الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٣ صباحاً

الحوثية ...والمحاولة لقيام دولة إمامية في صعدة

إبراهيم القيسي
الاثنين ، ١٠ يونيو ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٣٠ صباحاً
بدأت تلك البذرة العنصرية تؤتي أكلها وتمتد بأغصانها الشيعية على مساحة واسعة من الرقعة الجغرافية للوطن فقد غدت أفكارها الغالية وشعاراتها الغريبة تجسد واقع المأساة وترسي قناعات الزيف على صرخاتها الناشزة فهي تضع بيضها المخصب في حوافظ آمنة على ثرى هذا الوطن الذي يعيش زمن النزاعات السياسية المتكئة على تدخلات دولية وإقليمية ترعى الصراع السياسي وتؤهله إلى مرحلة الانفجار الكارثي .

فالخريف العربي يسعى لتمكين هذا الحركة الغريبة من خلال زراعتها بعملية تطعيم لتنبت على أصول الجذوع اليمنية لتتمكن من التغذية التامة من جذور هذا الوطن الممتدة في أعماق التاريخ والحضارة وهذه أعظم محاولة للحوثية الإيرانية التي من خلالها تضمن البقاء لتنشر الفكر العنصري والانحراف العقائدي لأن هذا المسخ في التركيبة السياسية هو نتاج هندسة جينية أعدتها عقول ممنهجي الخارطة الجغرافية الجديدة فقد وضعت في مخططها تلك الضمانة التي تعطي البقاء للفكرة الحوثية لتتعايش مع الجسد اليمني .

فالحركة الحوثية تلعب لعبة مزدوجة على جميع المحاور السياسية على مستوى الداخل والخارج وعلى مستوى التصعيد والتبريد والسلم والحرب وتصطاد في الماء العكر وتستخدم الكر والفر وتجري عوامل سياستها في عدة أطر متلونة تسبغ بألوان شتى من المكر والخداع فنراها في قمة النشاط الثوري وتشارك في الحوار الوطني وتمارس العمل الدبلوماسي وتزاول النشاط العسكري وتجري الاتصالات مع الحراك الجنوبي وتتحالف مع الرئيس المخلوع وتغازل القوى الليبرالية واليسارية وتحقن المجتمع بخرافات الكذب والدعاوي العنصرية وتظهر نفسها المظلومة الباكية والجريحة الشاكية .

لاشك أن هذه الحركة الدموية بانحرافها العقائدي قد استهوت القوى المعادية للإسلام فعملت بطرق شتى على زرعها في جسد الوطن اليمني لما يمثله هذا الوطن من رصيد تاريخي وأمجاد إسلامية وصفات رجولية وحنكة سياسية وفطرة قيادية تريد من خلالها إيقاف المد الإستراتيجي بصراع طائفي مع هذه الفئة الغريبة دينا وعقيدة ومنهجا على واقع الشعب اليمني تريد من خلالها خلط الأوراق السياسية وإشاعة الفرقة والشحناء بين الفرقاء في الوطن اليمني وإلا لماذا يرفع شعار صعدة وتنحاز اللافتات السياسية إلى الحوثية وتترك قضايا المظلمين من المشردين والقتلى من المدنيين والعسكريين ومن سلبت أموالهم وانتهكت أعراضهم بفعل التصرف الهمجي الحوثي لاشك أننا نعيش في عصر القوة فلا مكان هنا للضعفاء فالموازين الدولية كلها مع فتيل القوة فمن فرض نفسه كان له الرصيد والتأييد غير المحدود .

إن ما حدث يوم 5/6/2013م من تشييع لجثمان المتمرد حسين الحوثي في منطقة صعدة وما صاحب ذلك من زخم جماهيري وعرض عسكري خارج عن إطار الدولة وما حصل فيه من المشاركة الشعبية التي مثلت أطياف الشعب اليمني يدل دلالة صارخة على تمرد معلن وإعلان لدولة إمامية عاصمتها صعدة مدعومة من إيران وحزب الله وهذا الحدث الاستفزازي يعطي رسائل واضحة عن إمكانيات هائلة واستعدادات كبيرة وتدبير عسكري سري وتكوين بؤر صراع هائلة تديرها مليشيات حوثية تلقت تقنية تدريبية متقنة من قيادة الجيش الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني على الساحة اليمنية أو في إيران ولبنان أو في الجزر المستأجرة وما السفن والقوارب التي يمسك بها الأمن اليمني إلا غيض من فيض من الأسلحة المهربة إلى داخل اليمن وهناك من يقول إن الحوثيين يمتلكون مصانعا للأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية ويمتلكون ترسانة من الأسلحة الثقيلة من صواريخ أرض جو وغيرها .... وما خفي فهو أعظم .

إن التركيبة السياسية لحكومة الوفاق تسير في نفق لانهاية له وتحيط بها الأخطار من كل جانب وأعظم خطر هو الحوثية الناشزة في صعدة وجذورها المتعمقة في الدولة الإيرانية وفروعها الممتدة في ربوع الوطن وهذا المنحى الذي تتخذه الحكومة من الملاينة والمهادنة لا يغير من الأمر شيئا بل يزيد التمادي والعصيان ويعمل على اشتداد الاشتعال إن الشيعة الإيرانية عملت ولازالت تعمل على زرع نار الفتنة وسفك الدماء في العراق وسوريا ولبنان واليمن فهي الطامحة للحكم بأي وسيلة ولو كان ذلك بقتل الملايين إنها فكرة دموية سفاحة وما أقدمت عليه يوم 5/6 /2013م من قتل ثلاثة عشر ألفا في منطقة القصير في سوريا وهو ما أعلنه وزير الخارجية الإيراني تبجحا واستفزازا وتهديدا للإسلام والمسلمين وهو الأمر الذي تواكب مع طقوس دفن زعيم الحركة الحوثية في اليمن وهو أمر في دلالة واضحة للداخل اليمني والخارج الإقليمي فهل الجميع سيفهمون هذه الرسائل أم لابد من انتظار الكارثة ؟؟.

إن الحوثية الإثني عشرية حركة قاتلة لا تؤمن إلا بسفك الدماء وترفض التعايش السلمي مع المخالف فهي تتعصب لعنصريتها إلى درجة الغلو وتعتد بأفكارها المنحرفة وتسوق الناس إلى اعتقادها بالحديد والنار وتزاول عليهم سيف الإرهاب وتبز أموالهم تحت ذرائع ما انزل الله بها من سلطان وتعمل جاهدة لتمكين سلطتها بكل الوسائل المتاحة من إرهاب وقتل وحبس وسجن ومن اكتوى بنارهم يعرف الكثير والكثير وما الهجوم على مساجد أهل السنة في صعدة عنا ببعيد .