الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٨ صباحاً
الاثنين ، ٠٣ يونيو ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
يقولون أن الخوف برهان البشرية ، لأن الملائكة لا تخاف وكيف تخاف وهي إلى الله أقرب !! ويقولون بكاء الإنسان دليل ضعفه ، وكيف لا يضعف من لا يملك لنفسه جلب النفع أو دفع الضر كما لا يملك لنفسه دوام الحياة ودفع الموت !! ويقولون الإنسان بطبعه اجتماعي ، وكيف لا يكون كذلك وهو لا يستطيع العيش بمفرده ، عاجز قاصر يعتوره الضعف والحاجة إلى الآخرين !! ويقولون أنه عدواني يجمع في حالات الغضب صفات السباع الضارية ويكون أقرب إلى الحيوان المفترس منه إلى الإنسان ، وكيف لا يكون كذلك إذا لم يتأدب بآداب القرآن وأخلاق الإسلام من الصفح والعفو وحسن الظن وإقالة العثرات ، إنه ( الأنا ) الطاغية على حياته قد أشرب قلبه وعقله بها يرى صوابية أقواله وأفعاله ، تتردد بين حناياه صداها ، وتتدفق في دماءه كما الشيطان يجري فيه مجرى الدم .

يقولون أيضاً هذه الدنيا كل يوم بين شروق وغروب ، والحكمة تتلو علينا مع كل شروق وغروب ترانيم كل حدثٍ جديد ، يذل فيه عزيز ويعز فيه ذليل ، ويكرم المرء أو يهان ، والعاقل من اتعظ بغيره ، ولا يجرمنَ كل ذي عدلٍ شقاق خصومه إلا أن يعدل فيهم ويتق الله .

أنها مدرسة الحياة المثالية الواقعية حين نرتضيها وفق منهج الله المرسوم للبشرية الضعيفة القاصرة ( والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) والتواصي هكذا وفق السياق تعني الضمانات الصادقة الواقعية للتعايش السليم المناسب للبشرية ، تواصي بالانضباط الملتزم بالحق على النفس أو للنفس ، للغير أو من الغير دون تضيع للحقوق الفردية أو حتى الجماعية ، وهذا الحق المتواصى به يستلزم بالتوازي التواصي المتواصل مع أنفاس البشرية بالصبر المر المذاق على النفوس المكرهة على الخضوع والانصياع للحق الذي لأجله خلق الله السموات والأرض .