الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٩ صباحاً

توكل .... و" الحالة "

عبدالوهاب الشرفي
الثلاثاء ، ٢١ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
توكل كرمان اسم معروف , صاحبته ناشطة حقوقية وحاصلة على جائزة نوبل للسلام . ولعل ما حظيت به من شهرة وما حصلت عليه من جائزة مترتبان على كونها امرأة " تشارع " و " تطرّبق " اكثر من كثير من الرجال ,وهو امر غير عادي في مجتمعاتنا الشرقية , وامر ومشجع من المجتمعات الغربية , وغير ذلك ليس هنالك شيء اخر ترتب عليه حصولها على الشهرة وعلى الجائزة ايضا .

اول ما عرفتها وهي " تناضل " مع مهجري " الجعاشن " , ولا زالوا مهجرين الى اليوم . اما توكل فقد تركت حماسها لقضيتهم وانطلقت لقضية اوسع هي " ثورة " ولازال الحال بعد " الثورة " كما هو بعدها , ويكفي شاهدا على ذلك قضيه مهجري " الجعاشن " التي تراوح مكانها . بعدها قلّ نشاط توكل وتحولت الى " وميض " يظهر فجأة ودون مقدمات , ويختفي فجاءة كذلك , ويتنقل من حدث الى اخر ومن ملف الى اخر ,وباستثناء ملف " الثورة " الذي يبدوا انه لم يعد يعنيها ولا يجب ان يعني حتى غيرها , فقد دعت لرفع " الساحات " مع ان ما انزل الناس وهي معهم " للساحات " لازال باقيا , ولكي لا نختلف معها لنقل باقيا اغلبه .

اخر " ومضة " من " ومضات " توكل انطلقت من " ملف " عبدالقادر هلال امين العاصمة , فجأة وبدون مقدمات ذمة عبدالقادر هلال محمّلة ب80 مليارا من الريالات ؟! . لا ادري من اوحى لتوكل بذلك , و لكن ليكن من كان فهي لديها عقل , الم يخبرها عقلها انه لا يمكن ان يسجل احدا ذمة مالية بهذا المبلغ حتى ولو امتلكه ؟! , فمبلغ كهذا اذا امتلكه عبدالقادر هلال فلابد ان مصدره فساد , فهل يعقل ان يسجل ذمة مالية به ويديّن نفسه ؟؟, الم يدفعها ذلك لشّك والتحري في الذي اوحي لها ؟! . كما ان لها ذمة , الم تمنعها ذمتها من طرح خبر كهذا دون وثيقة تثبته ؟! , الم يشفع لعبدالقادر هلال انه واحد من قلّه هم الذين يعملون بعد " الثورة " واثر عملهم نلحظه جميعا ؟! . كما ان لديها ضمير , الم يدعوها ضميرها لتكذيب الخبر الذي نشرته لأنه اتضح انه غير صحيح وقد رمت بريئا به ؟ . كما انها لديها امانه , الم تمنعها امانتها عن عدم العدل فتوجه سهامها لعبدالقادر هلال وعلى غير تثبت وهناك العديد والعديد ممن عرف عنهم الفساد لم تفتح ملفات فسادهم حتى اليوم ؟! واليوم هو بعد " الثورة " طبعا !.

لست معنيا بالدفاع عن عبدالقادر هلال بصفة شخصية . ولكن على ما يبدوا ان هذا الرجل يدفع ثمن انه يعمل و يتحمّل ضريبة لاجتهاده . وانا لا زلت اتذكر عندما تطايرت عدد من الصواريخ من الفرقة , و كان هو المسئول الوحيد الذي دعا الى وجوب اخراج المعسكرات من المدن , وهذا الامر كان حينها جرّة لم يفعلها علنا غيره . كما انه الان معني و من اشد المتحمسين كذلك لتنفيذ قرار تحويل معسكر الفرقة الى حديقة عامة , ويسعى لإنجاز ذلك بجدية .

الشاهدان السابقان ينبني عليهما ان هناك من لا يعجبه تصرفات هذا الرجل , وهذا الامر لا يعنينا هنا . فما يعنينا هو ان تكون توكل هي احد ما يستخدم ضد عبدالقادر هلال . وتوكل بالذات يجب ان لا يكون لها وجود في امر كهذا مطلقا نطرا للملابسات التي سبق طرحها .

توكل شيء و " حالة توكل " شيء اخر . وأيا يكن الامر فلا يمكن لاحد انكار ان " حالة توكل " مثّلت إلهاما للكثير , وحدت بهم للخروج والمطالبة بحقوقهم ولمواجهة الظلم والفساد . فكونها امرأة و قد قدرت على ذلك , فالرجال هم اولى بان يقدروا عليه , وبالفعل خرج الكثير متأثرا بخروجها , و حدّث نفسه بذلك الكثير أيضا .

هذه الحالة هي التي ادعو توكل للحفاظ عليها . يجب عليها ان تحسب مواقفها وتوجهاتها وتصرفاتها اضعاف ما هو مطلوب من غيرها ان يحسب . لأنها عندما تقف موقفا كموقفها مع عبدالقادر هلال لا يقبله عقل ولا تحمله ذمة ولا يطمئن له ضمير ولا تستقيم له امانة , فهي بذلك تضرب " حالة توكل " , وهي " الحالة " التي لازال بإمكانها ان تؤدّي دورا في إلهام الكثير من الناس التخلص من الخوف و الوقف بوجه الظلم والفساد والعمل على انتزاع الحقوق , وهذا الإلهام هو من الممكن لها مالم ينّطبع لدى الناس ان حالة توكل كانت حالة مصنوعة من غير توكل , واذا ما أنطبع ذلك لديهم فسينظر الى توكل بانها لم تكن " تناضل " وانما كانت " تشقى " . وسينظر الى " حالتها " هذه كحالة ضعف لا كحالة قوة , ولن يستلهم منها احد بعد ذلك شيء . يا توكل ناصحا , محبا . مشفقا ادعوك الى ان تحافظي على " حالة توكل " لان هناك الكثير يحتاجها .