السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٦ مساءً

الحوثيون والثورة وعبده الجندي!!!

د . عبد الملك الضرعي
الاثنين ، ٠٣ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ٠١:٠١ مساءً
قال عبده الجندي في إحدى مؤتمراته الصحفية الأخيرة(حسن زيد والحوثيين يحبون الرئيس وتراجعوا عن مواقفهم المؤيدة للمشترك طبعاً هو يوحي بكلامه ذلك التخلي عن ثورة الشباب الشعبية السلمية ، وهو نفسه عبده الجندي الذي كرر أكثر من مرة أن ساحة التغيير بصنعاء تحوي أعداء الجمهورية ودعاة الإمامة (الحوثيون) بل أن وسائل إعلام السلطة كانت تكررولأشهر لقاءات مع بعض العسكريين الذين قيل حينها أنهم إنسحبوا من الفرقة الأولى مدرع بسبب تواجد الحوثيين في ساحة التغيير بصنعاء، وزد على ذلك أوصاف عديدة وُصِفَ بها الحوثيين من قبل عبده الجندي والصوفي والنهاري واليماني والشامي وغيرهم، إذن لماذا الآن الحنان في خطاب السلطة ، ماهو مؤكد أن السلطة تحاول تفكيك قوى الثورة باستخدام التباينات بين مكوناتها ، فتثير القضية الجنوبية مناطقياً ، والمذهبية دينياً ، والإنتماء الحزبي سياسياً ، والحساسية الشخصية على المستوى الفردي وهاكذا ، وبالتالي فتصريح عبده الجندي يدخل ضمن نطاق إثارة الخلافات مذهبياً يعزز ذلك استخدام مفهوم (الإخوان المسلمين) بدلاً عن التجمع اليمني للإصلاح ، إذن فقول الجندي لايستبعد أن يكون مناورة سياسية هدفها تفكيك القوى المؤيدة والمشاركة في الثورة الشبابية الشعبية السلمية، وهو جزء من محاولات حثيثة تقوم بها السلطة عبر مخبريها وإعلامها للتأثيرفي مسارالتأييد الشعبي للثورة الشبابية، والإستدلال بقول الجندي كونه يمثل لسان حال الكثير من أنصار الحزب بما فيهم بعض المحسوبين على التيار الحوثي.

ولكن وبعيداً عن محاولات السلطة إستمالة الحوثيين إليها أو تحييدهم عن دعم ثورة الشباب هناك ملاحظات نأمل من الإخوة المنتسبين إلى التيار الحوثي التنبه إليها، والتيار الحوثي الذي نقصده هنا ليس تياراً مكانياً مرتبطاً بمحافظة صعدة ، بل تياراً فكرياً يمتد إلى عدد من المحافظات، ويشمل جماعات أخرى لاتتبنى الفسلفة الفكرية للحوثيين ولكن تتفق معهم في بعض مسلماتهم العقائدية ، ويشكل شباب الصمود بساحة التغيير بصنعاء صوت التيار الإعلامي والشبابي، ومن تلك الملاحظات:

أولاً/ لقد كان مطلب التعجيل بالحسم منذ أشهر مطلباً ملحاً أدى لظهور تكتل شباب الحسم، وعليه دشن شباب الحسم عدد من المسيرات وكان شباب الصمود مكوناً هاماً فيها، وكانت شعارات شباب الصمود حاضرة بشكل ملفت في العديد من المسيرات في الأشهر الأخيرة ، إلاَّ أن الفترة التي أعقبت تشكيل المجلس الوطني تميزت بتراجع ملحوظ لنشاط شباب الصمود في فعاليات ساحة التغيير بصنعاء.

ثانياً/ يشيع أنصار الحزب الحاكم في الحارات أن المكونات الفكرية الموالية للحوثيين والمقربين منهم غيروا مواقفهم من الثورة الشبابية ، وأن مجموعات كبيرة منهم إنسحبت من ساحة التغيير بصنعاء ، وأنهم يفضلون علي عبدالله صالح على أن يتولى الحكم أحد أبناء المحافظات الوسطى أو الجنوبية.

ثالثاً/ يحاول البعض تفسير تراجع دور الحوثيين في الساحات إلى أنه مرتبط بالمطالبة بتمثيل أكبر في المجلس الوطني ، وعندما لم يحصلوا على مطالبهم خففوا من أدوارهم التي كانوا يمارسونها في فعاليات الثورة الشبابية.

رابعاً/ يحاول البعض الإشارة إلى أن دعوة الحوثيين للحسم في الأشهر الماضية لم تكن جادة وإنما كانت نكاية باللجنة التنظيمية ، وأنهم في مرحلة الحسم الحقيقة تواروا عن الأنظار حتى لايمنوا بخسائر كبيرة.

مع يقيننا أن تلك الإشاعات والتصريحات يستبعد أن تكون صحيحة ، إلاَّ أنه من الضروري أن يبرهن شباب تيارالفكر الحوثي والمقربين منه على ثبات مواقفهم من الثورة الشبابية ، من خلال استمرار فعالياتهم التي كانت معهودة في الأشهر الأولى من الثورة ، أو طرح وجهة نظرهم إذا كان لهم تحفظات معينة ، لأننا نعتقد أن مسار الثورة التي بدأها الجميع ، تحتاج في مراحلها الأخيرة أيضاً إلى جهد الجميع ، ومن ثم ما نطمح إليه أن يستمر شباب الصمود على ما كانوا عليه ، فوجودهم يكمل اللوحة الوطنية التي يرسمها شباب الثورة بمختلف توجهاتهم الفكرية، ونأمل أن يكون ما يروجه عبده الجندي وأنصار الحزب الحاكم مخالفاً للحقيقة ، لأن معاناة التيار الحوثي وتضحياته خلال السنوات الماضية لايمكن أن تتحول بين عشية وضحاها إلى تكتيك سياسي ، والمؤسف أن تلك الشائعات لايقف ترويجها عند رموز الحزب الحاكم فقط ، بل من بعض الإخوة المحسوبين على التيار الحوثي على الرغم من تعرضهم للأذى والاعتقال من قبل أمن السلطة خلال حروب صعدة الستة، لذا ندعوا هؤلاء أن لايستدرجوا إلى مربع السلطة برتهيب أو ترغيب، وأن يعلموا أن الشباب اليوم ومنهم شباب الصمود في الساحات يصنعون مرحلة جديدة من تاريخ اليمن ، يطمحون فيها إلى المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة ، ندعوه تعالى أن يوحد اليمنيين على قول وفعل الحق ، وأن يصون الأنفس والدماء والأموال والأعراض ، وأن يجمعهم على الأخوة والمحبة إنه على ما يشاء قدير.