السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٨ صباحاً

رسالة هامة إلى مؤتمر الحوار الوطني ...

د. علي مهيوب العسلي
السبت ، ١٥ يونيو ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
رسالة هامة إلى مؤتمر الحوار الوطني عن المسجد ودوره في بناء اليمن الجديد!
------------------------------------------------


الأخوة رئيس وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني ...المحترمين
الأخوة رئيس وأعضاء لحنة القضايا ذات البعد الوطني ...المحترمين
الأخوة رئيس وأعضاء لجنة بناء الدولة ...المحترمين
الأخوة رئيس وأعضاء لجنة التنمية ...المحترمين
الأخوة رئيس وأعضاء لجنة الحكم الرشيد...المحترمين
تحية حِوارية وبعد:-

لاشك أنكم تدركون حجم التحديات التي تواجه اليمن وتتصرفون وفقا للمسئولية الكبيرة التي أنتم لها بعون الله إذا فكرتم كما بدأتم في محاوركم المعروضة والتي تتضمن جذور القضية ومحتوى القضية وضمان عدم تكرار ما حصل ، وهذا بالتأكيد يعمل على حل تلك القضايا من جذورها، وللأمانة وأنا أرى أن من واجبي أن أنبهكم إلى قضية في غاية الأهمية وهي المسجد ودوره في بناء المجتمعات ،وكون أن الشعب اليمني في الغالب يعيش تحت خط الفقر ،وبما أن الدولة ورسالتها انطلقت من المسجد منذ أن كلف الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بحمل الرسالة ، وكون مساجدنا يمارس فيها الريادة والإدارة للأفراد وأحيانا تحسب لحزب معين ، ونتيجة لحساسية وظيفة المسجد وحساسية الشعب اليمني وبخاصة السياسية منها ، فإن التوصيف السياسي للخطباء في المسجد قد أثر على دور المسجد، فاقتصر دوره فقط على العبادة وبعض الافعال الخيرية مثل تعليم القرءان وبعض الافعال الخيرية الاخرى البسيطة ،ويعتمد بشكل أساسي على مقدرة خطيب المسجد في إقناع المصلين فيما يَعرض الخطيب من أفعال الخير ، وحيث أن في الكثير من الدول الاسلامية قد تحول دور المسجد من الدور العبادة فقط إلى أن اصبح مؤسسة تدار من مجموع المرتادين للمساجد ، أي للمجموع ، ولعبت تلك المؤسسات دورا كبيرا في التقليل من الفقر وتربية النشء ومعالجة الامراض واستضافة الطلاب الدارسين ، بمعنى أن المسجد لعب الدور الأبرز في حياة تلك المجتمعات المسلمة ، وما أحوجنا نحن اليمانيون لهذا الدور بدلا من المزاجية والعشوائية وخلق عدم الثقة بين المسجد ومحيطه ، وكون معظم القضايا المثارة فإن للمسجد علاقة مباشرة وغير مباشرة في محاور مؤتمر الحوار الوطني ،وبما أنه لا يوجد بند خاص في الحوار الوطني يعالج ذلك ،فإن مؤتمركم بحاجة الى إدراجه في جدول مناقشتكم في الفترة القادمة ،بحيث تخرجون من مؤتمركم بصيغة تسمج بوضع قانون يحدد دور وموصفات العاملين في المسجد الذي ينبغي أن تتحول إلى مؤسسة ، والتي ينبغي أن تكون فاعلة ،فإنني أشد على مؤتمر الحوار الوطني أن يضع تصورا معينا لما ينبغي أن يكون عليه المسجد ورسالته ، وفقا لتطلعات الشعب في بناء دولة حديثة يُسهم الجامع كمؤسسة في التنمية الشاملة فيها ،من خلال سن التشريعات والضوابط التي توحد دور المساجد وفي كل اليمن ، كأن يصدر نص في الدستور الجديد في أن يكون المسجد مؤسسة وفي مجالات يحصرها بحسب حاجة المجتمع له ، ويُجرم ممارسة العمل السياسي في المساجد ، أو يُحدد في قانون خاص أو وفقا للقوانين المعمول بها كأن تكون لكل مسجد جمعية خيرية خاصة به ،تقوم بتقديم خدمات تنموية واستثمارية من خلال الوقفيات التي تخصص للمساجد والهبات والتبرعات غير المشروطة ، وكذلك ما تخصصه الدولة للمساجد عبر وزارة الأوقاف المعنية بالإشراف على اداء المساجد لرسالتها ،وهناك مساجد أثبتت قدرتها على أن تتحول إلى عمل مؤسسي يمكن النظر إليها والاستفادة من تجربتها وتعميمها ، بحيث تكون ملزمة وموحدة على مستوى الجمهورية، ويتم ذلك إما وفقا لقانون الجمعيات والمؤسسات ، أو وفقا لقانون خاص ينظم ذلك!؛ والمثال الذي أورده للتدليل على ان المساجد يمكن أن تحدث نقلة نوعية في المجتمع سواء من الناحية الدينية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو التنموية ،وفي كافة المجالات الأخرى ؛ وجامع الفردوس في سعوان خير مثال على المؤسسية والإنجازات التي حققها كثيرة وطيبة ورضا الناس عليه كبير ، حقق ذلك في فترة قياسية ؛ وأعتقد أن هناك العديد من النماذج في اليمن من هذا النوع، ولذا أردت أن ألفت الأخوة رئيس وأعضاء المؤتمر الحوار الوطني لعلهم يجدون حل كثير من القضايا المطروحة فيما إذا تحول المسجد من العبادة فقط إلى المساهمة في التنمية وبشكل مؤطر ومؤسسي!

طرحنا هذا كمساهمة منا في العمل على إنجاح المؤتمر جوهرا لا شكلا ، وأن نتفاعل مع الحوار ونطرح بعض الافكار لعلنا نوفق في خدمة ومساعدة إنجاح الحوار الوطني !