الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٨ مساءً

حوار مع الرجل الذي اعدم صدام

عبدالله محوري
الاثنين ، ١٠ يونيو ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
صدفه التقيت القاضي منير حداد الذي كان يشغل منصب نائب رئيس هيئة التمييز في المحكمة الجنائية العليا التي أعدمت الرئيس الراحل صدام حسين ,وعددا من أركان نظامه عندما كان في زياره خاطفه لاحد اقاربه الذين يعيشون في المانيا منذ عشرات السنين والذي تربطني بهم صداقه واخوه قديمه وكان الحديث معه شيق ومتشعب, وقد ادهشتني صراحته وعدم تمييزه للناس على اساس طائفي واعجبني انتماءه للعراق كوطن للجميع وتحيزه للعدل دون محاباه.وقال إن السنة العرب يتعرضون اليوم لظلم يفوق ما تعرض له الشيعة في ظل نظام الرئيس الراحل صدام حسين.حيث ان السجناء يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل وقد تعرض شخصيا لمحاولات اغتيال كثيره بسبب كشفه عن ما يحدث في السجون العراقيه .واستدرك ان القضاء العراقي بمجمله نزيه لكن هناك بعض القضاة التابعين للسلطة التنفيذية أو الذين يوالون بعض الأحزاب معتبرا أن هؤلاء القضاة هم من يسيئون إلى سمعة القضاة والقضاء العراقي من خلال تسترهم على جرائم بعض القادة الأمنيين , واضاف ان الجرائم للنظام الحالي لا تقف عند هذا الحد بل إن هناك مخططا للتغيير الديموغرافي يشمل مناطق محيط بغداد، لاسيما في التاجي وأبو غريب من خلال إجبار بعض العائلات السنيه على ترك منازلها ومناطقها.

لقد تطرقنا اثناء حديثنا لمواضيع كثيره لكنه فضل عدم نشرها لذا طرحت عليه بعض الاسئله التي كانت تهمني فقط حيث ان القضيه تناولتها وسائل لاعلام المحلي والدولي لالاف المرات ونسجت حولها ايضا الكثير من الحكايات والقصص وسوف اتناول في هذا الحوار بعض الامور التي يفصح عنها القاضي منير حداد لاول مره مثل رفض طالباني التوقيع على اعدام الرئيس الراحل الى جانب الدور الذي يدعيه المالكي في اعدام المرحوم صدام حسين .

سؤال : قال الرئيس العراقي جلال طالباني انه لم يوقع على اعدام صدام حسين لانه من بين المحامين الذين وقعوا على التماس دولي ضد عقوبة الإعدام في العالم وستكون مشكلة بالنسبة له لو أصدرت محاكم عراقية هذه العقوبة .هل صحيح ان امر الاعدام لم يصدر من رئيس الجمهوريه حسب ما ينص عليه الدستور العراقي؟

منير حداد- هذا الكلام اقوله لاول مره . رئيس الجمهوريه طالباني وقع على اعدام صدام حسين سرا . فقد بعث برساله موقعه بخط يده وبموافقة النائبين عادل عبدالهادي وطارق الهاشمي على ان مجلس الرئاسه موافق على اعدام صدام حسين وليس له الحق في تخفيف او الغى عقوبة الاعدام استنادا الى الماده 27 من قانون المحكمه الجنائيه العليا المرقم 10 لسنة 2005 والمأخوذ عن اتفاقية جنيف بشأن جرائم الحرب الدوليه على غرار إنشاء المحاكم العسكرية الدولية في نيرونبيرغ وطوكيو بعد نهاية الحرب العالميه الثانيه.

سؤال: ما هو دور المالكي في اعدام الرئيس الراحل صدام حسين؟

منير حداد- هذا الكلام ايضا اقوله لاول مره .المالكي لا له اي دور في اعدام صدام حسين والامر الديواني الذي وقع عليه ليس له اي قيمه قانونيه لان احكام الاعدام وفق الدستور العراقي تستوجب مراسيم جمهوريه فهذا الدور الذي يدعيه المالكي ليس له اي صحه

سؤال: ماعلاقتكم كقضاه مع الأمريكان أثناء تشكيل المحكمة والمحاكمات؟

منير حداد- الأمريكان لم يتدخلوا في أي شيء ربما صادقوا بعض القضاة أو استفاد منهم بعض القضاة.هناك مستشارون أمريكان تختلف علاقتهم من قاض إلى آخر، وأنا من حسن حظي كانت علاقتي سيئة مع الأمريكان، لاني رجل مستقل بقراري .


سؤال: هل صحيح ان صدام حسين قبل الاعدام كان خائفاً .ماصحة هذا الادعى؟

منير حداد- لقد صعد صدام للمشنقه , وكان رابط الجأش وكان قوي جدا بشكل غير طبيعي .كانت ثقته بالله كبيره وعجيبه جدا رغم انه يكره رجال الدين ويكره الوصايه على الناس لكنه كان حقا رجل ايمانه بالله قوي جدا جدا.

سؤال: ماهو اخر سؤال وجهته لصدام حسين في جلستك الاخيره معه كمحقق؟

منير حداد- سألته ايش تشوف في عيوني؟رد علي انه لايرى الشر في عيوني.واضفت هل تعرف ماذا عملتوا باهلي؟ رد صدام –انا اعرف عنك كل شئ.

سوال: من حدد يوم اعدام صدام حسين؟

منير حداد- انا الذي حددت يوم اعدامه ,و قلت لازم ينفذ فيه حكم الاعدام يوم العيد وانا الذي اعديت المبررات وكنت في الصاله يوم اعدامه .

سؤال: ماذا قلت لصدام حسين قبل اعدامه؟

منير حداد – انا اخر شخص تكلم مع صدام قبل اعدامه واثناء صعوده للمشنقه قلت له,لايوجد رجل دين قل لي وصيتك وسوف اوصلها بكل امانه , ورد علي - تعيش يابني.هذه اخر كلمه قالها.

سؤال: من الذي نفذ حكم الاعدام؟

منير حداد - الشرطة هي من أعدمت صدام .

سؤال: هل كان مقتدى الصدر موجود في القاعه أثناء إعدام صدام؟

منير حداد- للعلم حكم الاعدام نفذ في قاعدة أمريكية ، ومقتدى الصدر كانت عنده مشاكل مع الأمريكان فكيف يحضر وحتى حراس القاعدة كانوا أمريكان.

سؤال: ماهي توقعاتك الشخصيه لمستقبل العراق؟

انا متفائل بوضع العراق بعد الانتخابات القادمه حيث ان التغيير حتمي لان الشعب العراقي ماعاد يصدق الترهات والاكاذيب والخداع الذي تقوم به هذه الحكومه الفاسده بقيادة المالكي.