الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٢ مساءً

بين لطفي أمان والشيخ العواضي

عبدالباسط العريقي
الاربعاء ، ٢٢ مايو ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
من المجحف ابتداء عقد مقارنة بين ماقدمه شاعر اليمن الكبير لطفي جعفر أمان وأمثاله لهذا الوطن الغالي من شعر وعلم وثقافة ونبوغ وبين ما قدمه بعض هؤلاء الشيوخ من جهل وتخلف وعنترية وانحطاط وأكل لأموال الناس بالباطل والسطو على حقوقهم وممتلكاتهم وارتهان مقدراتهم ومستقبلهم وقتل النفس التي حرم الله ؛ حتى طال جرمهم وأذيتهم أبناء وأحفاد أعلام وهامات وقامات رفعت اسم اليمن عاليآ .

إن مقتل الشاب حسن جعفر أمان والشاب خالد الخطيب يوم الأربعاء الماضي الموافق 15 مايو 2013م في شارع الخمسين في العاصمة صنعاء على أيدي مرافقين يتبعون(الشيخ)علي عبدربه العواضي ما هي إلا قصة أخرى وفصل جديد من فصول حوادث قتل ودهس الضعفاء والمساكين من أبناء هذا الشعب من قبل الشيوخ وأبناء الشيوخ ومرافقيهم وأتباعهم في الشوارع والطرقات والأزقة وبشكل شبه يومي ؛ إلا أن الجديد في هذه الجريمة أنها وبفضل الله طفت للسطح سريعآ وكشفت للرأي العام قبل أي تدخلات وإلا فغالبآ ما تنتهي الأمور بالتخفي و الكتمان والعرف المتبع لذا الشيوخ أنفسهم وبما يروه مناسبآ والويل والثبور لمن أعلن أو فضح أو سرب أو كتب ؛ فكم من ضحايا لهؤلاء المشائخ وأتباعهم وكم هي الحكايات التي تسرد وتسمع وتقال سرآ وعلنآعن جرائمهم وسجونهم الخاصة ؛ فبعض هؤلاء المشائخ ماهم إلا وبال ولعنة على سكان المدن والقرى التي يقطنون فيها وهم عار على أنفسهم وقبائلهم قبل أن يكونوا عار على الوطن وأبناءه.

والمتتبع لأسباب وأسلوب وطريقة تنفيذ هذه الجريمة البشعة الجبانة لهذين الشابين الأعزلين ؛ يلاحظ مدى همجية وتخلف ووحشية هؤلاء القوم وتجردهم من الإنسانية والوازع الديني ؛ فالشيخ عندهم إله يعبد من دون الله وكلامه لا يعلو فوقه كلام والحفاظ عليه وعلى أملاكه ومن يتبعه قبل وفوق كل شيء ولو أن يقتلوا من أجله الناس جميعآ ؛ فمعظم هؤلاء المشائخ كبعض(الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها)فوجودهم غالبآ مايكون كوجود الطوفان والجراد والقمل .

ومن المؤسف حقآ ونحن أمام جريمة قتل بشعة نكراء مجردة من الدين والأخلاق والأعراف والإنسانية ؛ أن نرى بعض الصحف والمواقع والأحزاب قد سارعت لاختطاف الحدث وتوظيفه توظيفآ سياسيآ لصالحها ؛ فبعد الحادثة مباشرة رأينا تلك المواقع أقامت الدنيا استنكارآ وتنديدآ – ليس حبآ في القتيلين غيلة – بل لأن المتهم فيها قيادي في حزب المؤتمر وهذا بالطبع صيد ثمين ؛ وحينما أصدر هذا الأخير بيانآ ينفي فيه علاقته بالحادثة واتضح فيما بعد أن الجريمة من فعل مرافقي أحد شيوخ وقياديي حزب الإصلاح لم نر لتلك المواقع ذلك الحماس والضجيج والهيجان الأول ؛ وبين تجاذب هؤلاء وهؤلاء على مر السنين أزهقت أنفس وضاع كثير من دماء الأبرياء من أبناء هذا الوطن .

من جانبهم سارع بعض الحراكيين كعادتهم لاستثمار وتوظيف الحادث من خلال محاولة تأليب الرأي العام في الجنوب ضد أبناء الشمال والواقع يقول ويشهد أن هؤلاء المشائخ وأبناءهم ومرافقيهم وأتباعهم لا يفرقون بين شمال وجنوب وشرق وغرب فهؤلاء لا يعرفون إلا مصالحهم ويسعون خلف نزواتهم الجامحة أينما كانت ولو على جثث الشعب كله ؛ كيف لا وهم شيوخ بالغلبة فقط !! لا بكثرة العلم والدين ولا بكثرة الزهد والورع بل شيوخ بكثرة المال وقوة السلاح وجيش البلاطجة ليس إلا .