الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣٢ مساءً

دندنة جديدة قديمة

عباس الضالعي
الثلاثاء ، ٢٨ مايو ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
دندنة جديدة قديمة
الصلاحيات رئاسية تنصل واضح عن معالجة المشاكل
********************************************


قال الرئيس هادي في اجتماع استثنائي السبت 25مايو الماضي ( برئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوه ووزير الداخلية اللواء الدكتور عبد القادر محمد قحطان ورئيس هيئه الاركان العامة اللواء الركن احمد علي الاشول والمفتش العام اللواء محمد القاسمي ورئيس جهاز الامن السياسي اللواء غالب مطهر القمش و وزير المالية صخر الوجيه ووزير الكهرباء صالح سميع ووزير النفط والمعادن احمد عبدالله دارس ووكيل جهاز الامن القومي اللواء محمد جميع الخضر وقائد قوات الاحتياط اللواء الركن علي بن علي الجايفي ومحافظ محافظه مارب سلطان العراده ومحافظ محافظه صنعاء عبد الغني جميل ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء عبدالله محنف) ، أننا عاهدنا الله بأننا سنعمل على تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بحذافيرها ... المبادرة و الآلية وكأنها بديلا عن الدستور الذي لا يذكر والمعلوم ان المبادرة واليتها لم تحسم بوضوح القضايا التي تعترض حياة اليمنيين وتعكر مزاجهم كل يوم مثل قطع الكهرباء والنفط والطرقات لان المبادرة لم تنص على هذه الاعمال وتركتها مفتوحة لاجتهاد الحاكم وحكومته.

اجتماع الرئيس هادي بكبار رجال دولته وكلامه لم يكونا جديدين وسبق ان عقدت مثل هذه الاجتماعات وقيل مثل هذا الكلام واكثر ، هدد الرئيس في مرات عديدة وبكلمات وعبارات مختلفة ، سمعنا ( الماضي لن يعود ، العجلة لن تدور الى الوراء ، من يفكرون بالماضي عليهم التفكير الف مرة ، عجلة التغيير دارت ، هناك متآمرين ونحن نعرفهم ، هناك جراثيم وبؤر جرثومية .... ) وكلام كثير من هذا لكن ما نراه امامنا ونلمسه على الواقع يعتبر محدودا ولا يتساوى مع وضع الرئيس ودعمه المحلي والاقليمي والدولي.

صحيح ان الرئيس استطاع قلع كبار رجال دولة سلفه لكنه يبقي على اساليب واليات تلك الدولة ، فالمعالجات التي تتم للقضايا هي بنفس الاليات القديمة والتي اثبتت عدم جدواها لانها مخالفة للقانون ومبنية على اجتهادات شخصية قاصرة
الرئيس هادي ايضا مثل سلفه يحاكي خطواته وتصرفاته يعرف المشكلة ومن ورائها ويهدد ويتوعد وفي اليوم الثاني تتكرر نفس المشكلة ويوعد بحلول ومعالجات وتمر الايام والشهور ولا نلاقي لهذه الحلول أي اثر يذكر.

الرئيس هادي جاء وهو يدرك اين الخلل وهذا يعتبر مدخلا لنجاحه ، لكنه يكثر من مراعاة العيش والملح مع سلفه ويتجاوز عنه اخطاءه ويصبر عليه كثيرا رغم ان كل الاشارات التي ارسلها الرئيس هادي في مناسبات كثيرة ان المقصود بها هو سلفه وهذا يعني ان الرئيس هادي يعرف المشكلة ويعرف طرفها وينتظر الناس اتخاذ أي اجراء ازاء ذلك ، ومع مرور الايام لتظل المشكلة قائمة ومتفاقمة وراعي المشكلة في حصون مشيدة.

الرئيس هادي منح صلاحيات رئاسية للمحافظين وخاصة محافظي صنعاء ومأرب بإعتبارهما المحافظتين الهامتين وصلاحيات رئاسية للوزراء وقد سبق ان منح بعض الوزراء مثل هذه الصلاحيات.

منح الصلاحيات الرئاسية يعد تنصلا من الرئيس عن واجباته ولتبرئة نفسه من تهمة التقصير رمى الكرة الملتهبة في ملعب المحافظين والوزراء وهذا افهمه انا ان الرئيس بهذه الخطوة تجنب الحرج الشخصي تجاه الاشخاص الذين يقفون وراء مشاكل الاعتداءات على الكهرباء والنفط وقطع الطرقات والاختطافات ونشر الفوضى والانفلات الامني ولانه - الرئيس - يعرف يقينا ان الذي يقف وراء هذه الاعمال هو سلفه ورئيسه الحالي في المؤتمر الشعبي العام ولأسباب لا داعي لذكرها هنا قرر الرئيس ان يضحك على الشعب من جديد لانه يعرف ان الشعب يهوى بقوة استهلاك الكلام والوعود ويعرف الرئيس هادي ان سلفه حكم الشعب لمدة ثلاث وثلاثين عاما بالبهلوانية والوعود
الصلاحيات الرئاسية للمحافظين دندنة جديدة لا تقدم ولا تؤخر فكيف لها ان تحل المشاكل وقد عجزت الوزارات المعنية وعجزت الحكومة لان الحل سياسي والحل يحتاج الى ارادة وقرار سياسي ورئاسي وبدون ذلك هو استهلاك للوقت الذي تتفاقم معه المشكلات وتتطور اساليبها وادواتها.

وبعد ان عجزت الحكومة والرئاسة ايضا في احتواء المشاكل كيف لنا ان نثق بقدرات ادنى واقل من محافظ مثل محافظة صنعاء الذي له رصيد من العلاقات الخلافية ورصيده السابق والحالي لا يؤهله ان ينتصر على من انتشله من سائق سيارة مع موظفة اجنبية الى امين عام المجلس المحلي لمحافظة صنعاء ، هو الاخر لا يمكن ان ننكر عليه العمل بالعيش والملح بينه وبين مولاه القديم الجديد علي صالح ولا يجوز ان نحمل الرجل فوق طاقته ، محافظ صنعاء اعلن وعلى قناة اليمن الفضائية بحل مشكلة التقطاعات في عدد من الطرق الرئيسية وحلها من خلال عهود مكتوبة بعدم تكرار ذلك وفي اليوم التالي نرى الطريق تم قطعه بنفس المكان وبالاشخاص انفسهم ، هذا وغيره علاجه يكمن في استئصال اصل المشكلة والرئيس يعرف اين اصل المشكلة ويعرف كيف يستأصلها.
تكرار المكرر عبث ارهق الشعب وعلى الرئيس ان يفكر بحل جذري ولو كان ثقيل على النفس والصدر لان اليمن بحاجة الى اخر علاج لمشاكلها ... الكي يا سيادة الرئيس ( اخر العلاج الكي ) اما الدندنة فأصبحنا معها ندرك انك ضاحك جديد بمؤيدين جدد ... ودمتم