الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠٢ صباحاً

" فك ارتباط " و " انفصال " .... او " تغيير "

عبدالوهاب الشرفي
السبت ، ٢٥ مايو ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
حشد كبير بكل ما تحمله الكلمة من معنى , ذلك هو حشد ابناء المحافظات الجنوبية في ساحة العروض بالعاصمة عدن في الذكرى الـ 19 " لإعلان " فك الارتباط .

" فك الارتباط " شيء و " الانفصال " شيء اخر , " ففك الارتباط " هو حدث يعني العودة بحال الدولة في المحافظات الجنوبية الى حالها قبل حدث " الارتباط " اي حدث الوحدة اليمنية , و الذي ارتبطت فيه الدولة التي كانت قائمة في الجنوب مع الدولة التي كانت قائمة في الشمال وفقا لاتفاقية هي اتفاقية الوحدة اليمنية , ولتقوم بذلك دولة الوحدة اليمنية . اي ان " فك الارتباط " هو حدث يتمثل في انتهاء دولة الوحدة " الجمهورية اليمنية " وعودة دولة " جمهورية اليمن الديمقراطية " لتمثل الدولة في محافظات الجنوب , وبالتبعية عودة دولة " الجمهورية العربية اليمنية " لتمثل الدولة في محافظات الشمال .

" الانفصال " هو حدث اخر , و يعني قيام كيان دولة في المحافظات الجنوبية ليس بالضرورة ان يكون هو ذات كيان الدولة ما قبل 1990م " جمهورية اليمن الديمقراطية " . وحتى الان لا توجد صيغة محددة ومعتمدة لتلك الدولة التي سيسفر حدث " الانفصال " عن قيامها في المحافظات الجنوبية فيما اذا ما تم .

المواقف الصادرة عن المكونات الجنوبية المعنيّة بالحشد الذي اجتمع في ساحة العروض بعدن , توضح ان ذلك الحشد تتوزع مطالبه ما بين " فك ارتباط " وبين " انفصال " . ولكن ذلك الحشد هو على قلب رجل واحد في رفضه لصيغة الدولة التي فرضت بعد حرب 94م , وما ترتب عليها من إقصاء وتهميش واحتكار قرار ونهب .

من بين ابناء المحافظات الجنوبية من يتبنون مطلب ثالث هو " تغيير " , و" التغيير " مطلب يتمثل في اعادة صياغة دولة الوحدة بالشكل الذي يعالج موضوع " الارتباط " بالعودة الى امتثال اتفاقية الوحدة , كما يعالج ايضا غير ذلك من الاختلالات والفساد والنهب وسواء كانت من قبل 94 م او بعده وسواء كانت في محافظات الجنوب او محافظات الشمال .

المشهد في محافظات الجنوب يمثّل توليفة من مطلب " فك ارتباط " و " انفصال " ومطلب " تغيير " , ولاشك ان ذلك الحشد يجعلنا نسلم ان الغالب على الشارع الجنوبي هو مطلب " فك الارتباط " و" الانفصال " , بينما مطلب " التغيير " هو الاقل حظا . ولكن الجميع يجتمعون في رفض حرب 94 م , و رفض ما ترتب عليها من اختلالات واحتكار قرار ومفاسد , على مختلف الصعد ومختلف المستويات وفي مختلف المجالات .

امام هذا المشهد في المحافظات الجنوبية تكون السلطة القائمة باسم دولة الوحدة امام " محكّ حقيقي " . فإما معالجة جوهرية جادة لما يجمع ابناء المحافظات الجنوبية على رفضه وبشكل يلمسه المواطنون في واقع حياتهم , وهو ما سيخلق حالة من الامل لدى الاغلب المطالبين حاليا " بفك ارتباط " و " انفصال " , وحينها سيمكن التفاهم معهم على صيغة مشتركة لموضوع " الارتباط " . او ان لا تقوم السلطة بمعالجات جادة وجوهرية , وبالتالي يفقد الامل المطالبين " بالتغيير " حاليا . وسيجمع الجميع من ابناء المحافظات الجنوبية على ان يتفاهموا فيما بينهم على صيغة مشتركة لدولة تقوم في محفظاتهم يجمعون عليها جميعا . وحينها لن تتمكن الدولة القائمة باسم دولة الوحدة حاليا من عمل شيء غير ما يجتمع عليه ابناء الجنوب جميعا . وستفرض دولتين او اكثر في اليمن على كل الاطراف بمن فيهم اللاعب الاقليمي والدولي .