم ادراكنا بامكانية وقدرة هؤلاء على احراز نقلة في صفوفنا الفكرية يبقى دليلا على عدم اعترافنا بوجود شيء اسمه "ثقافة"قد يترجمها البعض على انها سلوك وانماط وتصرفات انسانية تهذيبية وقد تكون كذلك ولكنها بمصطلح "ثقافة"تعني الشمول العام و عندما ندركها تماما حتما ستنجلي كثيرا من الاشياء المحبسة بداخلنا كما يعقب عتمة الليل نور ساطع ,ولن نكون بحاجة الى قرع العصاء لنبذ كافة ادوات الفرقة والشتات من حياتنا عند احلال ثقافة التعايش كبديل انسب عنها .حفاظنا على بيئتنا نظيفة وخالية من ترسبات الاوبئة المسببة للامراض لاشك هي مرآة تعكس مدى ثقافتنا الانسانية .الحفاظ على ممتلكات الدولة ومقدرات الوطن والعمل بصدق واخلاص وتفاني بعيدا عن الانحيازية والعنصرية وكافة معاول الهدم انما ينم عن مدى التحلي بثقافة الوطنية البناءة .تفجير انابيب النفط وتدمير المحولات والكابلات الكهربائية وقطع الطرقات عناوين صارخة خطها الاهمال الحكومي القيادي في بناء الفكر الواعي والمثقف لدى الانسان اليمني وخاصة القابعين خلف الصخور واكوام الرمال .نطلق شعارات البناء المتجدد لوطن تقاسمته الوان الدمار بوعي مشتت الفكر والبدن فأن لنا ان نصل دون تجسيدنا الحقيقي ل"لن تنهض امه وتتقدم الا بثقافة شعوبها"