الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٨ صباحاً

المستقبل ... رعب وأخطار

إبراهيم القيسي
الخميس ، ٢٣ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
أخطو إلى المستقبل بين زوابع عاصفة ,وأقف على قمم التغيير مرتجف الخطى ,وألحظ سحب الرعد المدمدمة ,أمامي أسوار منيعة من جسور الاستبداد ,الأرض مزروعة بألغام الخنوع والاستسلام,كل الناس يمشون منكسي الرؤوس ,عواصف الظلم عاتية ,وتسونامي الذل يغرق الأرواح بأمواج التبعية والخضوع ,فوق العيون مسحة حزن عميقة ,وعلى الشفاه بسمات مشوبة بالألم ,تغشى الوجوه كآبة سوداء ,والخطى البشرية متعثرة ,أسمع أصواتا متحشرجة ,وأرى عزائما مترهلة ,التقدم إلى الأمام محفوف بأخطار جسام ,تفنن الأعداء في المكائد المدروسة ,زرعوا الطرق بأسلاك المكر الشائكة ,وبذروا التربة بألغام الموت الزؤام ,الجو مملوء بأسراب الطائرات الحديثة,دقة في التصويب,ودمار شامل للأهداف ,البحر مملوء بحاملات الفناء ,,عن اليمين شفرات الردى ,وعن اليسار دمار أكيد ,فوق الرؤوس غيوم الموت الملبدة بحمرة الوفاة,أينما تصبو بناظريك تلحظ أفواه الخطر المحدقة ,الأقمار الصناعية تصور كل حركة ,وتسجل كل همسة ,مكاتب الاستخبارات تمور بالتقارير في كل ثانية ,فرق الطوارئ متحفزة للانقضاض ,قد أحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم ,أصبحنا جزيرة بين بحار الأعداء المتلاطمة.

إنني أفكر وقد أضناني الحل القويم ,ليلي سهاد ,ونومي أرق طويل ,ونهاري استخفاء عن أعين المارقين ,قد أجهدني ثقل التحفظ عن رقابة المخبرين ,أعماقي ثورة جامحة,ومشاعري بركان عنيف ,أكاد من الغيظ أنفجر إلى طوفان طاغٍ,أتحول إلى زوابع عاتية ,أجهر بصيحة الصعق الماحقة,أصير أسطورة تدهش العقلاء ,أمتطي صهوة المستحيل ,أركب موجة البحر الهادر,أمتشق سيف الحق القاطع ,أعتلي ذروة التغيير نجما مشرقا بالأمل,وكوكبا يضيء جوانب الحياة ,أحيل السراب الخادع إلى حقيقة ,والصحراء الماحلة إلى حديقة ,والأرض المحروقة إلى واحة فيحاء.

إن خواطري فكر دام ,وعيني قروح حارقة,ألمح في الأفق بصيص فجر خافت ,بدأت إشارته بظهور متقطع ,تحجبها سحب الغفلات ,وركام الفساد المتعدد,كل نبضة في القلب حلم متجدد,وكل خلية في الدم إشراقة أمل ,وكل طرفة عين فجر جديد,همساتي أناشيد تنعش الحياة بلحن خالد ,وكلماتي لمسات حب جامح ,كل لفظة نثر بديع ,وكل جملة سطر من فنون الجمال.

إنني أحب الحرية بكل أبعادها في الإسلام ,وأكره الكبت كرهي لظلام العبودية ,أعشق الحق إلى حد الجنون ,وأبغض الباطل بغضي لنار الكفر المحرقة,أحب الفجر حبي لبزوغ الحياة الجميلة,أسعى إلى صبح يتنفس بحلاوة العيش الرغيد,وحكم يقوم على تطبيق شرع الخالق المجيد,أهوى العدالة بكل أبعادها الرحبة ,أحارب الظلم والتعسف,لاحبذا المكر والخديعة ,وبئس الغدر والعدوان ,أملي مبادئ فاضلة ,وأخلاق قويمة ,تحمل الورى فوق سفن النجاة ,فتطرحهم على ساحل الحياة الآمن ,إلى مستقبل العزة والكرامة,في رحاب الحرية الحقة ,بعيدا عن خسف الأباطرة ,ودركات الاستبداد.