السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١١ مساءً

الأب لُطف وفُرص البحث عن العطاء ...

جلال غانم
الأحد ، ١٩ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
أول اختبار حقيقي تواجهة كــ كاتب أنك لا تستطيع أن تكتب بغزارة خارج العواصف التي تنتزعك من مكانك أو أن تتحكم بحروفك بحيث لا تجعلها عُرضة للاضمحلال أو التبديد في خطابات أكثر مُناكفة أمام واقع سياسي بائد كفيل بإحراق هويتك وتوجهك الذي تُحاول بقدر الإمكان الحفاظ عليه وعلى المسافة الفاصلة بين ما تكتب وما تعيشه من أوهام وتوجسات خارج الالتزام المُفرط لمن حولك من قضايا تترتب عليك أحيانا أن تخرج عن لياقتك في تفسير الأشياء ومنحها ما تستحقه من اهتمام .

أشياء كثيرة من حولنا في طور التكرار تُبنى على عجل (القرار السياسي , والتحاور مع الآخرين , ومنح الأصدقاء مزيدا من الشجن , وكتاباتهم بأكثر من لُغة مُزينة بالمُعاناة والذكريات والأيام الخائبة والتسكع المُفرط ) .

الأيام تمر من أمامنا سريعا , والتاريخ يتغير ومُعطيات الأحداث اليومية لا تنذر إلا بتشقق جدار الذاكرة المُتعبة أصلا ....

التشاؤم بكل تأكيد غير قادر على حمايتنا من أن نعيش بهدوء تام ونسبي والأمل أيضا لم يعد ذلك المُخدر اليومي الذي نتناول أقراصه كي نلتحم من جديد بـــ عُنف يومي مع ثوراتنا المُهددة أصلا بالتبديد .

اختبار حقيقي للزمن , اختبار لوجه الديمقراطية الأكفى ولـــ ذاكرة الأحزاب في تحولات عقلية المُسائلة والاندماج معا بــ بواقع سياسي جديد يستدعي منا أن نقراه بشكل آخر كي نقوى على كتاباته مرة أخرى خارج خداع الذاكرة .

نخطئ ونُصيب , نتجاذب الاتهامات التي تختصرنا بالانتماء الخادع والصادق والكئيب , الكُل في حضرة الانتماء الضيق , والكُل يُنادي بالخلاص .


حيرتان وحسرتان .....

ابتسامة مُستورة تُقابلك في مساء أكثر شحوبه من ذي قبل ولا يفُك طلامسه في لحظة خاطفة بــ وقت متأخر إلا موسيقى السالسا وإيقاع صديقتك البيروفية .

سئمنا العيش بــ برتابة الحزب الأوحد , وسئمنا المُناداة بدولة مدنية لا يتعدى مداها أكثر من أحرف مُلونة وبشكل أدبي أنيق تستدعي الآخرين أن يمدحوك على صياغتها لــ تنخدع أنك مازلت قادر على العطاء ....

وتظل أنت المُعد والمُستعد لـــ معارك يومية تُجابهك وتدفع بقميصك المُتواضع ثمنها البخس وأنت الحالم خارج وطنك المُزدري .
الموعود أنت , وقصة الحُب التي تركتها تنسج خيوطها على أروقة الفيسبوك مازالت تئن بحثا عن لحظات الخلاص التي تنتج من قلبك زهرة التين الأصفر .

أجراس أفقية تدع إيقاعك الداخلي يتراقص زهوا وحُبا وأملا ..... لا أعرف قيمة الظُروف والأيام إلا عندما أصاب بـــ فاجعة جديدة .

دائما أنتظر أشيائي الحاسمة في الحياة وعندما أقابلها أعطي للبُرود دورة المُعتاد لكي يمارس طُقوسه في قراءة العلاقة الساذجة بين ما نحن له وبين ما نُلاقيه بين قائمة الاحتمالات اليومية القُصوى .

أينما تكوُن وأينما حللت ووليت تظل تُطاردك أحلام وهوس الكتابة وقرض الكُتب حتى وأنت في أسوى البُلدان انفتاحا على هذا العشق الممنوُع .

وأنا أجدد هوايتي في الكتابة اليومية أتذكر أن هُنالك من مر من هُنا وأن هُنالك من قرر أن يكتبنا دائما بصمته وغيابه الحاضر .

وهذا الرائع يتجلى في أبهى إنسانيته كــــ الأب الذي قرر أن يمنح أبنائه فُرصه ليبحثوا عن معنى الإيمان بقُدرتهم على العطاء فـــ كيف إذا كان هذا الإيمان وهذا العطاء الساحر يتلخص في روعة الأستاذ الأب لُطف الصراري ...!