الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠٧ صباحاً

العيد الـ 23 للوحدة اليمنية والقضية الجنوبية

أنور معزب
الاربعاء ، ٢٢ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٥٠ صباحاً
يأتي العيد الــ 23 للوحدة اليمنية في وقت ترسخت فيه مفاهيم حديثة لدى ابناء الشعب اليمني وفي وقت يتحاور ممثلين عن ابناء الشعب اليمني بمختلف توجهاتهم وشرائحهم في مؤتمر الحوار الوطني ويأتي عيد الوحده الــــ23 بعد ان ترسخ لدى الشعب اليمني مفوهم القضية الجنوبية وعدالتها وضرورة البحث عن حلول ناجعة تعيد الحق الى أهله حلول تنصف المظلوم وتعيد حقه من الظالم.

ان اعتراف وايمان الشعب اليمني بكل مكوناته وأحزابه وبمختلف شرائحه وتوجهاته بعدالة القضية الجنوبية ومشروعيتها لهو أمر غاية في الاهمية ويستدعي التوقف عنده ذلك ان هذا الاعتراف الصريح الواضح لعدالة القضية الجنوبية ومشروعيتها له أبعاد غاية في الأهمية لعل أهمها ان القضية الجنوبية أصبحت قضية الشعب اليمني بأكمله من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وليست قضية فئة بعينها او حزب بذاته كما أنها ليست قضية الإخوة الجنوبيين دون غيره.
وليعلم المشككين والمزايدين بالقضية الجنوبية انه لم يعد هناك من جدوى للتشكيك في القضية الجنوبية وعدالتها ومن يشكك في عدالة القضية الجنوبية ومشروعيتها ومصداقيتها وأهمية انتصارها فهو إما ان يكون جاهلا او جاحدا او فاقد للعقل وإما ان يكون واحدا من أولئك الفاسدين العابثين الذين نهبوا وعبثوا بثروات الجنوب ومكتسباته وخيراته وبالتالي فان القضية الجنوبية بالنسبة لهؤلاء الفاسدين هي العدو الأكبر كونها كشفت سوءتهم وعرتهم أيما تعرية وكون هذه القضية جاءت أصلا نتاج نهب أولئك النفر للأرضي والمكتسبات وهي أي القضية الجنوبية من سوف تعيد الأرض والأملاك المنهوبة والمال المصادر وسوف تعيد للمظلوم حقه من الظالم طال الزمن ام قصر.

القضية الجنوبية التي كثر الحديث عنها اليوم واحتلت في الآونة الأخيرة أهمية بالغة لدى الساسة وأصحاب القرار لم تكن وليدة اللحظة بل جاءت نتيجة تراكمات لتصرفات خاطئة تمت ممارستها من قبل النظام السابق ما أدى إلى تهميش عدد كبير من أبناء الجنوب و نهب أراضي شاسعة في عدد من المحافظات الجنوبية وما تقرير باصره وهلال الشهير ببعيد عنا أضف الى ذلك ان تلك الممارسات الخاطئة من قبل النظام السابق ترتب عليها الاستيلاء على ثروات وممتلكات خاصة وعامة حتى وصل النهب إلى حد لا يطاق اذ وصل الى مستوى نهب الآبار النفطية وتقسيمها بين عدد من النافذين والفاسدين في النظام السابق ومازال عدد من هؤلاء محتفظ بحصته ونصيبه من تلك الآبار النفطية حتى اليوم وهذا هو ما جعل أبناء الشعب اليمني قاطبة يؤمن بان هناك قضية جنوبية عادلة ومشروعة بالفعل بحاجة إلى حل عادلا ومرضي ومنصف وحلول ناجعة وهذا يجعل أمام الرئيس والحكومة الحالية واجب أخلاقي وأنساني قبل أن يكون قانوني ودستوري في حل هذه القضية والانتصار لها ومن هنا فان القضية الجنوبية تشكل أهمية بالغة كما ان لها تبعات وآثار على الأمن والاستقرار والتنمية ذلك ان تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في البلد مرهون بالدرجة الأولى بانتصار القضية الجنوبية.

والملاحظ ان القضية الجنوبية قد اخذت حيزا كبيرا من جدول مؤتمر الحوار الوطني فهي اي القضية الجنوبية من أهم القضايا الوطنية التي تناقش في الحوار الوطني بل أنها القضية الأساسية والرئيسية في الحوار الوطني وانتصار الحوار الوطني للقضية الجنوبية هو المقياس الفعلي والحقيقي لنجاح الحوار الوطني وبدون انتصار الحوار الوطني للقضية الجنوبية فانه لن يكتب للحوار الوطني اي نجاح على ارض الواقع فانتصار الحوار الوطني للقضية الجنوبية غاية في الأهمية ذلك ان انتصار الحوار الوطني للقضية الجنوبية انتصارا للوحدة وللأمن والاستقرار وللتنمية الشاملة إذ ان الأمن والاستقرار والتنمية بجميع جوانبها مرتبطه ارتباطا وثيقا ومباشرا بمدى الاهتمام بالقضية الجنوبية وحلها حلا منصفا وعادلا بعيدا عن فرض حلول غير مجدية من قبل أطراف حزبية وقبلية قد تكون هي الأطراف نفسها التي نهبت الأراضي والممتلكات العامة والخاصة في الجنوب وقد تكون هي الأطراف نفسها التي دأبت إلى تهميش وإقصاء الجنوبيين.

يأتي العيد الـ 23 للوحدة اليمنية بعد ان ترسخ مفهوم لدى الشعب اليمني بضرورة الانتصار للقضية الجنوبية والخروج من الحوار الوطني بحلول ناجعة تنتصر لهذه القضية ولأهلها ذلك ان الانتصار للقضية الجنوبية يشكل اهمية بالغة فالانتصار للقضية الجنوبية ليس انتصارا للأخوه في جنوب الوطن بل هو انتصارا للوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه هو انتصارا لكافة ابناء الشعب اليمني بمختلف توجهاته وشرائحه هو انتصارا للتنمية والاستثمار انتصارا للسياحة والإعمار انه انتصارا للعدل والمساواة انه انتصارا للزوجة التي فقدت زوجها وللأبناء الذين فقدوا أباهم وللام التي فقدت ابنها وللأخوة الذين فقدوا إخوانهم انه انتصار لكل من تم إقصائهم وتهميشهم ولكل من هبت أرضه وسلب ماله وانتهكت كرامته انه انتصارا لكل الشهداء والجرحى الذين ناضلوا من اجل القضية الجنوبية وضحوا في سبيل انتصارها انه انتصارا للحرية والكرامة والإنسانية .