الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٤ صباحاً

نحن في زمن التغيير ... ألم يأن لجمعية تعز الاجتماعية أن تُغَير وتَتَغَيَّر؟!

د. علي مهيوب العسلي
السبت ، ٠١ يونيو ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
أنشئت جمعية تعز الاجتماعية الخيرية قبل انطلاق الثورة الشبابية الشعبية السلمية في الــ11 من فبراير 2011 بأعوام ؛ لكنها كما بات واضحا لم تقدم أي خدمة لأبناء تعز سواء قبل ثورة الشباب أو إثنائها ،أو حتى في الوقت الحاضر، كون هذه الجمعية كما خَطط لها من أوجدوها ابتعدت كليا عما يمت بصلة لتسميتها ..فلا هي جمعية مفتوحة تستوعب جميع أبناء تعز بمختلف مشاربهم وفئاتهم المختلفة ،بل حرص القائمون عليها أن يكون رسوم الانتساب ما بين (20- 25) ألف ريال ، وهذا يعني أن الشخصيات الاجتماعية والمسئولين من المحافظة ،وكذلك رجال المال والاعمال هم الوحيدون والمعنيون بها ،كونهم كانوا قد أحسوا باستهدافهم من فبل النظام بعد أن شغلّ الكثير منهم كَشُقَات طيلة فترة حكمه ،فأرادوا سرقة هذا الثقل السكاني الكبير ليعبروا باسمه وعلى حسابه وليس لصالحه، وبالتالي فهي ليست بخيرية حيث لم نسمع ولم نلمس أنها انتشلت الفقر من منطقة معينة وعالجت المرضى المزمنين والمعدمين ، ولا وقفت مع ذوي الاحتياجات الخاصة ، ولا قامت بدراسات لتشخيص المشكلات المعقدة والمتعددة التي تواجهها تعز بِحَضَرها وريفها !

نعم! لقد كشفت ثورة 11 فبراير وتضحية أبناء تعز في الانفس والممتلكات هذه الجمعية وبصورة جلية عند قيام ثورة الشباب السلمية حيث دفعت تعز الفاتورة الأكبر من حيث الشهداء وآلاف الجرحى في كل ساحات البطولة والحرية والكرامة والتغيير ،لكننا رغم علمنا بالأموال الطائلة التي قد جمعتها هذه الجمعية من الفئات المشكلة لها ،فإنه لم ينعكس ذلك على واجبها إذا كانت بالفعل قامت لدعم أبناء تعز في علاج الجرحى الذين لم تقم الحكومة بواجبها إلا قبل شهور قليلة في اسعافهم إلى الخارج بعد أحكام من المحكمة الادارية الوحيدة التي نلمس انها من وحي التغيير ،وبعد أن خاس الكثير من الجرحى والذين جُلهم من تعز الحبيبة،ولا قامت هذه الجمعية بمواساة لإسر الشهداء من أبناء هذه المحافظة الثائرة ،ولا قامت حتى باحتضان ودعم أسر محرقة تعز والتي نحن في ذكراها الثانية ،ولم تتبنى مواقف قد يحسب لها من مجمل الأحداث التي تعرضت لها هذه المحافظة أقل تلك المواقف كان مطلوب منها المطالبة بتقديم من سفكوا الدماء وهدموا المنازل وأحرقوا ساحة الحرية إلى العدالة ،ولم تسعى قيادة هذه الجمعية بعد ثورة التغيير بإبراز قضية تعز المتمثلة بإقصاء وتهميش أبنائها سواء في الفترة الماضية والتي لا زالت حتى كتابة هذا المقال في ذكرى "هلوكست" إحراق ساحة الحرية في تعز العز! ؛ أسوة بالعديد من المناطق والمحافظات التي صارت قضاياها واضحة ومُتفهمة من صانعي السياسات والقرارات في هذا البلد ،وكذلك من الراعين الدوليين الذين يشرفون على لانتقال السلمي للسلطة في اليمن ،ولم نرى أحدا منهم يتحدث بكلمة واحدة عن تعز في مؤتمر الحوار الوطني بالرغم من أن العديد منهم هم أعضاء في الحوار الوطني!

كل ما أوردناه سابقا فقط للمقارنة على نجاح الجمعية من عدمه في ظل تلك الاحداث وحجم الاستهداف وحاجة ابناء المحافظة لتبني قضاياهم ، و يعبر عنهم كمرجعية مدنية لموقف أبناء تعز المدنيين حد النخاع ! وأجزم أن هذه المدينة الحالمة بدولة مدنية وغد أفضل لم ولن ترتهن مرة اخرى لمشيخيات ومتنفذين مهما كلفها ذلك من تكلفة إضافية .. فما بالكم لو قارنا هذه الجمعية حصادة الأموال بغيرها من الجمعيات كجمعية أبناء حضرموت التي تشكل الآن لوبي سياسي كبير، فتقوم بتسمية المسئولين في وظائف الدولة المختلفة ، وتُعلم أبنائها في أرقى الجامعات وتقوم بفعل سياسي كبير وكأنها دولة مصغرة !؛ كذلك من الجمعيات الناجحة الأخرى التي أقل منها أموالا على مستوى المناطق كجمعية أبناء المناطق الوسطى ..الخ.

