الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٥ مساءً

سراق التغيير دوماً

عارف الدوش
الاربعاء ، ٢٩ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
ما يجري من حوار في فندق موفمنبيك شيء رائع وجميل فممثلو القوى السياسية والأطراف المعنية في اليمن تتحاور لكن ما يجري على ارض الواقع في كل مكان شيء أخر لا روعة فيه فالسلاح يتدفق على اليمنيين من كل حدب وصوب والخارجين على القانون يتحدون الدولة والحكومة والجيش والرئيس والحوار والعالم بأسره.

وكل طرف يلعب بأوراقه القوية والقابضون على مفاصل القوة العسكرية وترسانة السلاح " الجيش والأمن وتركيبته وعقيدته العسكرية والأمنية " أو القبائل المسلحة وهي مليشيات جاهزون للانقضاض على أي مشروع تحديث أو حتى التفكير بإنشاء دولة حقيقية.

فالدولة كما اعتاد عليها الحاكمون والقابضون على مفاصل القوة والثروة واقتسام البلاد والعباد هي التي تحمي مصالحهم وتحفظ لهم نفوذهم وينظرون الى أي تغيير على انه فرصة لمزيد من النفوذ وزيادة في الثروة وهذا ما تم التعامل به مع ثورتي سبتمبر وأكتوبر ومع تحقيق الوحدة اليمنية وما يتم التعامل به اليوم مع الثورة الشعبية السلمية.

ومن تجربة اليمنيين منذ قرن من الزمان فهناك مصالحات وحوارات انتهت بمعارك شرسة وإقصاء وتهميش لجزء كبير من ابناء اليمن وارض اليمن ومناطق اليمن وكل جولات حصد الرؤوس والجماجم وبقر البطون وتدمير والمدن وبناء السجون والقتل والسحل " واللحس " كانت تأتي بعد جولات حوار أو قل جولات خداع.

لست من المتشائمين ولا من زمرة المروجين والمرجفين ودوما كنت ولازلت معتدلاً غير متطرف واقعياً غير خيالي حالماً غير مزايد ولكني اليوم أكثر واقعية وإدراكاً بعد تجارب السنين فما يجري اليوم كالذي جرى بالأمس مع تبدل التحالفات وتغيير المواقع بين القوى المتصارعة هو شبيه بما جرى بالأمس الى حد كبير فليس أدل على ما يجري اليوم غير المراوغة وخفض الرؤوس للعاصفة تمر وترتيب الأوراق من جديد.

فبعد قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر انحنت رؤوس القوى التقليدية للعاصفة بينما تمر وبمجرد تغيير التحالفات عادت موازين القوى ترتب أوراقها من جديد وقرآنا كيف تم تسليح القبائل ومدها بالذهب والمال وكيف تكونت المليشيات والمعسكرات خارج مؤسسة الجيش والتهم كانت جاهزة ناصريون وحركيون وماركسيون شيوعيون وتمت التصفيات بما يعجب ويريح دافعي الريالات العربية والدولارات والجنيهات الذهبية والإسترلينية كان ذلك في مرحلة الستينات والسبعينيات

وتغيرت التهم " انفصاليون وعملاء السعودية والكويت في التسعينات "واليوم " انفصاليون وحوثيون عملاء إيران " وأمريكيون عملاء السعودية المهم أن يقسم الناس الى "مع وضد " وكله عند اليمينين حرب وسلاح ورزق وفلوس ومعروف عن بعضهم أنهم يسترزقون بالسلاح ويغتنون بالحروب ويغيرون تحالفاتهم الى الضد.

إن القوى التي رفضت التغيير بالأمس وتحايلت عليه بأساليب متعددة وحولت الانتصارات الى هزائم هي اليوم نفس القوى وان تبدلت تحالفاتها فهي تحالفات الضرورة التي لا تضرها ولا تنتج تغييراً حقيقياً وهذه القوى تسعى وبنفس الأساليب الى اعاقة التغيير وتحويله الى رافعة تخدمها.

وأخيراً : قلنا وكررنا مراراً اعترفوا بالقضية الجنوبية وبمظالم الجنوب واعتذروا وأعيدوا الحقوق لكنكم عاملين " أذن من طين وأخرى من عجين" ليس استهبالا وإنما لأنكم تحضرون لحرب جديدة ليس ضد الجنوب وحدة هذه المرة وإنما ضد كل من يريد دولة حقيقية ولن تعدمون التهم لكنها هذه المرة ستكون تهم قذرة أقلها " الطائفية والمذهبية"