الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٠ صباحاً

لا شيخ ولا قبيلة فوق القانون

رضوان سعيد العتيق
الجمعة ، ٢٤ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
لا اجد الكلمات المعبرة لتعزية أسرتي أمان والخطيب وخاصة أن المصاب جلل وما أصعب فقد الشباب، رحمة الله الشهيدين حسن أمان وخالد الخطيب وأسكنهما فسيح جناته ونطلب من الله أن يمنح ذويهم الصبر والسلوان.

القتل بدم بارد والجريمة الشنعاء التي ارتكبت بحق الشابين لمجرد تجاوزهم موكب عرس دليل على العقلية القبلية المتخلفة والآجرامية والتي تستخدم السلاح دون أدنى مسئولية ولا تحترم القانون وترى نفسها فوق الجميع. المعروف في صفات وأعراف الإيجابية للقبيلة لذى العرب الشجاعة والإقدام والكرم والعفة والوفاء والتضحية وحماية الجار وإغاثة الملهوف وللعلم معظم القبائل العربية ساهمت ولها دور كبير في تطور بلدانها. أما في اليمن وفي هذا الزمن الردئ انقلبت المفاهيم والمبادئ فصار مفهوم القبيلة مغاير لهذه الأعراف وبالعكس مرادف للتخلف والخروج عن القانون وتأسيس أطر شبيه بالمافيا القبلية ومعظم القبائل تتشدق بانها تسعى للمدنية والتحديث بينما واقعها وأفعالها تغاير ذلك. فهذا التباين والتناقض ليس في القبيلة بل في أفراد شيوخها من خلال استخدام القوة والنفوذ والسيطرة والتسلط وتسخير كل القبيلة لخدمتهم.

أسباب ذلك عديدة منها ضعف الأمن والسلطة وعدم استطاعة الدولة أن تبسط سلطتها على كامل أراضيها أدى إلى فقدان تأثيرها وبالتالي صارت القبيلة هي الحاكم بأمرها وللأمانة الشطر الجنوبي من اليمن كان اقرب إلى التخلص من القبيلة إلى أن تمت الوحدة مع الشمال وعادت القبيلة لتطغي على كل مظاهر الحياة وتعود المجتمع إلى الوراء. وهناك من القبائل لديهم سجونهم الخاصة ومليشياتهم التي يبطشون بها وعندما يزداد التعصب القبلي يزداد التطرف الديني والمناطقي مما يؤدي إلى جرائم قتل واعتداء وبالتالي تطغى العنصرية على جميع شرائح المجتمع. ومن أدوات التخلف والخرافات والأوهام لدي القبيلة اليمنية احتقار الأعمال والمهن اليدوية
بينما الفخر والأصالة في القوة والغدر والنهب والسلب وهيمنة شريعة الغاب.

الشيخ العواضي ليس استثناء من هذا فهو في عدم تقديم الجناة يقدم صورة صورة مخالفة لما يدعيه في دعم بناء دولة النظام والقانون والطامة والمصيبة الكبرى انه احد أعضاء مؤتمر الحوار فكيف ستكون مخرجات هذا المؤتمر وعربادة القانون وحماة القتلة فيه وبالفعل ماحصل يعتبر وصمة عار على العرف القبلي ومؤتمر الحوار

وفي هذا السياق إذا لم تتمكن الدولة من فرض العدل وتطبيق القانون ، وإذا لم تتمكن قوات الأمن من إلقاء والقبض على المجرمين لينالوا جزاءهم العادل لأنهم يتمتعون بحماية قبائلهم او نتيجة نفوذهم دليل على أن هناك دولة داخل دولة وليس هناك قانون او نظام وشريعة الغاب هي السائدة والحاكمة.

لن نتجني على الواقع، ولا على الحقيقة، عندما نقول نريد ثورة جديدة لاجثثات خرافة القبيلة فالثورة التي خرجت إلى الشارع لكي يحصل الشعب اليمني العدل والمواطنة المتساوية تعد فاشلة فالوضع لا زال باقيا على حاله.