نحن كنشطاء منذ سنة ونحن نبحث عن وعاء يضم أبناء تعز بكل أطيافهم لنصطف جميعا تحت شعار تعز أولاً! ونحن متأكدين إذا اهتمينا بتعز وأوجدنا رؤية ستكون حكما في إطار المشروع الوطني العام وستحفز العديد من المناطق أن تحذو حذوها !؛ لكننا منذ ذلك الوقت ونحن نتلمس القضايا ورغبة الناس ساعة تحت تسمية "قضية تعز" وتارة تحت مسمى "اقليم تعز الجنوبي" والبعض منا أستدعى التسمية التاريخية كإقليم الجند ،وهكذا كلنا نبحث عن وعاء مدني يكون المرجعية ليعبر عن أبناء تعز في مجمل القضايا ،وما زلنا في طور التشكيل وهذا امر طبيعي لانها تعز الفلسفة والوطنية والقومية والاممية والانسانية!
لم نفكر يوما ونحن في خضم المشاورات ان نذهب الى هذه الجمعية ، كونها لم تمثل لنا الحالة المثلى لارتباطها بقيادات وعناصر ما قبل ثورة الـــ11 من فبراير!

وعليه فإننا كنا قد طرحنا أوضاع الجمعية وتبعيتها وأبدينا امتعاضا من نظامها الداخلي ولوائحها في مقر الجمعية عندما التقينا بالأخ المحافظ شوقي حمد هائل بعد تعينه محافظا للمحافظة ،فتدخل بالحديث الأخ الامين العام للجمعية ووزير الخدمة المدنية الاستاذ نبيل شمسان واخرين من قيادة الجمعية ووعدونا بعد تأكيد الأخ المحافظ ما طرحناه، حيث قال الأخ الأمين العام سنقوم بإعادة النظر في كل ما طرحتموه ، وبخاصة النظام الداخلي للجمعية ورسوم الاشتراكات في المؤتمر القادم الذي سينعقد قريبا بحسب طرحه في ذلك الوقت!
وها نحن في هذه اللحظة التاريخية نناشد أبناء تعز المدنيين أن يبحثون لهم عن وعاء مدني يتبنى همومهم وينقل مشاكلهم ويعبر عن رؤاهم في الدولة المدنية الحديثة التي ناضلوا من أجلها كثيرا وقدموا أكبر ضريبة في سبيل تحقيق هذا التطلع !

بعد الذي تحدثنا عنه ،وفي ظل التغييرات الحاصلة في كل مؤسسات الدولة ،فإنني أتساءل ألم يأن لأبناء تعز تغيير وتوسيع جمعية أبناء تعز ؟؛ أو البدء فورا بتشكيل لجنة تحضيرية لتأسيس جمعية لأبناء تعز تكون منهم وفيهم ولا تسمح لكائن من كان أن يغزوا تعز ويقوم باستغلال حاجة الكثير من أبنائها في مشاريع معظمها مشبوهة تعرقل التغيير وتنتهج سياسة جهنمية همجية حقدا وكراهية وحسدا لتعز ومدنيتها !؛ ويرغبون في تحويلها إلى منطقة عنف وقتل وفشل أمني وانهيار اقتصادي وفوضى عارمة ليثبتوا أنه لا يوجد أحداً أحسن من أحد !

فهل أدركت قيادة الجمعية هذا المخطط وتفوت عليهم ما يخططون؟ ؛فالمطلوب منها أن تبادر بدعوة أبناء تعز للانخراط في جمعية التغيير ويسلمون قيادة الجمعية لأخرين يختارون بانتخابات ديمقراطية ،وعليها قبل هذه الخطوة ان تخفض رسوم الاشتراك بحيث يكون رمزيا يستطيع الفلاح والغلبان والموظف والعامل أن يشترك فيها وتكون بالفعل معبرَّة عن كل أبناء تعز ،فإذا لم تقم قيادة الجمعية بذلك ،فإن أبناء تعز هم بالفعل يفكرون جديا بالعمل على تأسيس جمعية من كل ألون الطيف في تعزنا الجميلة وفي القريب العاجل فلا تتقاعسوا يا من تديرون الجمعية على التقاط المرارة ألتي وصل اليها التعزيين وتبادروا بتغيير أنفسكم وتباشرون العمل على احياء وعاء مدني لكل الناس يظهر تعز وأبنائها بمظهرهم الحضاري الذي يعرفه عنهم كل اليمنين!