الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٨ صباحاً

معكوس قانون الثور !

د . أشرف الكبسي
السبت ، ٠٨ يونيو ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
بعد أن هاجمت قطعان الثيران ، إحدى المدن البشرية ، وأحكمت سيطرتها عليها ، باتت هي من تحكم ، وتضع التشريعات والقوانين ، وتشرف على عدالة تنفيذها ، إلا أن مجاميعها أصدرت يوماً مرسوماً عرفياً ، يقضي بتحميل (الإنسان) المسؤولية عن أخطاء وحماقات الثور، ففي كل مرة يحدث فيها بين (الأثوار) اعتداء أو ينشب بينها خلاف ، يتم اللجوء إلى التحكيم بين قبائلها ، بعيداً عن القانون ، لإرضاء الثور المُعتدى عليه ، عبر تقديم المعتدي ، رأساً أو مجموعة رؤوس بشرية ، كأضحية وقرابين تذبح تحت أقدام الثور المغبون !

ضاق البشر ذرعاً ، بالممارسات الجائرة بحقهم ، وخرجت جموعهم تنادي بالعدالة والمدنية ، وانضم إليهم في مطالبهم تلك بعض الثيران المتحضرة ، التي رأت في قانون (الهجر) وسيلة لتملص الأثوار ، صاحبة النفوذ من تحمل مسؤولياتها ، فهي ترتكب الخطايا والرزايا ، بلا خوف أو حياء ، طالما و(الإنسان) يرتعي بوفرة في حظيرة إقطاعياتها الواسعة. وقال قائلهم : يا معشر الأثوار... كيف يرتكب احدنا خطيئة أو جرم ، ثم يتهرب من العقاب المستحق قانوناً ، بينما يتحمل (إنسان) بريء مستضعف ، تبعات ذاك الخطأ..؟ ثم أليست الأضاحي والقرابين لله وحده ؟

وهكذا أصبح مجتمع الثور منقسماً بين مؤيد ومعارض ، وعندما تناما الجدل بين الطرفين ، هاجمت بعضها الأخرى بضراوة ، وبدأ صراع الثيران وعراكها يتفاقم ، ما حذا ببعض (العقلاء) من مشايخ القطعان ، التدخل لفض النزاع ، مقترحاً تحكيم المنطق القديم ، الذي قبلت به لاحقاً كافة الأطراف عدى الإنسان ، وهو تقديم عشر حوافر ، وعشرين رأساً من البشر (هَجَر)..!