الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٠٩ مساءً

وحدتنا ازلية..!

خالد الصرابي
الجمعة ، ٢٤ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
من الاشياء التي لا خلاف حولها ان الوحدة قوة والفرقة ضعف ووهن وشتات .من هذا المنطلق كحقيقة ثابته نصل معها الى المعاني والدلالات العميقة التي تغتزلها وحدة الصف الواحد "الوحدة اليمنية" التي نحتفل اليوم بعيدها ال23لموعد تحقيقها الاغر في ال22مايو المجيد حيث تتزامن هذه الذكرى ونحن على اعتاب مرحلة يمنية جديدة واستثنائية تعد الاكثر صعوبة وتعقيدا في ظل ما يشهده الوطن من تداعيات وتحديات تسعى كافة الامال التي يمثلها مؤتمر الحوار الوطني الى اعادة التوجيه نحو المسارات الوطنية الصحيحة بغية تحقيق البناء الشامل المنشود .احتفالنا بهذا العيد ليس كما يعتقد البعض مجرد ذكرى لتوقيع اوراق اتفاقية الوحدة بل هو عيدا تخلد عبر التاريخ كسمة ارتبطت بكافة ابناء الوطن بموعد اعادة اللحمة اليمنية ,وهذا يعود بنا الى تاريخ مصفوف ومحفور في ذاكرة ووجدان اليمنيين كترجمة لسطور ابن خلدون "لاخلاف بان ابو اليمنيين جميعا هوقحطان"وفي اطار الوحدة القومية العربية المتجذرة من منطلق ان اليمن موطن العرب كمرجع متاصل يعززها – ابن منظور – في لسان العرب بقوله "ا ن اول من انطق الله لسانه بلغة العرب يعرب بن قحطان".فأذا كان الازل نفسه يؤكد فينا وحدة العرق والدم والنسل فكيف تجزم النفوس الواهية تمريرها على انها مجرد اتفاقية ! لهذا فان من سلامتها هو ابقائها بعيدة عن كافة الصراعات الضيقة ومحذراتها وتظل شعار دائم قولا وفعلا حيث يبقى الحفاظ عليها نتاج يصدر عن كافة تصرفاتنا وسلوكياتنا الحضارية والثقافية والاجتماعية كونها أي الوحدة لم تكن عديمة المعنى والدلالات المرجعية متناسين في ذلك ازليتها .او محطة يمكن ان يتعداها قطار الزمن الذي يحمل معه متغيرات الفكر وتصبح من الاشياء التي لابد ان تشملها بديهيات الحياة وسنن الكون في التغيير كونها من المستحقات الوطنية الثابتة والمتجذرة ..فقبل ان تعلن في ال22مايو1990م هي موجودة في اعماق كل اليمنيين ارضا وانسانا تصحبها العديد من الادلة والبراهين المؤكدة توحد الفكر والهوية الجماهيرية اليمنية التي يتقدمها تجانس و تمازج العادات والتقاليد الاجتماعية في هذه الرقعة من الجزيرة العربية "اليمن" ..الحنين وتوحد مشاعر الفرح والحزن وتلبية النداء لتداعيات الالم بين ابناء المحافظات ولعل التداخلات النضالية المفرزة للعديد من الادوار البطولية والتي جسدت الواقع اليمني الوحدوي كبعد عميق في وجدان الجماهير المدافعة عن الارض والحياة الحرة الكريمة من اهم نقاط التجمع وتوحيد الصفوف بين الشطرين فكانت الوحدة حتى قبل اعلانها في 90م مطلب فرضته الحياة المعاشة كمصلحة مشتركة فاق جهود ومساعي المحطات الوحدوية عبر التاريخ وقد تجلت اروع امثلته في الاصطفاف الوطني الموحد المتقدم خطوط النضال السبتمبري والاكتوبري كابرز عنصر في تحقيق نجاح الثورتين .لتبقى تداعيات فك الارتباط مجرد اوهام وحالات من الغضب الشخصي انتاب المتضررين جراء التعسفات الحمقية لايادي الشر والفساد ممن أساو الى وحدة الارض والانسان ,وامتداد من عمق الجذور التاريخية فان وحدتنا باقية الى الازل البعيد وسيبقى عيدها في ال22مايو من كل عام تخليدا لذكرى ابطال وشهداء الثورات اليمنية والكفاح المسلح على مدى التاريخ ,, وحدتنا التي نريدها هي عشق وقبول وتسامح بين ابنا الشعب الواحد بعيدا عن كافة الصراعات الحزبية والمذهبية تهوي فيها مساعي الشتات والتعنصر المناطقي ونقطة هامة تبقى نصب عين القيادات المتعاقبة لنهج مبادئ المواطنة المتساوية ونبذ التفرقة في كيان اعضا الجسد الواحد...